هل يلجأ نتنياهو لشن حرب على غزة لإنقاذ مستقبله السياسي؟

- ‎فيعربي ودولي

مع تأزم الوضع السياسي داخل الكيان الصهيوني، والذهاب نحو إجراء انتخابات مبكرة في سبتمبر المقبل بعد فشل بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة يمينية بعد انتخابات الكنيست التي أجريت في أبريل الماضي، إضافة إلى مؤشرات استطلاعات الرأي التي تشير إلى تراجع شعبية الليكود؛ ثمة تحذيرات من لجوء نتنياهو إلى شن حرب على غزة أو إحدى الجبهات الأخرى “إيران أو سورية أو الجنوب اللبناني” في محاولة لإنقاذ مستقبله السياسي.

هذه التحذيرات أطلقها معلّقان إسرائيليان يشيران إلى احتمال قيام نتنياهو بتصعيد عسكري على إحدى الجبهات من أجل توفير مبرر يسوّغ العدول عن إجراء الانتخابات العامّة المقررة في سبتمبر المقبل، أو الدفع نحو تشكيل حكومة “طوارئ وطنية”، في ظل استطلاعات الرأي العام التي تتوقع تراجع قوة حزب “الليكود”.

وبحسب بن كاسبيت، المعلّق في صحيفة “معاريف” والنسخة العبرية لموقع “المونتور”، فإنه “لا توجد خطوط حمراء يمكن أن تردع نتنياهو عن القيام بأيّ خطوة يمكن أن تسهم في إنقاذ مستقبله السياسي”. وفي مقال نشرته السبت النسخة العبرية لموقع “المونتور”، لفت كاسبيت إلى أن نتنياهو أوعز أخيراً إلى مساعديه بتكثيف التحذير من مغبة وقوع تصعيد عسكري، تضطر إسرائيل معه إلى تأجيل الانتخابات التشريعية وفقا للدكتور صالح النعامي المتخصص في الشئون العبرية والذي ترجم المقال.

ويرى كاسبيت أن ما يدفع نتنياهو للبحث عن مسوغات لتمرير قانون جديد يلغي الانتخابات المقبلة، يتمثل في إدراكه أنه ليس بوسعه الحصول على أغلبية برلمانية مطلقة من دون الاعتماد على أصوات حزب “يسرائيل بيتينو”، بقيادة الوزير السابق أفيغدور ليبرمان، الذي يعي نتنياهو أنه غير مستعد للمشاركة في ائتلاف يمكن أن يمرر قانون يمنحه الحصانة في مواجهة المحاكمة في قضايا الفساد المتهم بها.

وإزاء ذلك، يشير إلى احتمال لجوء نتنياهو إلى تسخين الأوضاع الأمنية على جبهة من الجبهات، من أجل إقناع خصومه السياسيين بأن الأوضاع توجب إلغاء الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ وطنية لمعالجة التحديات الأمنية. لكنه أعاد التذكير بأن نتنياهو لم يُبدِ خلال العقدين الماضيين حماسة للتورط في حروب؛ لأنه تبيّن أن كل زعيم يقود إسرائيل في زمن الحرب أو خلال مواجهة محدودة فإن مكانته السياسية ستتضرر، حتى لو كان الأمر يدور عن مواجهة عسكرية محدودة.

وما زاد الأمور تعقيدًا على نتنياهو بحسب المعلق الصهيوني أن عدم تردده في القيام بكل الخطوات التي يمكن أن تنقذ مستقبله السياسي، وضمنها خطوات تتعارض مع توجّهات اليمين الأيديولوجية، أقنع قطاعات في اليمين، وتحديدًا في الصهيونية الدينية، بالوقوف ضده والمطالبة بالتخلص منه زعيماً لليمين. ولفت إلى أن نتنياهو معني بتعزيز أوراقه قبل الانتخابات من خلال إبراز مكانته زعيمًا عالميًا، مشيرًا إلى أن هناك ما يدلّ على أن نتنياهو نجح في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة إسرائيل قبيل الانتخابات، إلى جانب محاولته تنظيم زيارة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تل أبيب.

ما ذهب إليه، بن كاسبيت، وجد صداه عند عاموس هارئيل المعلق العسكري في صحيفة “هآرتس”، الذي يتفق مع بن كاسبيت في موقفه، وحذر من أن نتنياهو يمكن أن يقدم على تصعيد الأوضاع العسكرية على إحدى الجبهات، فقط من أجل خدمة مصلحته السياسية.

وفي مقال نشرته “هآرتس” أمس، نوّه هارئيل بأن نتنياهو والمقربين منه يستغلّون التوتر الحالي بين الولايات المتحدة وإيران، ويكثفون وتيرة إصدار التحذيرات من تداعيات هذا التوتر على الجبهات السورية، واللبنانية، والفلسطينية.

ووفقا لهارئيل، فإن نتنياهو يستغلّ التقديرات الاستر