“ألماني” لديه ضمير يعلق على تدوينة سيساوي يعشق هتلر

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

"سيناء رجعت كاملة لينا ومصر اليوم في عيد"، كلمات خرجت من أدراج إدارة الشئون المعنوية بالجيش، ومنها إلى حنجرة الفنانة شادية، مشحونة بالموسيقى الحماسية والوطنية لتعشش في قلب ملايين المصريين ومنهم المواطن "أشرف وطني"، الذي ينتمي إلى عائلة كبيرة ومعروفة تدعى المواطنون الشرفاء.

المواطن أشرف وطني يعيش في مصر ويحب مصر حبًا شديدًا، وقف 18 يومًا بداية من يوم 25 يناير متسلحًا بالحجارة والعصي ضد "العيال السيس" في ميدان التحرير، الذين أرادوا إهانة الرئيس الأب مبارك، ثم عندما خرج اللواء الرويني وأعطى الثوار التحية العسكرية بكى مع الملايين الذين اندهشوا من المفارقة ومن كلمات الفنان حمادة هلال التي كتبت على عجل هى الأخرى وتقول: "شهداء 25 يناير.. ماتوا في أحداث يناير.. ماتوا وفارقوا الحياة".

ثم وقف ضد مؤامرات ضرب الشعب بالمجلس العسكري، ودافع عن الصاحبين الفريق طنطاوي وسامي عنان، ثم وقف مع الفريق بلوفر شفيق ضد ترشح الإخواني محمد مرسي، ثم منع نفسه من الانبهار مثل كثيرين بمواقف الرجل بعد توليه الرئاسة وتواضعه ومحاولاته لإطفاء البؤر المشتعلة في ملابس الوطن، وكان يفسر كل عمل ناجح يقوم به مرسي بأنها محاولة أخرى لأخونة الدولة.

ومثله مثل باقي المواطنين الشرفاء مسح كل قنوات "الدش" إلا تلك التي تعرض كتيبة الإعلاميين الشرفاء أمثال عكاشة وحياة الدرديري ولميس وعمرو أديب والإبراشي ومنى الشاذلي، حتى توج الأمر بانقلاب 30 يونيو 2013.

المواطن "دافيد فيرمير"
على النقيض من "أشرف وطني" يعيش المواطن "دافيد فيرمير" في ألمانيا وأيضا يحب ألمانيا أيضا حباً شديداً، وبينما قرأ أشرف وطني #تسريب_مكملين الأخير وقتل 8 من أهل #سيناء بمعرفه #الجيش_المصري، هاج أشرف وطني عندما رأي أن #قناة_الجزيرة_القطرية عرضت الخبر ومعه خريطة مصر دون إظهار حلايب وشلاتين، وتجاهل أشرف وطني دماء الضحايا وبشاعة الإعدام على طريقة صحوات وميلشيات #سوريا و#العراق ، واتهم الجميع بالعمالة وانعدام الوطنية.

أهمل المواطن أشرف وطني إعدام الرجال والنساء والأطفال المصريين من أهل سيناء، وكل ما يهمه هو الخريطة، تصادف ذلك مع عيد تحرير سيناء في ابريل، وتمايل أشرف وطني بالغناء مع قنوات الانقلاب بأغنية "#سينا_رجعت_كاملة_لينا ومصر اليوم في عيد".

أما المواطن "دافيد فيرمير" فهو يعيش في الجزء الغربي من ألمانيا في مقاطعة بافاريا أغنى ولايات الاتحاد الألماني، وهو يعمل مهندسا في شركه بي إم دبليو للسيارات، ومقرها الرئيسي في مدينه ميونيخ اكبر مدن بافاريا. يدفع دافيد فيرمير الضرائب التي يذهب بعضها لتنميه الجزء الشرقي من ألمانيا، الذي اندمج في ألمانيا الغربية بعد الوحدة وانهيار سور برلين، ولا يوجد هناك صندوق للتبرع القهري يسمى "تحيا ألمانيا".

سيضحك المواطن دافيد فيرمير إذا أخبره أحدهم أن ألمانيا الغربية كان عليها أن تستقبل ألمانيا الشرقية باغتيه "ألمانيا الشرقية رجعت تاني لينا وألمانيا اليوم في عيد"!

حلايب ونهر الأيمس!
يقع نهر الأيمس علي الحدود بين مقاطعه فرايسلاند الشرقية في ألمانيا ومنها كلمه البقر الفريسيان، ومقاطعه جروننجن في هولندا، مجرى النهر بين البلدين ملتبس ويتغير وفقا للفيضانات، هناك نزاع علي الحدود بين البلدين ألمانيا وهولندا، ولكن هذا نزاع لا يفكر فيه المواطن دافيد فيرمير إطلاقا، فمواطنو تلك المنطقة يتحدثون كلي من الهولندية والالمانيه وكلهم مزارعين ويعيشون بسعادة، بالرغم أن هولندا وألمانيا تحاربتا لقرون إلا أنهما أدركا أن سعادة المواطنين هي الأهم.

