شاهد| محاولة اغتيال “حمدوك”.. فتش عن الطرف الثالث

- ‎فيتقارير

15 شهرًا على اندلاع أولى شرارات الثورة السودانية، ولا يزال أبناؤها يخطون خطوات صعبة وثقيلة بثقل تحديات الانتقال.

لم تترجم وعود الحكومة الانتقالية إلى نتائج، فالقهر الاقتصادي كما وصفه وزير المالية نفسه لا يزال يقف حائلا دون شعور المواطن السوداني بأي تحسن في أوضاعٍ قادته إلى هذه الثورة، غير أن هذا القهر لم يفت في عضد أبنائه، كما لا تزال الآمال معقودة على هذه الحكومة المحظوظة بإجماع شعبي وتأييد دولي استثنائي في عمر هذا البلد.

لا أحد تقريبا يعادي هذه الحكومة، حتى ما ظهر من تمرد مسلح في يناير الماضي كان يعود بالأساس إلى مناوشات جرت بين عناصر هيئة العمليات الأمنية مع قوات الجيش والدعم السريع، الذين ينالون دائما الحظ الوافر من شكوك الشاعر حيال نيتهم في تسليم السلطة.

لتأتي محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الحكومة عبد الله الحمدوك، اليوم، لتثير الكثير من الأسئلة حول مرتكبيها أو الهدف من ورائها، في بلد لم يشهد هذه الجريمة السياسية في تاريخه من قبل، فالمحاولة الفاشلة تأتي بعد يومين فقط من إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن ترتيبات تجري لإعداد مشروع شامل لهيكلة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

إعلان جاء بالمناسبة خلال كلمته في حفل تخريج دفعة جديدة من قوات الدعم السريع التي يقودها نائبه الفريق أول محمد حمدان حميدتي، كما تجري في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان مفاوضات جادة بين الحكومة وحركات سودانية مسلحة تطالب أيضا بهيكلة القوات المسلحة، وتأمل أن يكون لها وجود في صفوف الجيش وجزء من تكوينه الجديد؛ حتى يعكس كما تقول التنوع السوداني الموجود تحت قيادة وعقيدة الجيش الواحد.

هذا الحديث أيضا لا يتوقف على الحركات المسلحة، حيث تشهد البلاد دعوات لإجراء مصالحة وطنية شاملة، جاء آخرها على لسان رئيس حزب البعث والقيادي بتحالف الحرية والتغيير يحيى الحسين، مؤكدا أن هذه الدعوة على أجندة كل القوى السياسية السودانية، وتحتاج فقط إلى إرادة للتنفيذ.

حتى نظام البشير وحزبه المتهم دائما بمعادة الثورة أدان محاولة الاغتيال، وجدد رئيس الحزب إبراهيم غندور التأكيد على ما عبرت عنه كثير من الأصوات السودانية بأنها لا تشبه قيم الشعب السوداني، داعيا بأن يسلم الله السودان وشعبه من الفوضى ومستنقع الفتن. فتنة أعادت الحديث عن الطرف الثالث وخطورة البقاء تحت وقع تأثير عملياته.

أعلن مجلس الوزراء السوداني عن بدء السلطات المختصة التحقيق في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، فيما نقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية اعتقال أجنبيين في هذه التحقيقات.

وفي بيان صحفي لوزير الإعلام، فيصل محمد صالح، أكدت الحكومة السودانية تعرض موكب حمدوك لتفجير إرهابي وإطلاق رصاص خلال سيره من منزله إلى رئاسة مجلس الوزراء دون أن يصاب أحد بأذى.

من جهته أدان حزب المؤتمر الوطني “حزب الرئيس المعزول عمر البشير”، محاولة الاغتيال الفاشلة، وقال رئيس الحزب إبراهيم غندور إنها لا تشبه قيم الشعب السوداني، وإن الحكومة مجتمعة تتحمل مسئوليتها في بسط الأمن ومنع الانحدار إلى الفوضى.

دوليا أدانت مفوضية الاتحاد الإفريقي محاولة الاغتيال، فيما دعت الهيئة الحكومية للتنمية بتحالف شرق إفريقيا “إيجاد” إلى تحقيق فوري وسريع في الحادث، كما أدانت دول عربية وغربية الحادث، وأكد نائب المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الوقوف إلى جانب السودان لدعم عملية الانتقال السياسي.

قناة “مكملين” ناقشت، عبر برنامج “قصة اليوم”، محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني وعقدة الطرف الثالث.

الدكتور محمد علي الجازولي، رئيس حزب دولة القانون السوداني، أدان محاولة الاغتيال الفاشلة، مضيفا أن الاغتيالات السياسية تعد حالة دخيلة على المشهد السياسي السوداني.

وأضاف الجازولي أن الشعب السوداني تعامل مع أعتى الطغاة وأسقطهم بكل سلمية ولم يلجأ إلى العنف، وحتى الحركات المسلحة لم تستطع إسقاط نظام أو إحداث تغيير، مضيفا أن إسقاط النميري في 1985 قامت به القوى السلمية وكذلك التغيير الذي حدث في أبريل الماضي.

وأوضح الجازولي أنه لو أصابت هذه المحاولة هدفها لدخلت البلاد مرحلة اللاعودة، متسائلا: كيف علم الناشط الشيوعي سامي الطيب بهذه التفجيرات قبل حدوثها بساعتين؟ كما أن القنبلة كانت مزروعة داخل منطقة حشائش ولم تكن في داخل السيارة، وأصابت السيارة التي كانت واقفة في هذا المكان.

https://www.youtube.com/watch?v=vAv1OOgw_Yw

بدوره قال محمد آدم عربي، الكاتب والمحلل السياسي: إن محاولة الاغتيال الفاشلة لا تتفق مع قيم المجتمع السوداني ولم تحدث في السودان منذ الاستقلال، وقد مر على السودان 10 رؤساء لم يقتل واحد منهم، ويرى السودانيون أن ما حدث يعد خيانة.

وأضاف عربي أن الشعب السوداني كله استنكر هذه المحاولة، ويعتبرها بهدف زعزعة نظام الحكم في السودان، معربا عن تخوفه من أن تقود هذه المحاولة الفاشلة البلاد إلى مستنقع وحل.

وأوضح أنه لا توجد معلومات مؤكدة حتى الآن، وتقوم الأجهزة الأمنية بتحقيقاتها لمحاولة كشف ملابسات الحادث.