تمر تونس بمرحلة مفصلية عبر عنها حدثان مهمان وقعا الخميس الماضي؛ حيث احتجز رئيس الجمهورية قائد السبسي في حالة صحية حرجة، فيما اندلعت عدة تفجيرات بالعاصمة أسرفت عن مقتل رجل أمن وإصابة آخرين.
هل تترشح “النهضة”؟
وكانت مصادر سياسية تحدثت عن دور للإمارات في التفجيرات؛ بهدف خلط الأوراق السياسية في الساحة التونسية، نحو توريط إسلاميين لتعميم الاتهامات ضد المشروع الإسلامي بتونس، خاصة في ظل إعلان حركة النهضة التونسية سابقا عن احتمال خوضها الانتخابات الرئاسية المقبلة.
فيما صدرت عن زعيم حركة “النهضة” التونسية راشد الغنوشي وعدد من المقربين منه إشارات عديدة ترجح اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة لشهر نوفمبر المقبل. وقد أعلن عن نوايا ترشح لهذه الانتخابات من قبل سياسيين وأكاديميين ورجال أعمال بارزين بينهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد والرئيس السابق المنصف المرزوقي ورئيسا الحكومة السابقان حمادي الجبالي والمهدي جمعة ورئيس قناة “نسمة” التلفزيونية نبيل القروي والحقوقي قيس سعيد ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر وزعيم حزب التيار الديمقراطي المعارض محمد عبو وزعيمة الحزب الدستوري الحر المحامية عبير موسى.
وكان قياديون من حركة “النهضة” ونشطاء في المواقع الاجتماعية المقربة إلى رئيسها راشد الغنوشي، بينهم الناطق الرسمي باسمها ورئيس مكتبها الإعلامي عماد الخميري ورئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني، دافعوا عن مبدأ ترشح الغنوشي للرئاسة باسم الحركة، رغم تصريح أدلى به زعيم الحركة في مؤتمر صحفي عقده في 13 يناير الماضي نفى فيه مشاركته في السباق الانتخابي.
كما أعلن الغنوشي – في حوار تلفزيوني في باريس قبل شهرين- أن حركته تبحث عن “عصفور نادر” سوف تدعم ترشيحه في الانتخابات المقبلة.
وأكد زعيم “النهضة” مرارا عزم الحركة دعم مرشح من خارجها “يكون قريبا لمواقفها ووفيا لمبادئ ثورة ديسمبر 2010 ويناير 2011”. وقد فهم الجميع من هذا التصريح استبعاد لسيناريو دعم ترشيح الأمين العام السابق ورئيس الحكومة عام 2012 ومطلع 2013 حمادي الجبالي أو نائب رئيس الحركة والبرلمان عبد الفتاح مورو.
وقد أعلن القيادي في “النهضة” ووزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام أن الغنوشي قد يكون مرشح الحركة في الانتخابات المقبلة؛ لأن “دستور الحركة ينص على ذلك”. واستطرد عبد السلام في تصريح صحفي جديد هذا الأسبوع: “إذا كانت الحركة سوف تقدم مرشحا من داخلها فسوف يكون رئيسها راشد الغنوشي”.
واعتبر عبد الكريم الهاروني وقياديون آخرون بينهم عماد الخميري الناطق الرسمي باسم الحركة أن الغنوشي يمتلك كاريزما قيادية ورصيدا من النضال السياسي منذ 50 عاما يؤهلانه للترشح للرئاسة باسم حزبه الذي فاز في الانتخابات العامة الثلاثة السابقة بالمرتبتين الأولى أو الثانية.
فيما اعتبر القيادي لطفي زيتون أن ترشح الغنوشي قد يحمي الحركة من سيناريو الانقسام بعد إعلان الأمين العام السابق ورئيس الحكومة في عهد الترويكا حمادي الجبالي ونائب رئيس الحركة عبد الفتاح مورو وشخصيات أخرى بينها الرئيس السابق المنصف المرزوقي الترشح للرئاسة.
المشروع الإماراتي
وفي تحليل لأزمة السبسي الصحية الحادة وتفجيرات الخميس يمكن القول إن “السبسي” رغم فساده إلا أنه وقف في وجه المشروع الإماراتي في تونس، وللدور السعودي في حصار تونس ماليا، وإثارة المشكلات الأمنية والسياسية في تونس.
ويهيئ غياب السبسي، الذي يعتبر مراقبون أنه لن يكون بعيدا بسبب حالته الصحية، لمزيد من التلاعب الإماراتي التي تجد نفسها في مواجهة نفوذ سياسي قوي للإسلاميين التيار الأقوى والمنظم في تونس والأقرب لقصر قرطاج؛ ما يدفعها نحو مزيد من التفجيرات والأزمات السياسية والأمنية في تونس.
وكانت صحيفة “أسرار عربية” كشفت في وقت سابق مخطط إماراتي للتلاعب السياسي والتأثير في العملية السياسية التونسية لإسقاط الإسلاميين في البلاد. كما اتهمت أوساط تونسية أطراف صهيونية بالتورط في إثارة المشاكل السياسية في تونس.