على الرغم من أن الأستاذ أشرف وطني لا يرتاح للسيسي، بسبب انه نصب عليه في أكثر من فنكوش وألبسه السلطانية، إلا أن الأستاذ وطني يسعد جدا عندما يري السيسي يلتقي بقادة السودان والدول العربية وحديثهم عن التكامل والوحدة العربية، رغم التنازل عن مصرية تيران وصنافير للسعودية مقابل الرز، وأزمة حلايب وشلاتين مع الأشقاء في السودان، والتصويت لصالح بشار في قتل الشعب السوري بالغاز، وقصف مواقع الثوار في ليبيا بالطائرات المصرية.

ويتباهي السيد أشرف وطني بأسلافه الأتراك الذين أتوا لمصر وقت العثمانيين، ويعترف بأن به بعض العنصرية والتعصب وهو متأكد انه بسبب عرقه التركي العثمانلي فهو ارفع مكانة من الفلاحين المصريين!، ومع ذلك وفي ذات الوقت يهاجم أشرف وطني السيد رجب اردوغان لأنه في نظره يريد إحياء أمجاد العثمانيين وعودة المجد والكرامة والحرية للأتراك.

مغامرات العسكر
وبينما يفخر السيد دافيد فيرمير أن أجداده كانوا من الفلاحين في بافاريا أباً عن جدا، وهو يذهب كل نهاية أسبوع ليساعد أباه البالغ من العمر ٩٠ عاما في مزرعته الواقعة حوالي ٥٠ كم خارج مدينه ميونيخ، ويأخذ معه أولاده وزوجته ويقضون يوم السبت وصباح الأحد في العناية بالأبقار واصطياد السمك، كذلك يساعد هو أباه في إدارة الشئون المالية للمزرعة التي يعمل فيها معه مهاجرون من تركيا وشمال إفريقيا.

يتباهي الأستاذ أشرف وطني بانتصارات وأمجاد العسكر، وهو يتحسّر علي زمان الخديوي الذي أرسل جنوداً مصريين للقتال في المكسيك من اجل عيون الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا، ويهمل الأستاذ أشرف وطني أن يشرح لنا ماذا استفاد المواطن المصري العادي من هذه "الأمجاد" إلا مقتل الآلاف من الفلاحين المصريين، تحت نظام السخرة الذي أسسه محمد علي وما زال قائماً حتي اليوم في جمهورية العسكر.

وعلى الرغم أن العسكرية الألمانية أسست العديد من نظريات الحرب والقتال العالمية وأنجبت بعض من انبغ قيادات واستراتيجي الحرب في العالم، إلا أن السيد دافيد فيرمير لا يحب الحديث في موضوع تاريخ ألمانيا العسكري لأنه أمر انقضي، وألمانيا اليوم جزء من الاتحاد الأوروبي وتهدف لرفاهية المواطن فيها، وخرج في مظاهرات رافضة لاستقبال الجنرال السفيه عبد الفتاح السيسي في بلاده.

أخذ دافيد فيرمير أولاده مره لزيارة معسكر "بوخوالد النازي" الواقع بالقرب من ميونيخ، حيث كان يتم قتل المعارضين من كل الأجناس: يهود، سلاف، شيوعيين ومسلمين، بالرغم أن هناك خلافا على عدد من قتلهم النازي؛ إلا أن دافيد فيرمير لا يهتم بذلك لان كل نفس بشرية تستحق الحياة والعدل، ولذلك هو بات يكره الأخبار التي يتم تداولها عن السجناء المصريين وتعذيبهم في سجون السيسي.

يستغرب دافيد فيرمير من عودة العسكر إلى الحكم في مصر بعد ثورة 25 يناير، تماما مثلما يستغرب من صعود النازيين الجدد في ألمانيا وهو يري انه يجب مقاومتهم بالأساليب السلمية، كما يستغرب دافيد فيرمير جدا بعدما علم بمحض الصدفة أن المواطن أشرف وطني معجب جداً بأدولف هتلر، ويرى أنه كان سيكون قائداً للمسلمين وانه دخل الإسلام سراً وسمي نفسه أشرف هتلر، وزاد اندهاشه عندما علم أن الأستاذ أشرف يشبه إجرام السيسي بأسلوب هتلر في سحق المعارضين وقتلهم، عشان مصر "تنضف"!

وضع دافيد فيرمير أصابعه على أزرار الكيبورد، وشرع في التعليق على تدوينة كتبها الأستاذ أشرف وطني على صفحته بفيس بوك، يبرر فيها ما قام به جنود السيسي من مجزرة سيناء الأخيرة، وتسريب قناة مكملين، كتب دافيد فيرمير يقول بحزن شديد: "عزيزي الأستاذ "أشرف وطني" ..الوطنية الحقيقية هي أن تعمل على سعادة أهل وطنك لا قتلهم.. وأن تنصرهم لو كانوا مظلومين.. وتنصرهم لو كانوا ظالمين بأن تمنعهم عن الظلم!".

مضيفًا: "لماذا ننسى أن وظيفة أي نظام هو سعادة المواطنين؟.. هل يكون الوطن سعيدًا إذا كان المواطن مسحوقًا؟.. هل يعلو الوطن لو أن هناك مواطن واحد لا يشعر بالعدالة؟.. إن من يقولون لكم ضحوا من أجل مصر أو أننا نموت من الجوع كي ترتفع مصر يضحكون عليكم.. كيف يرتفع وطن يموت أهله من الجوع؟ أين هذا الوطن؟.. ما يريده هتلر مصر أن يضحي ٩٠ مليونا من أجل أن تعلو حفنة من الفسدة والظلمة".