أردوغان يتصدى لأكاذيب أتاتورك حول خيانة العرب للأتراك

- ‎فيعربي ودولي

كتب: يونس حمزاوي
"فكرة غدر العرب بالأتراك العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، كذبة وُضعت في مناهجنا الدراسية عن قصد"، ومن الخطأ "اتهام كل العرب" بسبب "بعض الأخطاء" التي حدثت خلال الحرب العالمية الأولى".

جاءت هذه العبارة ضمن جملة تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا، خلال لقاء له مع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم. وبحسب مراقبين فإن هذه العبارة ذات دلالات عميقة تستهدف التصدي لبروباجندا روج لها العلمانيون الأتراك لعقود طويلة منذ سقوط الخلافة، وإقامة جمهورية علمانية شديدة التطرف على يد مصطفى كمال أتاتورك.

أصل الأكذوبة

خلال الحرب العالمية الأولى 1914/1918، انضمت تركيا لبلاد المحور ضد الحلفاء، ولكن والي مكة الشريف حسين، أظهر خيانته لتركيا المسلمة بالانضمام والتعاون مع الاحتلال البريطاني عبر الجنرال "مكماهون"، الذي وعد حسين بإقامة وطن قومي للعرب مستقبلا.

وفي سنة 1922، تم خلع آخر السلاطين محمد السادس، وألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة نهائيًا في عام 1924، بعد أن ألغى السلطنة في عام 1922. وشهدت تركيا بعد الحرب العالمية الأولى حركة قومية قادها مصطفى كمال أتاتورك، والذي تكنّى بـ"أبوالأتراك".

وبدأ أتاتورك بفرض علمانية شديدة التطرف تخاصم الإسلام والعرب، وتقطع كل الأواصر مع الماضي التركي العربي المشترك.

تكريس الأكذوبة

وبحسب د. مصطفى الستيتي، الباحث المتخصص في التاريخ العثماني، فإنه بعد قيام الجمهورية التركية الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتوك، حدثت تغييرات جذرية في الكثير من المجالات، وأُريد للشّعب التّركي أن تنقطع صلته تماما بكل ما يمت بصلة إلى العرب واللّغة العربيّة. ومن أجل تنفير النّاس من العرب دأب عدد كبير من المؤرخين الأتراك على ترويج فكرة أن العرب طعنوا الأتراك من الخلف، وخانوهم بتحالفهم مع أعدائهم أثناء الحرب العالمية الأولى.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بُذلت لترسيخ هذه الأفكار والقناعات، فقد نشأ جيل جديد من المؤرخين الذين احترموا قواعد البحث العلمي ونظروا في الحقائق التاريخية بعيدا عن الأهواء والإيديولوجيات، وبعيدا عن التأثيرات السياسية.

قيمة تصريحات الرئيس أردوغان

كلام أردوغان مهم جدا في هذا السياق، بحسب الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، لأنه يواجه بروباجندا تم غرسها عميقا في وجدان الشعب التركي على مدى عشرات السنين، بعد أن تأسست في فترة تأسيس الجمهورية التي امتازت بطغيان الشعور القومي والانكفاء على الذات.

ولأن هذا الادعاء بدأ مع تأسيس الدولة وحظي بدعم رسمي، وترسّخ في المناهج التعليمية والكتب المدرسية، فإن خطاب الرئيس التركي في هذا الإطار وبهذا الوضوح مهم جدا لإعادة الاعتبار للتاريخ وللعلاقات العربية- التركية على مدى مئات السنين.

وبحسب كثير من الخبراء، فإن القاعدة العريضة من العرب في الشام والعراق وبلاد شمال إفريقيا كلها كانت شديدة التعاطف مع المسلمين الأتراك ضد أعدائهم الإنجليز المحتلين لكثير من بلاد الإسلام.