“نداءات كثيرة حذرت من مساوئ النظام العالمي القائم من ظلم الفيتو وجشع العولمة والاستثمار فى الحروب، حتى جاء الوقت الذي يقف فيه أقطاب هذا النظام على المحك؛ فالعالم الآن يسير نحو مرحلة “لن يكون فيها أي شيء”، كما كان يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدا أن ما حذر منه ومن قبله الشهيد محمد مرسى يقع الآن لنظام الفيتو، ومبشرًا بعهد قريب نشهد فيه بناء نظام عالمي جديد.
فالوباء الذي يواصل تقطيع أوصال العالم من حظر للسفر وعزل للمدن يدفع معه الغرب الثمن الأكبر نزيفًا فى الأرواح والاقتصاد، وتدرك معه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حقيقة تحديه لبلادها، بل هو أكبر تحد تخوضه منذ الحرب العالمية كما تقول، أما الولايات المتحدة الأمريكية فلم تجد بدا من مناشدة دول عدة حول العالم لمنحها أو بيعها ما لديها من مستلزمات طبية لمكافحة تفشى الوباء، حتى مطهر اليدين جاء من بين قائمة المستلزمات التي حددتها الخارجية الأمريكية فى تعميم لدبلوماسييها توجه فيه بالطلب من دولهم المضيفة.
حتى الأوبئة كانت معيارًا لقوة هذه البلدان التي عرفت دائما بأنها الأكثر تأهبًا لمثل هذه الكوارث، فسارت تعرف الآن عيوب نظامها إلى الحد الذي اعتبر فيه خبراء أمريكيون، لمجلة فورين بوليسي، أن التعاطي مع وباء كورونا مثّل أسوأ فشل فى تاريخ وكالة الاستخبارات الأمريكية.
هذه البلدان باتت تخشى حتى من اجتماع زعمائها لبحث سبل مواجهة الأزمة، لنشهد اليوم قمة افتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقادة دول مجموعة العشريين، القمة التي يفترض أن تناقش جهود احتواء الوباء والحد من تأثيره.
يواصل عداد الإصابات بفيروس كورونا ارتفاعه مع تسجيل إصابات جديدة، على الرغم من إجراءات الحجر غير المسبوقة التي فرضت على حوالي ثلاثة مليارات شخص، بينما يسابق العالم الزمن للتوصل إلى علاج ناجع للقضاء بشكل نهائي على هذا الفيروس.
سباق يحاول وقف نزيف الأرواح والاقتصاد الذي تدفع فيه أوروبا الثمن الأكبر، بتسجيلها نحو ثلثي الضحايا بأكثر من سبعة آلاف وخمسمائة حالة. إلى ذلك يعقد قادة دول مجموعة العشرين اجتماعا استثنائيا افتراضيا لتنسيق جهود احتواء الوباء والحد من تأثيره الإنساني والاقتصادي.
قناة مكملين ناقشت، عبر برنامج “قصة اليوم”، مستجدات أزمة تفشي وباء كورونا عالميا وجهود احتوائه.
ليلى حداد، الصحفية المعتمدة بالاتحاد الأوروبي، رأت أن أوروبا أصبحت بؤرة هذا الوباء، مضيفة أن رئيس المجلس الأوروبي دعا الدول الأعضاء ودول العالم إلى التحرك سريعًا؛ لأن هذه المرحلة هى مرحلة خطيرة .
وأضافت أن هذه القمة تعد قمة تاريخية مثل القمة التي عُقدت مباشرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وأيضًا القمة التي تم عقدها القرن الماضي عام 1989 بمناسبة سقوط جدار برلين، وتؤكد أن هذه الأرقام مرشحة للصعود.
بدوره رأى توفيق طعمة، الباحث فى الشئون الأمريكية، أن الوضع فى الولايات المتحدة يكون أسوأ بكثير مما يحدث الآن في إيطاليا، أو قد يكون أسوأ مما حدث فى الصين بسبب تصاعد الإصابات والوفيات فى اليوم الواحد.
وأضاف أن الإصابات المسجلة وصلت إلى 14500 حالة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا رقم كبير جدًا، ولذلك فالوضع سيئ للغاية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الوضع مرشح إلى أن يكون إلى حالة أسوأ، ويعود ذلك إلى أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ هذا الوباء بشكل جدي .
وأوضح أن الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها إدارة ترامب، استهترت بالوباء وقللت من أهميته، واعتقدت أن الوباء لا يمكن أن يصل إلى أمريكا، علما أن هناك تقارير من وكالة الاستخبارات الأمريكية قدمت الإيجاز اليومي من خلال إجازتها اليومية إلى الرئيس، وحذرته من أن الوباء قادم إلى أمريكا، ولكن لم يتخذ أى نوع من الإجراء، ولكن كان يخرج على الجماهير ويقول كل شيء تمام، ولكن المرض الآن يتفشى خاصة فى ولاية نيويورك، ووصلت أعداد الإصابات فى أمريكا إلى 70 ألفا، مضيفا أنه لو توافرت وسائل الكشف لتبين إصابة ملايين الأمريكيين بكورونا.