وصية الشهيد “علي الفار” لإخوانه: لا تأخذوا بثأري فإن قاتلي قد حقق أمنيتي

- ‎فيحريات

أحمدي البنهاوي
أوصى الشهيد علي سامي الفار، ابن محافظة دمياط، إخوانه قبل موته، طالبا من الجميع العفو عمن ظلمه، ولكن اللافت في وصيته لإخوانه من رافضي الانقلاب هي: "لا تأخذوا بثأري.. فإن قاتلي قد حقق لي أمنيتي، ولو استطعت شكره لفعلت".

ولكن إلى الآن لم يرحم قاتله الجسد الذي ما زال في دمائه، ولم يفرج عن جثته حتى الآن لدفنه، ولذلك خرج ثوار "أم الرضا" بمحافظة دمياط، اليوم، للمطالبة بالإفراج عن الجسد، فقد خرجت الروح تلعن قاتلها.

وأضاف أيضا لإخوانه، "حافظوا على أنفسكم فأنتم من تبقى لهذه الدعوة، حتى إذا جاء النداء هبوا وانتصروا وحرروا الأقصى واقطعوا نسل اليهود".

وأعلنت داخلية الانقلاب عن قتل الشهيد علي سامي، ابن قرية البصارطة، بعد أن ظل مطاردا ومستهدفا بالقتل من أمن الانقلاب، وهو ما وضح في وصيته بأنه بات هدفا لرصاص الانقلابيين، حتى إنه أطلق على نفسه لقب "عاشق الشهادة".

ووجه "الفار" إلى أمه مطلع وصيته، فقال: "عهدتك صابرة جسورة، فلن أحدثك عن الصبر، والله لأسبقنكم شفيعا عند ربي.. أذكر أنى وعدتك بزيارة الكعبة ورسول الله في صغري ولم أستطع، وأنا الآن أعدك أن أسلّم لك على المختار سيد الأبرار وعلى صحبه أجمعين، فسامحيني.. اطلبي من الناس أن يسامحوني وافرحي ووزعي الحلوى على الأطفال عند موتي، أريده احتفالا بنجاحي في الاختبار".

ولأشقائه "رباب وحماس وعماد وخالد"، قال: "حرمت أن ألقاكم في الدنيا، والله سأكون شفيعا لكم عند ربي، وآمل أن يبدلنا الله بقصر إلى جوار المصطفى، حيث لا يحرمني منكم أحد أنتم وأبي وأحبابي".

وإلى والده أضاف "غيرتك على دين الله ورّثتها لي، فهذا دافع الغيرة، إن لم تستطيعوا أن تُصلّوا عليّ فاطلبوا أن يصلى عليّ الغائب في كل العالم".

وإلى زوجته كتب: "أعلم حبك لي ولكن هذا آخر طلب لي.. اصبري ولا تجزعي، وقفي شامخة واحمدي الله، سأكون شفيعا لكِ ونلتقي في الجنة، واجعلي ابنتي من حفظة القرآن، وعلّميها، اجعليها كل حياتك، والله لأن نموت رجالا أفضل من أن نمكث في الدنيا ونموت كالنعاج، ومهما مكثنا سنموت".

ووجه الشهيد- بإذن الله- علي سامي إلى ابنته "لين" قائلا: "يا قطعة من قلبي وأنت تكبرين بعيدا عن عيني، ولكنك لا تفارقين فكري وعقلي.. ابنتي حتى إن مت سأكون بجوارك، ولن أخاف الله عليك، لأني اتقيت ربي فيكِ، فما أطعمتك إلا من حلال.. والله يا "لين" سيأتي اليوم الذي تفتخرين بي فيه، فنحن متنا لنصنع لكم ولديننا مجدا".