على طريقة الكفيل الذي يتحكم بمكفوليه ورعاياه، محددًا مصيرهم ووجهات حياتهم، كما تمليها مصالحه هو فقط، تعامل الكفيل السعودي الجديد الذي أفسد الرياضة المصرية، مستخدمًا سلاح المال والخضوع والخنوع من قبل مجلس إدارة النادي الأهلي في تدمير قواعد الرياضة المصرية، خالطًا الرياضة بألاعيب السياسة، والتي تصب في غير صالح مصر.
فكما تتحكم السعودية والإمارات في عبد الفتاح السيسي، الذي أبدع في تقديم دور المكفول الخاضع الذليل الذي يعمل بلا إرادة ولا كرامة، في تعامله مع أصحاب الرز، لمصلحته الشخصية وليس لمصلحة الوطن كما يروج انقلابيوه من إعلاميي السبوبة.
فبجرة قلم تنازل عبد الفتاح السيسي عن جزء من التراب المصري ، في موقع استراتيجي في البحر الأحمر، على مدار السنين الماضية كان مصدر قوة لمصر تتحكم به في حركة التجارة العالمية، في مضايق تيران وصنافير، حيث تنازل السيسي عن الجزيرتين للسعودية، ثم تلا ذلك بالتنازل عن 1000 كلم من تراب مصر بجنوب سيناء للسعودية، ضمن مشروع “نيوم” السعودي، بالاتفاق مع الصهاينة، لتمرير “صفقة القرن” ، ناهيك عن عشرات التنازلات الكبيرة التي كشفت عنها أيام الانقلاب الأسود، ومالم يتم الكشف عنه بعد، من قرارات مصاغة ضد مصلحة الوطن الحقيقية، سواء بتعاقدات أسلحة أو أدوار تقوم بها مصر لصالح الأجندة السعودية والإماراتية في فلسطين وفي ليبيا وفي كثير من مواطن الفعل السياسي.
وعلى نفس الطريقة المهينة تعامل تركي آل الشيخ، المتحكم في الملف الرياضي المصري، مع النادي الأهلي بتحويل المدرب الأرجنتيني المقرر التوقيع معه لتدريب النادي الأهلي المصري لاتحاد جدة السعودي ، دون مراعاة لقيم أو تقاليد أو حتى رعايته ورئاسته الشرفية للنادي الأهلي.
وكان “تركي آل الشيخ” الرئيس الشرفي للنادي الأهلي قد أشعل براكين الغضب لدى عشاق ومحبي النادي، بعد أن أعلن رسميًا دوره الرئيسي في تحويل مسار الأرجنتيني رامون دياز من تدريب الأهلي إلى تدريب اتحاد جدة السعودي رغم تواصل الأهلي لاتفاق شبه نهائي مع المدرب الأرجنتيني قبل أن يتدخل “آل الشيخ”.
تصريح تركي آل الشيخ أمس والذي أكد فيه أن “دياز” كان في طريقه لتولي تدريب الأهلي ولكن طلب نادي اتحاد جدة السعودي التعاقد معه دفعه للتدخل وإبعاده عن الأهلي أثار ضجة كبيرة في الشارع الرياضي الأهلاوي، ودفع محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي لدعوة مجلسه لعقد اجتماع عاجل الليلة.
علاقة تركي آل الشيخ مع الأهلي وجماهيره باتت في طريق اللاعودة، خاصة في ظل محاولته استفزاز جماهير الأهلي من وقت لآخر بتصريحاته المثيرة، والتي كان أبرزها أيضًا خلال تولي حسام البدري المسئولية الفنية التأكيد على جاهزيته لإحضار جهاز فني عالمي لقيادة الفريق والتتويج ببطولة أفريقيا وهو الأمر الذي أثار حفيظة الجهاز الفني الموجود قبل الاعتذار عن عدم القيادة الفنية للفريق.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل امتد إلى تلميحاته المستمرة بشأن دوره في إنشاء مدينة رياضية متكاملة للنادي الأهلي، وأيضًا استاده الخاص بالشكل الذي لم يتحقق منه أي شيء حتى الآن على أرض الواقع.
المثير للجدل أيضًا تمثل في دور تركي آل الشيخ في تفريغ الأهلي من نجومه أيضًا في انتقالات الشتاء الماضي بعد تدخله لتدعيم صفوف الأندية السعودية بعدد من نجوم الأهلي وتحديدًا صالح جمعة وعمرو بركات ومؤمن زكريا وحسين السيد وأحمد الشيخ.
كما لعب دور البطولة في إتمام صفقة انتقال عبد الله السعيد إلى أهلي جدة السعودي وتوقيعه للنادي السعودي لمدة موسمين وبعدها بساعات قليلة أفسد صفقة التعاقد مع الأرجنتيني “رامون دياز” الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تولي تدريب الأهلي قبل أن يلعب الرئيس الشرفي دورًا بالغًا في تحويله إلى نادي اتحاد جدة السعودي.
وهكذا يفعل الكفيل بمكفوليه ورعاياه الذين فقدوا استقلالهم بل وكرامتهم في حالة مصر السيسي وأهلي الخطيب.
وهو ما لا يتوقع غيره من صفقات متتالية على “قفا” النظام المصري في الفترة القادمة، من أجل “الرز” الخليجي، الذي يعتمد عليه السيسي الفاشل في تعويم نظامه المتهاوي شعبيًا.
