“قنديل”: بعدما كشفته “واشنطن بوست” اسحب تفويضك ثم حدثني عن الثورة

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

علق الكاتب الصحفي وائل قنديل، على التقرير الخطير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وكشفت خلاله كيف مُولت "تمرّد" عبر حساب بنكي إماراتي، أداره جنرالات الانقلاب، وما ارتكبته النخبة السياسية وهي راضية مع سبق الإصرار والترصد.

حيث أشار "قنديل" -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء- إلى أنه رغم محدودية دور الداخل في إنجاز الكارثة التي أخذت مصر إلى سنوات أربع من الجحيم، بالمقارنة بالدور الذي قامت به قوى الخارج، المدجّجة بكل الكراهية لمشروع الربيع العربي، فإنه يدهشك هذا التناقض الذي تقع فيه بعض "مجاميع الداخل"، حين تعبر عن ندمها لما آلت إليه الأمور، لكنها، في الوقت ذاته، تقول إنه لو عاد بها الزمان إلى لحظة 30 يونيو 2013، لفعلت الشيء نفسه، مؤكدا أن هذا بحد ذاته بمثابة تجديد لتفويض الجنرال بالاستمرار في مساره الكارثي.

وقال "قنديل": "يدرك هؤلاء جيدا أنهم لم يكونوا سوى "مفعول بهم"، وأن الفاعل كان مبنيا على الرفع الخارجي، وهو ما يتأكّد يوماً بعد يوم، إن على مستوى التخطيط، أو التمويل، أو توفير الغطاء السياسي للجريمة الإقليمية، المدعومة صهيونياً. كما يعرفون كيف صُنعت ما تسمى "حركة تمرد" في ورش المخابرات العسكرية، وكيف أديرت، وها هي "واشنطن بوست" تكمل الحكاية، وتكشف كيف مُولت"تمرّد"، عبر حساب بنكي مفتوح تعبئه أبوظبي، ويديره جنرالات الانقلاب العسكري.. فأي شرفٍ، وأي روحٍ ثوريةٍ هذه التي تدفع ثائرًا سابقًا للإعلان عن عدم ممانعته في تكرار الكارثة، لو عاد به الزمان 4 سنوات إلى الوراء؟ وأي منطقٍ يجعل شخصًا يصر على التمسك بترديد أن الثلاثين من يونيو شيء، والثالث من يوليو شيء آخر في مصر".

وأشار إلى أن عبدالفتاح السيسي، بنفسه، حسم هذه المسألة في حوار تلفزيوني، حين اعترف بأن ما جرى في الثلاثين من يونيو 2013 تم التخطيط له قبل هذا التاريخ بفترة طويلة، وأن الجيش استدعى نفسه، ولم يستدعه أحد، موضحا أنه في اللحظة التي يعلن فيها المستفيقون من أكذوبة 6/30، أنه كان يوماً أسود في حياتهم، بعضهم تمنّى لو أن الموت أدركه قبل أن يشارك في هذه الجريمة، يأتي بعض "آلاتية" مقاومة الانقلاب، ويطالبونك بالكفّ عن إهانة الثلاثين من يونيو، ويبتزّونك بالقول كفى مرثياتٍ ولطميات، وجلدًا للذات، ويدعونك إلى طي هذه الصفحة، رغم اعترافات لواءات المخابرات والشرطة والجيش وعساكر الدرك الأسفل من الإعلام المصري، وهم يتفاخرون بحكايات التحضير لحرب 6/30 لتروا كيف دبرت الجريمة.

واختتم قنديل مقاله قائلا:"اسحب تفويضك، واعتذر عن دورك في دفع الناس إلى منح تفويضٍ بالقتل والخراب، وبعدها يمكنك أن تحاضر فينا عن كيف تكون الثورة"!