بعد حسم الخلاف بين أعضاء مجلسها الشورى قررت حركة النهضة التونسية ترشيح نائب رئيس الحركة ونائب رئيس البرلمان الحالي عبدالفتاح مورو للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها منتصف سبتمبر المقبل.
الشخصية التي تبدو نظريا الأقرب من جميع الطبقات قد تجعل الأمر ممكنا وقابلا للتحقق لكن واقع الأزمة السياسية لن يكون بهذه البساطة حيث تشير استطلاعات الرأي على حصول الحركة وفي أفضل حالاتها على ثلث أصوات الناحبين؛ ما يعني أن الثلثين قد يتحالفان ضدها ولو في دورة الإعادة، وهو ما يعيد في المقابل الأزمة السياسية في البلاد إلى مربع صفر.
فالكل في حاجة إلى إذكاء نهج التحالف وإن كان هذا النهج في حد ذاته رهينة إخفاق تجربة حلف النهضة والنداء تلك هي الديمقراطية إذن؛ حيث يجب أن تقبل بمحاسنها ومساوئها معا في ظل ما يمنحه الدستور من تكافؤ الفرص أملا في تحقيق التداول السلمي للسلطة لتعزز الثورة التونسية أركانها وتجدد الأمل في إنهاء عهد الاستبداد.
وقالت حركة النهضة التونسية إنها اختارت نائب رئيسها عبدالفتاح مورو مرشحا لانتخابات الرئاسة المقررة منتصف سبتمبر المقبل كونه يحظى بقبول دولي عال.
وفي كلمة ألقتها الحركة للإعلان عن مرشحها اعتبر رئيس مجلس الشورى عبالكريم الهاروني أن ترشيح مورو للرئاسة قرار تاريخي بالنسبة للحركة ومسيرتها، وفي رده على سؤال بشأن إمكانية عدم قبول قوى دولية بصعود مرشح إسلامي إلى الرئاسة نفى الهاروني وجود أي فيتو على النهضة من أي قوة إقليمية ودولية معتبرا أنه بات من الطبيعي أن يكون لحزب في حجم النهضة مرشح للانتخابات الرئاسية.
وأفاد رئيس مجلس الشورى بأن تزكية مورو للرئاسة كانت باقتراح من رئيس الحركة نفسه راشد الغنوشي وأنه هو من تنازل عن حقه في الترشح وفق ما يفرضه القانون الداخلي للحركة وأن تصويت مجلس الشورى لصالح ترشيحه جرى بموافقة 98 صوتا مقابل تحفظ 5 أعضاء فقط.
قناة "مكملين" ناقشت عبر برنامج "قصة اليوم" الاستحقاق الثالث في عمر الثورة التونسية السباق يحتدم النهضة ترح مورو لرئاسة تونس، وما هي أسباب ترشح مورو هل هو تغير تكتيكي يفرضه السباق الانتخابي أم إستراتيجية متكاملة مهما كانت نتائج الصندوق؟
ويرى زهير عطوف، المحلل السياسي التونسي، أن ترشح مورو يعكس التحول الديمقراطي الذي تعيشه تونس بعد الثورة، مضيفا أن عدم دفع النهضة بمرشح في الانتخابات الرئاسية كان سيترك فراغا حقيقيا لحزب النهضة في المشهد السياسي التونسي.
وأضاف عطوف أن ترشيح مورو يجعل حركة النهضة حاضرة وفاعلة بقوة في المشهد السياسي التونسي، بعد أن كانت مساندة فقط لأحد المرشحين في 2011 عندما دعمت المنصف المرزوقي وساهمت بشكل كبير في فوزه بالرئاسة.
بدوره قال الدكتور أحمد البرقاوي، رئيس مركز الأبحاث الإستراتيجية، إن مورو حسم أمر ترشحه للرئاسة منذ 7 أشهر، مضيفا أنه صرح في شهر مارس على إحدى القنوات الفضائية أنه يفكر في الترشح للرئاسة.
وأضاف البرقاوي أن وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ترك فراغا سياسيا ما أدى إلى تغير استراتيجيات كل الأحزاب ومن بينها النهضة وباتت الانتخابات الراسية تشكل أهمية كبيرة عند الكل لأنها سيكون لها تداعيات على الانتخابات البرلمانية التي ستقام يوم 6 أكتوبر المقبل.
وأوضح البرقاوي أن وجود السبسي كان يشكل لحمة للمجتمع التونسي فقد كان سياسيا محنكا ولو كان موجودا ما تجرأت شخصيات على الترشح للرئاسة فالسبسي وقع اختياره على من يخلفه في قصر قرطاج وهو عبدالكريم الزبيدي، مضيفا أن حزب نداء تونس لديه 3 مرشحين ووجود السبسي كان سيجمع هذه العائلة حول مرشح واحد.
