هل تنجح المعارضة في التصدي لترقيع الدستور؟

- ‎فيأخبار

وافق أمس الذكرى الثامنة لزحف الجموع الغاضبة إلى القصور الرئاسية في القاهرة والإسكندرية، ومحاصرة المتظاهرين لها بأعداد ضخمة، ووقوفهم أمام الدبابات والمدرعات، وهتافهم “الشعب يريد إسقاط النظام”.

وفي المساء أطل عمر سليمان على الشاشات ليعلن تخلي مبارك عن السلطة، مفوضا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، وتجمع شركاء الميدان على غاية واحدة فسقط رأس النظام وبقيت أذنابه، واستمرت المظاهرات المنادية باستكمال مسيرة الثورة، لا سيما وأن الريبة دبت في قلوب المتظاهرين تجاه قيادات الجيش حتى صدحت الحناجر تنادي مجددا بإسقاط حكم العسكر، بيد أن السيسي ونظامه يسعون إلى تعديلات دستورية تسمح له بالبقاء في الحكم طيلة حياته، لكنه وجد رفضًا من قبل مؤيديه.

ومنذ التنحي وحتى الآن، لم تجتمع المعارضة بكل قوتها أمام الأحداث التي شهدتها مصر، ومنذ الترويج للتعديلات الدستورية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إقرارها، سيما بعد تقديم برلمان الانقلاب موعد عقد الجلسات العامة بالمجلس 3 أيام لتعقد يوم الأربعاء المقبل بدلا من الأحد، لمناقشة التعديلات الدستورية التي تشمل تعديل مدة الولاية للسيسي، في ظل دعوات لمواجهة تمرير تلك التعديلات، من خلال تنظيم جامع جديد عابر للانتماءات السياسية لمكافحة مساعي السيسي للبقاء في السلطة مدى الحياة وتغيير معالم الدولة المصرية، ما يعتبره منخرطون في تلك الدعوات ممكنًا إذا تحلى الجميع بروح 18 يومًا الأولى من عمر ثورة يناير، دون الوقوع في مصيدة 11 من فبراير مرة أخرى.

قناة “مكملين” الفضائية ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم”، مساء أمس، مدى قدرة المعارضة على التصدي للتعديلات الدستورية.

الكاتب الصحفي قطب العربي، رأى أن ذكرى تنحي المخلوع مبارك في 11 فبراير تعد ذكرى ملهمة بأن الشعب المصري يستطيع بعد أن أسقط رأس النظام، مؤكدا أن إرادة الشعب هى التي أسقطت مبارك وليس المجلس العسكري.

وأضاف “العربي” أن الجيش لو كان يريد إزاحة مبارك لفعل خلال الثلاثين عاما التي حكمها أو حتى خلال السنوات الخمس الأخيرة التي شهدت حراكًا قويًا ضد مبارك، لكنه استثمر الثورة ودخل على الخط كداعم للثورة والشعب.

وأوضح العربي أن هذه اللحظة التي تجسدت فيها وحدة الشعب المصري كله هي التي أسقطت مبارك، وحين تعود هذه اللحظة مرة أخرى ستكون قادرة على إسقاط السيسي.

بدوره رأى المهندس مدحت الحداد، عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة ترفض دستور السيسي بأكمله وليس ما ينتوي إجراءه من تعديلات عليه، مضيفًا أن السيسي استولى على السلطة بانقلاب عسكري على ظهر دبابة، وكل ما تلى ذلك باطل.

وأضاف الحداد أن الإخوان المسلمين ليست جماعة معارضة ولا تعترف بالنظام من الأصل، مضيفا أن إزالة السيسي ونظامه العسكري لن يتأتى إلا باصطفاف القوى المعارضة جميعها في وجه النظام، مضيفا أن الجماعة تدعو إلى هذا الاصطفاف وتبذل الجهد وتسعى لتحقيقه خلال العام الجاري، وقطعت شوطا كبيرا في هذا الاتجاه.

وأوضح الحداد أن الاصطفاف وتوحد المعارضة يحتاج إلى وقت، ففي “شيلي” احتاجت المعارضة 15 عاما للاصطفاف، وفي الأرجنتين توحدت المعارضة بعد 9 سنوات، مضيفا أنه بعد مرور 5 سنوات ونصف وارتفاع الوعي لدى جموع الشعب المصري بات توحد المعارضة أمرا قريبا.

وأشار الحداد إلى أنه حال اتفاق المعارضة على شخصية معينة يتم الدفع بها لمواجهة الانقلاب العسكري، ستكون الجماعة مع جموع المعارضة وستشارك بقوة في هذا الاتجاه.