عالم الحيوانات.. انتفض لإنقاذ نمر وتجاهل صرخات 2 مليون إنسان

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

نقل الكاتب الصحفي فهمي هويدي رسالة من ناشط فلسطيني مفادها ما استيقظ عليه أهالى سكان غزة فى الأسبوع الماضى على صورة النمر الذى تم نقله من حديقة فى جنوب قطاع غزة إلى جنوب إفريقيا وقد استعاد حيويته ووزنه بعد أن كان أقرب للجثة المحنطة.

الأمر الذي تناقله الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى دهشة أو تعجبا، وفرحا لذلك الحيوان الذى نال أخيرا حريته من السجن الكبير المسمى غزة، وغضبا وكفرا بهذا العالم الذى قطعت فيه منظمة آلاف الأميال لتنقذ حياة الحيوان فيما يترك شعب تعداده 2 مليون إنسان أسرى حدود جغرافية يطحنهم الفقر والبطالة، تعاقب عليهم عشر سنوات حصار، وعدوان تكرر ثلاث مرات فى أقل من ست سنوات مازالت آثاره ماثلة للعيان، دون أن يسارع المجتمع الدولى الذى تعهد بمليارات الدولارات لإعمار غزة بالإيفاء بواجباته.

وقالت الرسالة الذي نقلها هويدي في مقاله مساء أمس الأحد: " فيما تقطع المسافات الطويلة لـ«معاينة وإنقاذ الحيوانات التى أنهكها الحصار» كما عنونت أحد المواقع الفلسطينية، تضج مواقع التواصل الاجتماعى بشكل شبه يومى بمناشدة من شاب فى مقتبل العمر أو فتاة على شفا الموت تطلب حقها فى العلاج بالخارج، تمنعها الحدود وتقف المادة عائقا، وغالبا ما يلفظون أنفاسهم الأخيرة قبل أن تلبى أو يفكر أحد بالاستجابة لهم".

وتابعت: "فى المشهد عجوز طاعنة فى السن تقاتل وتجاهد لتسجيل ابنتها لتلتحق بزوجها فى الخارج. وطالب اجتهد فى الحصول على منحة دراسية انتظر عاما كاملا الخروج من غزة والالتحاق بجامعته إلا أنه لم ينجح، فاضطر ليتقدم للمنحة مرة أخرى وحصل عليها ولم ينجح بالحصول على إذن السفر، وتقدم فى العام الثالث وتكرر نفس الأمر، ثلاث سنوات لا هو حسم أمر البقاء فى غزة ولا هو خرج ليطارد حلمه فى إكمال دراسته الجامعية".

واستدركت الرسالة: "وصل خبر الحيوانات التى أنهكها الحصار لمنظمات حقوق الحيوان والوفود الطبية والحكومات التى سهلت مرور الحيوانات من حاجز أيريز مرورا بمطار الملكة علياء وصولا لجنوب أفريقيا، ولم يصلهم صوت 2 مليون إنسان يعتمد أكثر من 80٪ منهم على المساعدات، لم يصلهم صوت مرضى السرطان الذين تقتلهم قلة الإمكانيات وعدم المقدرة على الخروج المنتظم من قطاع غزة للعلاج، لم يصلهم صوت مرضى الكلى وهم ينتظرون طوابير على آلات غسيل الكلى نتيجة عدم وجود أجهزة كافية فى المستشفيات، لم يصلهم صوت الفقراء المتكدسين فيما يشبه البيوت التى لا تصلح للسكن الآدمى وعرضة لأشكال شتى من المخاطر، لم يصلهم صوت ساكنى الكرافانات من المهدمة بيوتهم وقد تعاقب عليهم حرارة الصيف وبرد الشتاء ونال منهم دون أن يفكر أحد فى الإسراع من عملية الإعمار أو تغيير آليتها".

وأكدت أن كفر سكان قطاع غزة بالمجتمع الدولى ويأس شبابه خاصة له عواقب وخيمة، وانفجار قطاع غزة ليس فى مصلحة أحد، ولطالما كان التضييق وغياب العدالة وعدم نيل الحقوق مقدمة للميل نحو التطرف والإرهاب.