بأمر رجال الأعمال.. السيسي يضحي بالشعب ويخفف ساعات الحظر

- ‎فيتقارير

يد تنتج وأخرى تحارب الوباء، هذا ما تترجمه ماكينة الإعلام المؤمم في مصر لتوجيهات رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي الأخيرة بضرورة استئناف العمل، لندع جانبا أسطوانة “خليك في البيت”.. لنتركها تبرد، نخفف إجراءات الحظر ندعو الشركات إلى العمل ونناشدها حكومة ودولة ألا تخفض رواتب الغلابة لا نمنعها لا سامح الله.

توجيهات منطقية إذا وضعتها في سياقها الطبيعي، منذ طافت دعوات رجل الأعمال نجيب ساويرس هذه الشاشات تحذيرا من استمرار الإغلاق والحظر الجزئي على اقتصاد البلاد..  اقتصاد الجيش ورجال الأعمال.

وهذا ما أكده اتحاد الصناعات قبل أيام، دون أن يلتفت إلى ذلك أحد؛  فقرار الحظر كان يستثني بالأثاث حركة المصانع منذ تطبيقه ولم يضع قيدا أو شرطا على حركة الشاحنات أو سيارات نقل العمال خلال ساعات الحظر.

“الأمور أصلا لا تزال تحت السيطرة” يقول السيسي على الرغم من حديث المشككين في قدرة الدولة على المواجهة ودعوات الأشرار لوحدة شعب في مواجهة الخطر لنبقى شعبين: شعب ميسمعش كلام حد غيره، والثاني شعب من الأشرار!

نحتاج الكاريكاتير!

“من المنطقي أصلا أن يستغل السيسي الفرصة ليعيد التأكيد أن الكل أشرار ما عدا الجيش”، يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل، لكن الغريب هو انتقال النخب المتصدرة للمعارضة من حالة المقاومة المبدئية للظلم إلى حالة أقرب لتسول الاقتراب من الطاغية الذي يمعن في السخرية من هذا الانبطاح المجاني، “لكن السيطرة لا تعني انتهاء الخطر فستكون هناك زيادة في أعداد الإصابات خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة” بحسب تصريحات رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي اليوم، ثم زاد الطين بلة الخوف كل الخوف أن نتفاجأ برقم متضاعف للإصابات، على حد قوله.

“هذا تناقض معتاد منذ بداية الأزمة، وهذه مقارنة تكشف واقعنا”.  يقول الحقوقي هيثم أبو خليل، معلقا على صورة المؤتمر الذي عقده السيسي ومؤتمرات الإدارة الأمريكية، حيث يقف وزير الصحة الامريكي ومدير إدارة الأزمة في المقدمة وترمب بالخلف، بينما تجلس وزيرتنا في آخر تختة خلف الجنرالات.

“نحتاج إلى رسام كاريكاتير يبدع في تجسيد مقولة السيسي، أنا بنزل الشارع من غير ما تشوفوني”، يقول الكاتب الصحفي سليم عزوز: لماذا لا تهتم المواقع الصحفية بفن الكاريكاتير كما كانت الصحافة الورقية تهتم.

“عموما صدر القرار” يغرد حساب مصري مد حظر التجوال لمدة أسبوعين إضافيين مع تقليص ساعات الحظر بداية من الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا.

في تغير لافت للاستراتيجية المعلنة من النظام حيال مواجهة فيروس كورونا ، شدد السيسي على تمسكه بعدم فرض حظر شامل للتجوال على غرار بعض دول الجوار، واستمرار عمل قطاعات الصناعة والمقاولات مجددا تحذير رجل الأعمال نجيب ساويرس مما أسماه خطر انهيار اقتصاد البلاد جراء تدابير الحظر والإغلاق الجزئي.

تغير يأتي على الرغم من دخول مصر مرحلة الذروة في مراحل انتشار عدوى الفيروس؛ حيث اتسعت دائرة العزل المناطقي بقرى وأحياء تفشت فيها العدوى، مع زيادة مضطردة في أعداد الإصابات،  فضلا عن انتشارها في صفوف الطواقم الطبية وآخرها واقعة إغلاق وحدة شريف مختار لرعاية الحالات الحرجة بمستشفى قصر العيني بعد إصابة أحد أطبائها بفيروس كورونا.

تقليل ساعات الحظر

قناة مكملين ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم”، أزمة كورونا وضحايا الجشع.   الدكتور إسماعيل حجازي، استشاري العناية المركزة والحالات الحرجة، رأى أن التحول في سياسة الانقلاب تجاه مواجهة فيروس كورونا وتقليل ساعات الحظر يمثل كارثة كبيرة خاصة بعد أن كشفت منظمة الصحة العالمية أن كورونا الفيروس يمكث في الهواء 3 ساعات وينتشر على مسافة 5 أمتار ما يعني إصابة كل المتواجدين في غرفة بها شخص مريض.

وأضاف حجازي أن تحذيرات منظمة الصحة تحتم على الدول المصابة بكورونا الاستمرار في الحظر والعزل المنزلي وإلا سيحدث انتشار رهيب لفيروس كورونا.

بدوره رأى الدكتور محمد كمال عقدة، الاستشاري الاقتصادي، أن السيسي يفكر بسياسة قصيرة المدى، مؤكدا أن العواقب الاقتصادية متوسطة وطويلة المدى، من انتشار فيروس كورنا في المجتمع ستكون أكبر بكثير من أي عوائد اقتصادية قصيرة المدى يمكن أن يحصل عليها السيسي ونظامه خلال الفترة القليلة المقبلة بعودة العمال إلى مصانعهم.

وأضاف عقدة أن سياسة السيسي ستؤدي إلى أن تظل مصر بؤرة كبيرة تصدر كوورنا إلى العالم وسيتم غلق كل المطارات أمام العائدين أو القادمين من مصر وسينهار قطاع السياحة بشدة، مضيفا أن الشركات يمكنها معاودة عملها واستعادة نشاها الاقتصادي خلال شهرين بعد القضاء على كورونا.

وأوضح عقدة أن السر وراء قلة أعداد الإصابات والوفيات في مصر هو بسبب قلة الاختبارات، مضيفا أن سلطات الانقلاب أجرت 25 ألف اختبار بينما أجرت دول البحرين 40 ألف اختبار رغم صغر حجمها مقارنة بمصر.

وأشار إلى أن حكومة الانقلاب منذ 3 يوليو 2013 حتى الآن لا يعتمد أحد على بياناتها؛ لأن الكل يعلم أنها مفبركة وتمر على أجهزة المخابرات.