تواجه ملايين الأسر الكثير من الصدمات، تارة صدمة الملابس الصيفية وأخرى للرحلات والفسح وثالثة للدروس الخصوصية، وبالنسبة للملابس الشتوية فؤجئت الأسر بارتفاع مهول فى أسعارها هذا العام.
من جانبه قال محمد عبد السلام، رئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، إن تحرير سعر الصرف أثر على أسعار الملابس الجاهزة بشكل كبير، نتيجة أن 60% من المدخلات والخامات الرئيسية في صناعة الملابس يتم استيرادها من الخارج.
وأضاف خلال تصريح له، أن ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء والمحروقات أثر بشكل مباشر على تكلفة إنتاج الملابس، فضلًا عن زيادة دخل العمالة من 25-35%، وكل ذلك أسهم في ارتفاع أسعار الملابس بشكل كبير.
وتابع عبد السلام: “الملابس الصيفية أحجامها خفيفة، بينما الملابس الشتوية يكون بها ضعف الخامات المستخدمة في الملابس الصيفية بما يتسبب في زيادة أسعار الملابس الشتوية أكثر من الصيفي”.
وقال لويس عطية، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية، إن أسعار الملابس الشتوية ارتفعت بمعدل 50% مع بدء الموسم وأرجع “عطية” فى تصريحات صحفية أسباب ارتفاع الأسعار، لشراء المصانع للخامات المكملة للصناعة بأسعار مرتفعة، وفرض القيمة المضافة والجمارك.
بمجرد النزول لشوارع وسط البلد والنظر داخل فتارين العرض تصدمك الأسعار، خاصة إذا كنت تنوى شراء جاكت، أو ملابس للأطفال، ستفكر فورا فى تغيير رأيك فى فكرة الشراء نفسها.

أسعار نار نار
وشهدت أسواق المحافظات حالة من الكساد مع بدء موسم بيع الملابس الشتوية، وكانت الأسعار كما يلي:
أسعار الجواكت تخطت الـ2000 جنيه بوسط البلد، فمعظم الجواكت تبدأ من 700 جنيه فأعلى وبعضها يباع بـ2450 جنيها، بينما وصلت أسعار البنطلون الجينز لـ700 جنيه، وارتفاع الاسعار ليس فى الجواكت فقط وانما في أصناف أخرى، خاصة في الخامات الأكثر جودة.
ملابس الأطفال اسعارها فلكية، هذا ما سينطقه لسانك إذا نظرت لأسعار ملابس الأطفال بالمحال، فسعر الـ”طقم” وصل لـ1200 جنيه، 3 قطع، ويزداد سعره كلما زاد سن الطفل، فإذا فكرت فى شراء ملابس لطفلك فعلى الأقل تكون ميزانيتك 1500 جنيه بالإضافة لسعر الحذاء.
أسعار الملابس الحريمى الشتوي لا تبتعد كثيرا عن أسعار الرجالي، فهناك أسعار تبدأ من 600 جنيه للقطعة فأعلى حتى 1500 لجنيه لبعض القطع تشمل “معطف أو عباية”، أما البلوفر فبلغ سعره 2500 جنيه!
جميع المحال بوسط المدينة تعانى من ضعف الإقبال، فالجميع ينظر ليعرف السعر ثم يكمل طريقه دون شراء، خاصة فى بداية اليوم، وهو ما جعل عض المحال تعلن عن تخفيضات لشراء القطعتين من نفس النوع، فالبنطلون الذى يصل سعره لـ700 جنيه من الممكن أن تحصل على 2 منه بسعر 1000 جنيه فقط.
فتش في الدولاب
إحدى الأسر التي تجولت بالأسواق، أكدت في تصريح لها أن الأسعار التي نراها لم يسبق لها مثيل، معتبرين أن الموسم الشتوي مجرد اسم وسنضطر للذهاب إلى الوكالة لالتقاط عدد من القطع ولبسها.
في حين قالت أسرة أخرى: الأسعار والملابس المطروحة لا تتناسب مع دخل الأسر، وهذا يدفعنا للتفتيش في “الدولاب” ولبس ما هو موجود حتى نهاية الفصل الشتوي، وفق حديثها.
محدودو الدخل
فيما علق الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، على ارتفاع أسعار الملابس الشتوي بشكل خاص وارتفاع الأسعار بشكل عام، قائلا: “يجب علي الحكومة (الانقلابية) اتخاذ عدة خطوات لحماية محدودي الدخل، والحد من كارثة ارتفاع الأسعار عقب تحرير الجنيه وارتفاع سعر الدولار”، مطالبًا بضرورة وضع خطة عاجلة لمواجهة ارتفاع الاسعار بالإضافة إلى ضبط السوق وعدم التلاعب في الأسعار من جانب البائعين.
وأضاف الخبير الاقتصادي، في تصريحات صحفية: “من المفترض أن تشجع الحكومة (الانقلابية) السوق المحلية وتعيد تشغيل مصانع 6 أكتوبر والتي توقف جزء كبير منها بسبب ارتفاع سعر الدولار، ولا بد أن تقوم الدولة بالاستيراد للاحتياجات التي لا يوجد لها بديل فقط، وتفعيل دور الجهات الرقابية في الدولة، مثل مباحث الأموال العامة، والتموين، وجهاز حماية المستهلك، والأجهزة السيادية، للتحرك سريعًا وضبط السوق، وتشديد الإجراءات على سوق الصرف، ومعاقبة المحتكرين”.
توقف حركة البيع
ويقول محمود ناجح – صاحب أحد المحلات بوسط البلد، في تصريحات صحفية- أن غلاء الأسعار تسبب فى قلة حركة البيع بل توقف الحركة بشكل كبير، معللا ذلك بأنه خلال العام الماضي كنا نشترى القطعة بسعر المصنع بأقل من 100 جنيه وأبيعها بـ125 جنيهًا، والآن أصبح سعرها جملة أكثر من 500 جنية .
وتساءل ناجح قائلا: “أين الزبائن التي تشتري بهذه الأسعار خاصة أن هذه الأسعار توجد في العتبة أي لا توجد في مول أو بوتيك أو توكيل؟” مؤكدًا أن حركة البيع بطيئة بسبب غلاء الأسعار وارتفاع سعر الدولار الذي بارتفاعه ارتفعت جميع أسعار السلع بشكل عام، وهذا أثر على حركة البيع بالسلب لأن إقبال المواطنين على الشراء قلت بسبب دخول العيد.
وأضاف أحد المواطنين: “مش هشتري ملابس شتوي خلال هذا العام بسبب غلاء الأسعار لأن سعر الجاكيت الواحد بسعر المرتب بتاعي خلال الشهر كله”، مضيفًا: “لدي 3 أطفال لو كل واحد فيهم بس جاب تيشرت في ظل الأسعار الحالية المرتب مش هيقعد فيه حاجة، أنا هكتفي باللي عندي، وحتى سعر الطقم الواحد بقى غالي على أي حد مرتبه على قده”.