فضيحة.. مدير “ليدز يونايتد” للكرة: تعرضت للتعذيب والاعتداء الجنسي بالإمارات

- ‎فيعربي ودولي

كتب أحمدي البنهاوي:

 

فجّر المدير التنفيذي السابق لفريق "ليدز يونايتد" الإنجليزي لكرة القدم "ديفيد هاي"، قنبلة من العيار الثقيل، بعدما أكد سوء المعاملة والتعذيب الوحشي الذي تعرض له من قبل مسؤولين إماراتيين، عندما كان معتقلا في سجن دبي لمدة تجاوزت العشرين شهرا.

 

ونشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الفضيحة بعدما تقدم "ديفيد هاي" بشكوى إلى شرطة العاصمة في لندن، الثلاثاء الماضي، سترفق في الأسابيع القليلة المقبلة، بدليل يثبت سوء المعاملة والتعذيب الذي تعرض له في سجن دبي.

 

شكوى دولية

بدوره، أكد المحامي توبي كيدمان أنها "المرة الأولى التي تحظى فيها قضية هاي بكل هذا الاهتمام من قبل السلطات البريطانية"، لذا تقدّم الفريق القانوني لـ"ديفيد هاي" وعلى رأسه "كيدمان"؛ بشكوى رسمية إلى قيادة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة لندن، باعتبارها المعنية بالتحقيق في جميع إدعاءات التعذيب، كما سيعمل الفريق على متابعة الشكوى، التي تقدمت بها لجنة الأمم المتحدة، والتي تعنى بكل ما يتعلق بالاعتقالات التعسفية، وسوء معاملة المساجين.

 

وأشار "كيدمان"، وهو محام دولي متخصص في مجال حقوق الإنسان، إلى أن هدف الفريق يتمثل في "رؤية المتورطين في ممارسات التعذيب بين يدي العدالة، فضلا عن الاعتراف بقضية ديفيد هاي من قبل منظمة الأمم المتحدة، ومثول المعتدين لمحاكمة جنائية تؤكد تعرضه إلى أشدّ أشكال التعذيب وحشية".

 

وأشار كيدمان إلى أنه "ورغم كثرة الأدلة الداعمة لقضية هاي، سنعتمد على الإرادة السياسية للحكومتين البريطانية من جهة والإماراتية من جهة أخرى"، علما بأنّ الشكوى التي تقدم بها المدير التنفيذي السابق لفريق ليدز يونايتد لكرة القدم لم ترفع ضد "الإمارات"، بل ضد أفراد معينين متورطين في القضية.

 

وعلى هذا الأساس يأمل هاي ومحاموه في أن يلقوا الدعم والتعاون الكاملين من قبل دولة الإمارات بخصوص هذه القضية.

 

إساءة رسمية

وقال تقرير "ميدل إيست آي" إنّ ديفيد هاي أكد تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة خلال المدة التي قضاها في سجن دبي في 2014، وعقب الإفراج عنه قام برفع دعوى قضائية، وأكد محاموه أنه كان ضحية لممارسات التعذيب، بعد أن اعتقلته الشرطة الإماراتية بتهمة تزوير وتضخيم الفواتير، إلا أن هاي أفاد أن "الشرطة الإماراتية أساءت معاملته، ومنعته من التواصل مع محاميه الخاص". وبعد أن أخلت

السلطات الإماراتية سبيله، خضع ديفيد هاي للعلاج؛ بسبب تعرضه للضرب المبرح والاعتداءات الجنسية.

 

 

إلا أن سلطات الإمارات عموما وسلطات إمارة دبي على وجه الخصوص بشأن هذه الادعاءات، لم يصدر عنها تعليقا على إتهامات هاي لهم.

 

إلا أن "ديفيد هاي" يريد اعتذارا رسميا، عن الممارسات المهينة التي تعرض لها في السجن، حيث أصرّ على الحديث عن تجربته وإيصالها لوسائل الإعلام والسلطات المعنية بالأمر، خاصة وأنه لم يكن السجين الوحيد الذي تعرض للتعذيب في ذلك السجن.

 

اعتداء جنسي؟!

ونقل الموقع عن ديفيد تصريحا بين فيه أن الاعتداءات التي تعرض لها في السجن لم تتضمن اعتداءات جنسية مباشرة وإنما تمثل الاعتداء في لحظات الإهانة التي عاشها في السجن بمجرد معرفة بقية المساجين بأنه مثلي الجنس (شاذ)، وقد خضع هاي إلى جلسة نفسية مخصصة لحالات الاغتصاب بمجرد عودته إلى المملكة المتحدة.

 

وحسب التصريحات التي أدلى بها ديفيد هاي فقد ذكر موقع "ميدل إيست آي" أن ممارسات التعذيب جاءت بعد فترة وجيزة من اعتقاله، ولم يتخيل يوما أنه سيعيش هذا الكابوس في دبي، وهي المدينة التي قضى فيها أوقاتا سعيدة وحياة طيبة طيلة ثماني سنوات. مشيرا إلى أنّ مدينة دبي تحتفظ بجانب مظلم، حيث تجرعت المرارة طيلة المدة التي قضيتها في تلك الزنزانة، فكنت معتقلا دون دليل أو تحقيق يثبت إدانتي أو براءتي".

 

زملاء الزنزانة

وخلال الفترة التي قضاها في ديفيد هاي السجن التقى بمئات المغتربين الذين اعتقلوا بسبب جهلهم بالقوانين المتبعة في الإمارات، كما انتقد هاي السفارة البريطانية على عدم اهتمامها بقضيته وعدم تقديمها نصائح لمواطني المملكة المتحدة ليكونوا أكثر حذرا عند زيارتهم لتلك البلدان. وشدّد ديفيد هاي على تقصير السفارة البريطانية في الإمارات، لعدم تقديمها "الدعم الكافي" له.

 

وتساءل موقع ميدل ايست أن إذا كانت قضية "ديفيد هاي" دليلا كافيا يمكن للمنظمات الحقوقية وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والحملة الدولية للحرية في الإمارات أن تقدمه للدفاع عن الأجانب القابعين في السجون الإماراتية والذين يتعرضون يوميا للتعذيب.

 

نفي الاتهام

إلا أن اتهام السلطات الإماراتية له بالاشتباه في تورطه في عمليات نصب واحتيال، على خلفية ادعاءات مجموعة الأسهم الخاصة "جي أف أيتش"، في دبي، وتحديدا المصرف الموجود في البحرين، والذي كان يساهم في ملكية "ليدز يونايتد".

 

وكثيرا ما نفى ديفيد هاي التهمة الموجهة ضده بتزوير فواتير الأموال، فضلا عن تهمة توجيه الأموال بشكل غير قانوني لفائدة حسابات مصرفية تابعة له، حيث أكد في وقت سابق أنّ تلك الحسابات كانت ملكا للشركة التي كان يعمل بها في وقت سابق.