كتب أحمدي البنهاوي:
حشر علمانيو تونس نائبات حركة النهضة التونسية، الشريك في الائتلاف الحكومي، راقص تونسي بجسد نصف عارٍ، في المعركة الايديولجية بين راغبي الميوعة والخلاعة من جهة ومن جهة أخرى حركة النهضة المعروفة بتوجهاتها الإسلامية.
وشغلت اللجان الالكترونية والصفحات على التواصل الاجتماعي التابعة للحركات علمانية التوجهة بلإن نائبات النهضة غطين وجوههن اعتراضا ذاتيا منهن على رقصة الرجل.
وزاد من قوة الإشاعة أن كتب رشدي بلقاسمي عبر حسابه قائلا: "أُهدي رقصتي الليلة على مسرح قرطاج الدولي لعدد من نواب النهضة الذين غطوا وجوههم حين شاهدوني".
يأتي ذلك في الوقت الذي هاجم يساريون زيارة الشيخ راشد الغنوشي لمسرح مهرجان قرطاج الدولي وصاح بعض المتفرجين اليساريين "يا غنوشي يا سفاح يا قتال الارواح"، فيما غض الإعلام الطرف عن لحظة اقتحام الجمهور للمسرح في سهرة "كلاي بي جي" في المهدية بعد انسحاب الامن بسبب احدى اغانيه المسيئة للامنيين، في إشارة للعسكريين.
غطت النهضاويات
فلم تنته نائبات حركة النهضة من قضايا تحرير المرأة حتى واجهن إعلاميا وعبر التواصل الاجتماعي "تحرير" الرجل، ولو كان راقصا، فالتدوينة التي كتبها الراقص تونسي شاب كانت كافية لخلق موجة من الجدل عبر الشبكات الاجتماعية، بعضها وجَّه سهام نقده لنواب النهضة ونائباته الذين حضروا العرض الغنائي، متهمين إياهم بـ"الظلامية ومحاربة الفن"، فيما عكس آخرون هجومهم على الراقص الشاب، متهمين إياه بـ"الميوعة والابتذال" وخلق جدل بغرض الشهرة.
الرقص ليس حكراً على النساء.
واستغربت النائبة عن حركة النهضة محرزية العبيدي من الأمر، ونفت في تصريح صحفي ما جاء على لسان الراقص رشدي بلقاسمي، معتبرة إياها قصة مغرضة للإساءة لنواب حركة النهضة، لا تخلو من صراع أيديولوجي.
وأضافت: "حضرت افتتاح مهرجان قرطاج رفقة زوجي الحبيب واستمتعت بكل الفقرات الموسيقية المقدمة من فنانين عمالقة في تونس، وشاهدت رقصة هذا الشاب على المسرح وتابعتها، ولم يصدر مني أي موقف سلبي تجاهه، وليست المرة الأولى التي أشاهد فيها رجلاً يرقص نصف عارٍ، وقد حضرت عروض باليه في باريس".
واعتبرت "عبيدي" اعتبرت أن هذه الادعاءات المغرضة هدفها تشويه قياديي الحركة وإظهارهم بمظهر "الظلاميين والمحاربين للفن والفنانين"، في إطار حرب أيديولوجية مع اقتراب الانتخابات البلدية والمحلية في تونس.
القيادية في حركة النهضة ختمت بلهجة ساخرة: "إذا لم نذهب لحضور فعاليات فنية نتهم بأننا متخلفات، وإذا ذهبنا نفس الشيء أمر محير فعلاً".
الراقص يعض
واعتبر بلقاسمي أن طبيعة الرقص الذي يقدمه لجمهوره ليس فيه أي ابتذال ولا خدش حياء للتونسيين، متسائلاً: "هل النصف العلوي لجسد الرجل يثير كل هذه الحساسيات"، متهماً في ذات الوقت أحزاباً ومجموعات سياسية لم يسمها بشن حملة مغرضة ضد الفن، وضده شخصياً لخدمة أجندات سياسية.
وأضاف: "ليست المرة الأولى التي أعتلي فيها مسرح قرطاج، وليست المرة الأولى التي أكشف فيها عن نصفي العلوي وأنا أرقص، ومن يتهمني بمحاولة خلق جدل لأجل الظهور، أجيبه بأني راقص عالمي، وباحث جامعي في علم الإنثروبولوجيا، ولست بحاجة للشهرة بهذا الأسلوب وعبر خلق الفبركات".
جانب من رقصة بلقاسمي الواعظ
https://www.facebook.com/CarthageFm.Net/videos/1489120494459336/
استقبال يساريو تونس للغنوشي لدى زيارته لمسرح قرطاج