مراقبون: ثورة السودان.. موجة ثانية للربيع العربي تكسر حاجز الخوف

- ‎فيتقارير

أرادت الثورة المضادة وما نبت عنها في اليمن ومصر وسوريا ورعاتها في الإمارات والسعودية، زرع الخوف في نفوس الشعوب العربية من خلال ضرب المصريين بعنف حيث أنهم الأكبر فإذا بتلك الشعوب، مثلما حدث من الشعب السوداني، تكسر جدران الخوف وتزيحها، بل إن هذا ما أكد عليه المراقبون مرارا أن الثورات المضادة ستنكسر وان المليارات التي وظفت لذلك لن تجدي شيئا وأن الثورة مستمرة.

يقول المفكر الأردني ياسر الزعاترة: “هذا الاهتمام الشعبي الواسع في الأوساط العربية باحتجاجات السودان، يؤكد أن نبض “الربيع” لم يخمد في الأمة. لذلك ترى ذلك الصمت في أوساط الثورة المضادة رغم عدم رضاها عن النظام في السودان. أصحابها أرادوا تلقين الشعوب درسا كي لا تحتج من جديد، وها إنها تفعل رغم كل ما جرى”.

السودانيون تعلموا الدرس

وأكدت الناشطة اليمنية الحاصلة على نوبل توكل كرمان أن الشعب السوداني الذي يرسمون أمامه نفس خطوات الربيع العربي ويدفعونه لنفس المسار تعلم الدرس من الموجة الأولى من هذا الربيع وكتبت “إن كان هناك من درس سيتعلمه الشعب السوداني من ثورات الربيع عام ٢٠١١ فليس انه لن يثور،فهو شعب الثورات وأول شعب عربي طرد المستعمر وأول شعب اسقط حكم العسكر،الدرس الذي سيتعلمه إذاً من مآلات ثورات الربيع هو أنه لن يسمح للثورات المضادة ان تسقط ثورته المظفرة، أما الثورة فهي قدره وهو لها”.

وتحديدا عن الخوف بالقتل والترويع والإرهاب يقول الكاتب الصحفي أحمد عبد الجواد: “ما يميز انتفاضة شعب السودان الحالية أنها جاءت بعد قيام #الثورات_المضادة بأعمال قتل وترويع وإرهاب للشعوب كي لا تثور علي الطغاة والمستبدين، لكن شباب وشعب السودان أثبت للجميع أنه لا يمكن قمع إرادة الشعوب وأن جذوة الثورة مشتعلة داخل النفوس”.

وأشار د. طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية السابق إلى أن عزم الشعوب ما يزال يقظا وكتب يقول: “برغم شراسة الثورة المضادة طوال العام 2018 إلا أنها لم تزد من سيطرتها شيئا بل ظهر للجميع مدى ضعفها بشاعة حكمها.

كما لم تضعف من عزم الربيع العربي شيئا بل زادته تصميماً على الاستمرار حتى تتفتح كل الأزهار..ولهذا فإن المراقب اليقظ لابد وأن يرى 2019 حبلى بالكثير من التطورات والتغييرات”.

القشة والبعير

وعبر الباحث السعودي سعيد بن ناصر الغامدي عن ضيق الشعوب ذرعا بمخططات الثورة المضادة وآخرها زيارة البشير لبشار سوريا، وإن كان مساحة الغاطس منها أكبر من الظاهر، ويقول “الغامدي”: “مدن السودان تنتفض بشؤم زيارة البشير لبشار المجرم!..وما تزال الشعوب العربية في ضلوعها برق ورعد..رغم ما بذلته الثورة المضادة وما تبذله، ولكنها الآن في حالة تحير واضطراب يتلوها الانحسار وتفكك أحلاف الجور والفجور..والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

أما من أعرب عن أمله بنجاح الموجة التالية لثورات الربيع العربي فكان الأكاديمي السوداني د.حسن سلمان ويقول: “المتابع لتصريحات الثورة المضادة وأدواتها الإعلامية يدرك حجم الشعور بالأسى والانكشاف الكبير من الانسحاب الأمريكي بطعم الهزيمة ويظهر بجلاء طبيعة المرحلة القادمة وهي الموجة الثورية الثانية للمنطقة العربية وميلاد الأمة الإسلامية من جديد وصياغة المشهد الدولي على أسس جديدة”.

وعلى “تويتر” يضيف “سلمان”، أن “الثورة التي لا تستكمل مشوارها في إسقاط النظام وتكون خليطا بين الثورة والانقلاب فإن مآلاتها كارثية..وعلى الشعب السوداني أن يدرك أن غرف عمليات الثورة المضادة ومن ورائها القوى الإمبريالية العالمية كل همها احتواء الثورة وامتصاص غضب الشعب وإعادة الشعب لحالة الضبط والسيطرة”.

وباختصار فإن أقوى ما يبعثه أهل السودان لنا برأي الصحفي عبدالله إبراهيم هو أن “مجرمي الثورات المضادة لم يفلحوا في زرع الخوف”.

وبعدما وأخرجت الثورة المضادة لسانها لتقول بلسان الحال “نحن الثورة المضادة التي تسعى إلى القضاء على الشعوب ..وردع تمردات الحالمين بالحرية وطيب العيش”، فيرد عليها أسعد طه أنها لم تصب في تحريضها وكتب “هذا يعني أن الناس لم تكفر بعد بالثورة ..وأنهم أدركوا أن ما وقع من أذى إنما على يد الثورة المضادة المدعومة من الحكام الطغاة “.

تطل برأسها

وحذر أبو هاشم من أنه “إذا ما قرر الشعب السوداني المضي قدما لتنحية البشير”، فإن “عليه من الآن إعداد العدة لضحد الثورة المضادة فإن بأسها على الشعب أوحل وأعسر من النظام بآلاف المرات”.

وكتب المحللان الصحفي سليم عزوز ود.حمزة زوبع عن لعب الثورة المضادة الذي بدأ مبكرا يقول زوبع “نائب رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم في السودان محمد الضو يقول بتصريح صحفي إن دولة ما عرضت مساعدات لحل الأزمة الحالية مقابل قطع العلاقات مع الإخوان المسلمين وقطر وتركيا”.

ويكشف سليم عزوز عما أستتر فيقول: “حزب المؤتمر الحاكم في السودان: تلقينا عرضا بحل الأزمة مقابل قطع العلاقة مع الإخوان؟!..انظر إلى شغل سكرات الموت؟ رجال الإمارات ليسوا هم المتظاهرين. لكن رجلهم القوي في قلب السلطة
المظاهرات يقوم بها شعب السودان الفقير بصدور عارية وجيوب خاوية. المال الإماراتي في محفظة البشير ورجاله!”.