كشفت وكالة بلومبرج، عن وجود غموض داخل المملكة العربية السعودية حول مستقبل ولي العهد محمد بن سلمان؛ بسبب تبعات جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقالت الوكالة، في تقريرها، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الرغم من أنه يحظى بدعم من والده الملك سلمان بن عبد العزيز، ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن مستقبله كوريث محتمل للعرش لا يزال حديث المدينة في المملكة، وإن حماته لا يمكنهم القطع بشأن مصيره، مشيرة إلى أنه من العسير معرفة الكيفية التي ينظر إليها كبار أفراد العائلة المالكة وشيوخ القبائل وأجهزة الأمن لمحمد بن سلمان، بعد سلسلة تصرفاته “الخرقاء” في الخارج وقمعه معارضيه في الداخل.
وأشارت الوكالة إلى أنه ربما ستكون هناك تداعيات جراء تهميشه لخصومه من أمراء آل سعود، في سعيه لإحكام قبضته على السلطة، مشيرة إلى أن مقتل جمال خاشقجي أدى إلى تغيير قواعد اللعبة، ونقلت الوكالة عن كمران بخاري، الخبير في قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية بمعهد التنمية المهنية التابع لجامعة أوتاوا، قوله إن جريمة الاغتيال قلبت حياة بن سلمان رأسا على عقب، إذ تبدلت الأمور من وعد بمسيرة مهنية طويلة إلى مستقبل لا يدري ما يخبئه له فيه القدر، وإلى غموض يكتنف فرصه لحكم البلاد.
وأضافت الوكالة أن ثمة مؤشرات أظهرت بالفعل أن محمد بن سلمان ليس أمامه مجال كبير للمناورة، فما إن أعلن ترامب الثلاثاء الماضي أن الولايات المتحدة لن تدع جريمة اغتيال خاشقجي تقوض علاقات بلاده مع المملكة، حتى وصلت أسعار النفط إلى 50 دولارا للبرميل، مشيرة إلى أن ترامب كان واضحًا عندما ذكر أن دعمه لولي العهد لن يكون من دون مقابل، وذلك بالرغم من كل الأصوات القوية داخل الكونجرس وتقرير الاستخبارات المركزية (سي آي إي) الذي يحمّل ولي العهد مسئولية قتل خاشقجي.
وذكرت الوكالة أن هناك من يتحدث عن تذمر وسط أفراد العائلة المالكة، وتكهنات بأن أحمد بن عبد العزيز- شقيق الملك سلمان- العائد من لندن قبل أسابيع قليلة، قد يحل محل محمد بن سلمان وليا للعهد.
