قالت صحيفة “ميدل إيست آي”، إن سلطات الانقلاب احتجزت ناشطة مصرية لمدة 15 يومًا، بعد نشر مقطع فيديو يظهر ضابطًا عسكريًا مصريًا وهو يشوّه جثة مدني في سيناء ويحرقها.
وكانت نرمين حسين، وهي معارضة مصرية، واحدة من آلاف الذين غردوا على تويتر يوم الخميس الماضي، إلى جانب اسم الضابط الذي قيل إنه ظهر في الفيديو.
وانتشر الفيديو في وقت سابق من ذلك اليوم، بعد أن نُشر لأول مرة من قبل عبد الله الشريف، مقدم برنامج ساخر سياسي على موقع يوتيوب، وقد أثار الفيديو موجة انتقادات وقلق بشأن الاتهامات المستمرة بإساءة المعاملة والقتل خارج نطاق القضاء من قبل قوات أمن الانقلاب، في حملة عمرها سبع سنوات ضد المسلحين في شمال سيناء.
وفي المقطع الذي مدته ثلاث دقائق، شوهد ضابط في القوات الخاصة يركل جثة مدني، ويشوه أحد أصابعه ثم يشعل النار في جسده.
وقالت الصحفية، إنها لم تتأكد من صحة الفيديو، لأن حكومة الانقلاب تمنع الصحفيين والجماعات الحقوقية من الوصول إلى سيناء، كما لم تعلق الحكومة أو الجيش أو وسائل الإعلام الموالية للدولة على الفيديو.
ونقلت الصحيفة عن كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي البرلمانية في برلمان السيسي، قوله: إن الفيديو مزيف ويستخدم “لزعزعة العلاقة بين الجيش والشعب”.
وقالت عائلة نرمين حسين لـ”ميدل إيست آي”: إنه تم القبض عليها يوم الجمعة الماضي، بعد وقت قصير من نشرها تغريدة تفيد بأن عناصر أمن الدولة كانوا على وشك احتجازها، ومنذ ذلك الحين تم حذف حسابها على تويتر.
وأضافت الأسرة أن نرمين اقتيدت إلى مركز شرطة عابدين ووضعت في الحبس الانفرادي لمدة ليلة، قبل إحالتها إلى النيابة في حي القاهرة الجديدة في مصر حيث تم استجوابها، وكانت نيابة أمن الدولة قد اتهمتها يوم الأحد بنشر أخبار كاذبة ومساعدة منظمة إرهابية .
ونقلت الصحيفة عن محاموها قولهم: إنهم يعتزمون تقديم شكوى إلى النيابة بعد أن تم منع نرمين حسين من جلب مطهر وقناع وجه إلى السجن، وأجبرت على النوم في زنزانة سجن مكتظة بالنزلاء، على الرغم من المخاوف من انتشار فيروس كورونا في البلد.
وقال مجند عسكري، خدم في شمال سيناء من 2013 إلى 2016، في تصريحات إلى “ميدل إيست آي”، إن السلوك الذي شوهد في اللقطات شائع، وإن المدنيين المتهمين بمساعدة المسلحين أو المشاركة في الهجمات كثيرا ما يُقتلون في الموقع أو يُدفنون دون وثائق.
وأضاف المجند، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “في بعض الأحيان، يقف الجنود مع الجثث كعلامة على النصر، لأنهم يشكون في أنهم انتقموا لأصدقائهم الذين سقطوا”. وأوضح أن “الجنود والضباط يشنون غارات للانتقام حتى يكون هناك بعض الغضب”.
وعندما سُئل عن شرعية أفعال الجنود، قال: “قد لا يفهم المدنيون أو الأشخاص غير الموجودين في سيناء، ولكن عندما تجد الشخص الذي قد يكون أبلغ على زميلك أو ضابطك، فإنك تتحول إلى شخص مختلف”.
لكن عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، قال إن الفيديو “تم تحريره وتشويهه”، وإنه يستخدم لإثارة الجدل في لحظة حساسة.
وتابع: “البلد الآن محمي من قبل الجيش ضد خطر الهالة [الفيروس]”، مضيفا: “لذلك عندما تنتشر شائعات كاذبة مثل تلك التي ذكرتها، سيبدأ الناس في فقدان الثقة في السلطات وستبدأ الفوضى”.
وقال الشيخ عماد، وهو من أبناء قبيلة السواركة البارزة في شمال سيناء، لـ”ميدل إيست آي”: إنه لا يستطيع التحقق من الشخص في الفيديو، لكنه على علم بالعديد من الحالات المماثلة.
وأضاف أن “العديد من الشبان عُثر عليهم في وقت لاحق في الصحراء مقتولين أو مشوهين. نحن الآن في حيرة من أمرنا سواء كان هذا من عمل الجهاديين [مقاتلي داعش] أو الجيش”.
وأشارت الصحيفة إلى أن نرمين حسين أطلق سراحها من سجن القناطر للنساء، في مايو الماضي، بعد أن قضت تسعة أشهر، بعد أن اتُهمت هي و15 شخصًا، بمن فيهم دبلوماسي مصري سابق، واستجوبوا- لكنهم لم توجه إليهم أي تهمة قط- بسبب اتهامات بأنهم ساعدوا منظمة إرهابية، تتلقى التمويل لأغراض إرهابية، والتخطيط لارتكاب جرائم إرهابية.
ومن المتوقع أن يتم استجوابها مرة أخرى بعد انتهاء فترة احتجازها البالغة 15 يوما، ويتوقع محاموها أن يتم تجديد احتجازها، وهي ممارسة شائعة في النظام القانوني المصري اليوم.