ما مصير المفاعل النووي في وجود جنرال عديم الجدوى؟

- ‎فيتقارير

” الراجل اللي قال إنه بيعمل مشاريع بدون دراسة جدوى، بيعمل دلوقتي مفاعل نووي.. هتوحشوني والله”، منذ انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي وهو يبشر المصريين بمفاعل نووي يضعهم على قدم المساواة مع الشعوب التي تخدمها التكنولوجيا، هذه المرة باعترافه بتجاهل دراسات الجدوى للفناكيش التي أهدر عليها مليارات الدولارات، وبأنه لو كانت هذه الدراسات عاملا حاسما ما تم إنجاز نحو ثلاثة أرباع هذه الفناكيش التي باءت بالفشل.

وخلال حديثه بمنتدى إفريقيا 2018 قال السفيه السيسي: “وفق تقديري في مصر لو مشيت بدراسات الجدوى وجعلتها العامل الحاسم في حل المسائل كنا هنحقق 20-25% فقط مما حققناه”، مبررًا ذلك بأنه كان يهدف لتشغيل المواطنين، وتحقيق الاستقرار عبر إعطاء الأمل في مشروعات في البنية التحتية، بينما الحقيقة ما صرح بها في وقت سابق عندما قال إن الهدف من وراء مشروع تفريعة قناة السويس هو فقط بث الأمل!

يا عشوائي

تصريحات الجنرال العشوائي السفيه السيسي أثارت سخط المصريين وموجة من السخرية، ربطوا بينها وبين تصريحاته السابقة التي قال في إحداها: “يفيد بإيه التعليم في وطن ضايع”، ووصفوا السفيه بالجاهل الذي يتباهى بجهله بعدما تسبب في خسائر مادية ضخمة، بالإضافة إلى زيادة الدين العام الداخلي والخارجي لمصر؛ بسبب إنشاء فناكيش دون دراسة جدوى، وكانت أبرز التعليقات تشبه بين السفيه السيسي وشخصية عاطف في فيلم الناظر، عندما قال “ملقتش عيش جبتلكم جرجير”.

عشوائية الجنرال أعادت للأذهان موافقة برلمان الدم على قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية، مما اعتبروه “جهاز كفتة جديد”، وإنجازا وهميا آخر، ولم تفلح محاولات كتائب النظام الإلكترونية في إقناع رواد التواصل بحقيقة برنامج الفضاء، أمام التقديرات المبدئية لتكاليف الوكالة، التي وصلت لـ100 مليون دولار.

وزاد الطين بلة أن ناشطين نشروا صورا من الصحافة في الستينيات تتحدث عن “فنكوش” وكالة الفضاء، وبرامج الصواريخ، وسفن الفضاء المصرية، وتساءل أحد المغردين: “‏وكالة الفضاء دي غير وكالة البلح؟” وسخرت هبة محمود: “‏مفاعل نووي ووكالة فضاء والمصريون قادمون يا كوكب”.

مصر بلا طاقة

وفي وقت سابق انتقد عدد من المراقبين توقيع العسكر اتفاقية مع روسيا لإقامة أول محطة نووية، في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية المضطربة التي تمر بها مصر والمنطقة، وغياب الشفافية ودراسة الجدوى والمعلومات حول بنود الاتفاقية.

يقول مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية سابقا، محمود بركات، إن مشروع المفاعل النووي تعطل منذ بدء التفكير فيه: “فالأمريكان لم يرغبوا في إنشاء مفاعل نووي بمصر، فيما ضغطت إسرائيل بقوة على “مبارك” الذي قام بتعطيله لسنوات، ولم يفتح الملف إلا من أجل الدعاية لابنه “جمال”.

وأكد بركات أن البلاد “ليس بها مصادر طاقة البتة، وعلى وشك التوقف تماما بسبب أزمة الطاقة”، مضيفًا: “لا بد من خوض التجربة، وإلا لن نحققها أبدا، فأنت بحاجة للكهرباء لتشغيل المصانع، وخلال ست أو سبع سنوات ستنتج المفاعلات الأربع نحو 4800 ميجا وات أي ما يعادل أربعة أمثال السد العالي”.

السيسي كاذب

وفيما يبدو ان الحديث عن المفاعل النووي هو بمثابة طق حنك من العسكر، لأن الجنرال العشوائي بأسلوبه الحصري والقصري، يكذب قائلاً “إحنا دخلونا، فى أمة ذات عوز. أمة الفقر! وأما آجى أخرج بيكم منها، يقول لك هاشتاج ارحل يا سيسى” واستطرد بقوله “عايز أخرجكم من العوز، وأخليكم أمة ذات شأن، تعملوا هاشتاج ارحل ياسيسي! أزعل ولا ما ازعلش؟ ورد على نفسه: “في دي أزعل”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يُذكر فيها المصريين بفقرهم، ولكنها المرة الأولى التي يكف فيها جنرال العشوائية عن توجيه الشكر للمصريين على صبرهم معه وتحملهم لإجراءاته الاقتصادية التي تتم بدون دراسة جدوي، ورفع أسعار السلع وتقليص الدعم، وهي المرة الأولى أيضًا التي يقر فيها جنرال العشوائية برفض المصريين لوجوده في السلطة، وعبر عن ذلك بغضبه لمطالبتهم له بالرحيل عن الحكم، وإطلاقهم هاشتاج “ارحل يا سيسي”.

لم يُسم الجنرال السيسي مَن اتهمهم بإدخال الأمة المصرية في العوز والفقر، وأحالهم إلى مجهول ليخوف به ومنه المصريين، ويتخذه شماعة لتعليق فشله العريض، وعلى كل المستويات، السياسية، والاقتصادية، والأمنية،ويذكر المراقبون شهادة كاثرين آشتون، نائب رئيس المفوضية العليا للاتحاد الأوربي، فى فبراير من العام ٢٠١٢، وهي تقول فيها، أن “مصر لديها ثروات تكفي لمساعدة ربع الدول الأوربية”.