تمر هذه الأيام الذكرى الـ71 لقرار الأمم المتحدة القرقوشي بتقسيم فلسطين إلى قسمين واحد لأهل الأرض الفلسطينيين والآخر للمستوطنين الأوربيين، ليؤسسوا في السنة اللاحقة ثكنتهم العسكرية المسماة “إسرائيل”، سبعون عامًا ليست زمنًا طويلاً بحساب التاريخ والتجارب المشابهة، لكي يستسلم المسلمون والعرب لليأس ويظن البعض أن هذا الكيان قد تجذر وأصبح أمرًا واقعًا ولا أمل بزواله.
هو أقل من عمر الكيان العنصري الاستيطاني في جنوب إفريقيا الذي تفكك بعمر 80 سنة، وبعد قرنين من الاستيطان، وهو أكثر بقليل من نصف عمر الاستيطان الفرنسي العنصري في الجزائر الذي انهار بثورة مسلحة عنيفة عن 132 سنة، وهو تقريبًا ثلث عمر “مملكة أورشليم (بيت المقدس)” الاستيطانية الصليبية التي أنهاها مماليك مصر عن عمر قارب القرنين.

يشاع أن مستوطني الثكنة الإسرائيلية هم من اذكي الشعوب، ولو كانوا كذلك فإنهم سيختارون يوماً ما النهاية الجنوب إفريقية، السلمية المتسامحة، لكن العنجهية عدو الذكاء لذا يتوقع مراقبون نهاية عنيفة لمستوطني الثكنة هاربين بأرواحهم هرب الفرنسيين من الجزائر أو هرب الصليبيين من بيت المقدس.
أعوام الخداع
70 عامًا مرّت على القرار الأممي بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقر عام 1977، وما زال الفلسطينيون يعيشون أوضاعاً صعبة؛ حيث لم تُبصر الدولة الفلسطينية النور حتى يومنا هذا، إذ يرزح ذلك الشعب إما تحت الاحتلال الإسرائيلي، أو في دول الشتات؛ ففي 29 نوفمبر 1947 أصدرت الأمم المتحدة قراراً حمل رقم “181”، وعُرف آنذاك باسم قرار “التقسيم”، حيث وافقت عليه 33 دولة، وعارضته 13 دولة أخرى، في حين امتنعت نحو 10 دول عن التصويت للقرار.
وينص قرار التقسيم على إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، إلى جانب تقسيم أراضيها لثلاثة أجزاء؛ الأول تقام عليه دولة عربية “تبلغ مساحتها حوالي 4 آلاف و300 ميل مربع، تقع على منطقة الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوباً حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر”.
وأزاح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الستار عن فصل جديد من العلاقات الخفية التي تسير في الظلام بين المملكة العربية السعودية و”إسرائيل”، ليكشف عن تفاصيل مرحلة جديدة وغير مسبوقة، تجاوزت حدود الدبلوماسية السياسية، ووصلت لحد العلاقات “المتينة والمساعدات”.
لولا السعودية
وأكد ترامب، أنه “لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة”، وفاقم وصول ترامب لسدة الحكم من تعقيد الأزمة الفلسطينية، حيث أعلن عن اعتراف بلاده بالقدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، ونقل ترامب منتصف مايو الماضي، سفارة بلاده إلى القدس، في خطوة لاقت رفضا دوليا.
وقال ترامب إنه سيعلن عن خطة لتسوية الصراع العربي الفلسطيني، يطلق عليها إعلاميًا “صفقة القرن”، التي بسببها يقوم السفيه عبد الفتاح السيسي بتهجير وقتل أهالي سيناء، وذكرت العديد من التسريبات الإعلامية التي نشرتها صحف دولية وإسرائيلية أن الخطة تتضمن إجحافا كبيرا بالحقوق الفلسطينية، حيث تعترف بغالبية الاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية، وتسقط حق عودة اللاجئين، بالإضافة إلى إسقاطها ملف القدس من طاولة المفاوضات.
وأعلنت المقاومة الفلسطينية رفضها التام لخطة ترامب، وتوقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، منذ أبريل 2014؛ جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو 1967 أساسا لحل الدولتين، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين.