أعلن نجيب ساويرس، أحد أغنى أغنياء مصر والشرق الأوسط وفقا لتقييم “فوربس” أمس الثلاثاء عن اتجاهه لتحويل نصف ثروته إلى الذهب، بسبب “أزمة خطيرة محدقة بالعالم”.
تصريحات ساويرس جاءت خلال مقابلة مع وكالة “بلومبرغ” والتى قال خلالها ” نعم قمت بتحويل ثروتي إلى الذهب”، ويبلغ إجمالي ثروة ساويرس الصافية نحو 5.7 مليار دولار أمريكي ، معتبرًا أن أسعار الذهب ترتفع بصورة كبيرة الآونة الأخيرة .
قرار ساويرس أثار الكثير من الجدل، حول الاتجاه إلى المعدن الأصفر، كملاذ استثماري آمن، حيث يعد “ساويرس” أبرز مستثمري قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، ويعد هذا تغيرًا جوهريًا فى استراتيجيته الاستثمارية ، إضافة إلى أن هناك أسباب اقتصادية أخرى ذكرها محللو الاقتصاد .
فى أوقات الأزمات السياسية والإقليمية والعالمية والتوترات الحالية التى يمر بها العالم، يعد الاستثمار فى الأصول الاقتصادية الحقيقية – أصول ملموسة غير ورقية – بعيدًا عن الاستثمار فى أدوات مالية مثل سوق الأوراق المالية التى تتسم بالتقلب الشديد فى أسعار الأسهم وقت الأزمات هو الملجأ الاستثمارى الأكثر ربحية.
كما تشير التوقعات إلى استمرار الموجة الصعودية لأسعار الذهب عالميًا من المستوى الحالى البالغ نحو 1310 دولارات للأوقية إلى 1800 دولار للأوقية فى المستقبل القريب، بما يعد أحد أبرز الأدوات الاستثمارية ربحية.
إضافة إلى أن حالة التشبع في الاستثمارات في أسواق المال العالمية مع وجود أدوات استثمارات أكثر ربحية وأقل فى نسبة مخاطر امتلاكها مثل الذهب والمعادن النفيسة.
كما تعد الاستراتيجية الاستثمارية المتنوعة بعدة أدوات استثمارية مثل البورصات والذهب والاتصالات والشركات الكبرى والعقارات من الخطط الناجحة التى تعمل على تقليل مخاطر التركز الاستثمارى فى أداة واحدة فقط، وتعمل على تنويع المحفظة الاستثمارية وتقليل المخاطر.
وعن استثماره في كوريا الشمالية قال ساويرس : “الأزمة الكبيرة أنك تستثمر في دولة لا يمكن تحويل عملتها بسهولة، وضعت كثير من المال هناك، واشتريت فندقا، وفعلت كثير من الأشياء الجيدة”.
ويمتلك ساويرس أول مشغل اتصالات خلوية في كوريا الشمالية “كوريولينك”، وتعرض لضغوطات غربية عديدة، وفقا للوكالة الأمريكية، بسبب استثماراته في بيونغ يانغ.
ويمثل قرار ساويرس مؤشرا على عدم الاستقرار السياسي في مصر، في ظل اتجاه لبيع حصصه في العديد من المشروعات الكبرى في مصر في مجالات الاتصالات والإعلام والميديا، بجانب الأسمنت .
حيث يواجه ساويرس بمنافسة غير متكافئة من قبل شركات العسكر التي تتميز بنظم تفضيلية في المشروعات، ولعل أبرزها الأمر المباشر الذي ينحاز لشركات الجيش ويحرم جميع الشركات المدنية من المنافسة الاقتصادية .
كما يخشى ساويرس من تورط مصر في معارك تريدها أمريكا سواء في سوريا أو مع الفلسطينيين أو إيران ، حيث يقوض الاستقرار الحر القائم حاليا في مصر .
وعلى الرغم من أن ساويرس يعد من أكبر داعمي الانقلاب العسكري، إلا أنه سبق وأن اشتكى عدة مرات من التضييق على استثماراته في مصر رغم تبرعه لصندوق تحيا مصر واشتكى من القرارات الاقتصادية العشوائية مثل منع زراعة البنجر والقصب والأرز ما يؤثر على مصانعه ومنها مصنع سكر أعلن عن بيعه، مؤخرا!!.
وبذلك يتحول الانقلاب العسكري وسياساته القمعية لأكبر مهدد للاستثمارات في مصر ، مما يفاقم أزمات البطالة في البلاد، حتى لن يتبقى في مصر من أحد يعمل ويكسب معاشه إلا المرتبط بالعسكر ومشروعاتهم وانقلاباتهم!!
