“عبدالرحيم الحويطي”.. هل يشعل استشهاده انتفاضة شعبية على الدب الداشر؟

- ‎فيتقارير

مقتل مواطن سعودي في قبيلة الحويطات على يد ولي العهد السعودي فضح الدور الذي يقوم به لخدمة وحماية “إسرائيل”، وقول ترمب إنه لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة، يكشف الدور السعودي وخيانة القضية الرئيسية للعرب والمسلمين، إلا أن الجريمة الأخطر التي يرتكبها محمد بن سلمان ومن أجلها يسعون لتبرئته هي تسليم شمال غرب المملكة ومعظم سيناء للإسرائيليين، والتي تشابه في خطورتها وعد بلفور.

يؤكد ذلك خريطة إسرائيل الكبرى التي نشرها إيتمار بن آفي أحد رموز الحركة الصهيونية منذ 100 عام والتي ينفذها بن سلمان حرفيا، في الجزء الجنوبي منها، فيما يعرف باسم “مشروع نيوم” بإخلاء المنطقة على جانبي خليج العقبة من السكان بمزاعم السياحة والاستثمار.

والتقط الإسرائيليون الشاب الصغير الطامع في الملك، وفي ظل أبيه، وبمعاونة الرئيس الأمريكي، حرضوه لتدمير عائلة آل سعود ليخلو له الطريق لكرسي الملك، واستغلوا ضعفه واحتياجه للمعاونة الخارجية واستعداده لتقديم القرابين في فصل منطقة “مدين” من الجزيرة العربية وتسليمها للإسرائيليين بدون أهلها.

لا للتهجير

قد لا يمتلك عبدالرحيم الحويطي عِلم المغامسي ولا فقه القرني ولا شهرة وسيم لكنه بكل تأكيد يمتلك إيمانًا بالله وشجاعةً وعشقًا لأرضه يفوق هؤلاء بأضعاف المرات، ولذلك أقدم ابن قبيلة الحويطات على تسجيل مقطع فيديو ينتقد فيه إجراءات السلطات السعودية بتهجير قبيلته من أماكن إقامتها بهدف إقامة مشروع “نيوم” عليها، المواطن السعودي وصف ما تقوم به السلطات السعودية بإرهاب الدولة، مؤكّدًا رفض قبيلة الحويطات للتهجير.

السعودي عبدالرحيم الحويطي وثق قصته التي انتهت بمقتله دفاعًا عن منزله في سلسلة مقاطع فيديو صورها بنفسه من منزله، اتهم فيها السلطات السعودية، بممارسة “إرهاب الدولة” بحق أبناء الحويطات، لإجبارهم على الرحيل عن أرضهم ومنازلهم بالقوة.

ويظهر أحد المقاطع الحويطي وهو يتحدث قائلاً: “أتوقع أن تقتلني الشرطة في بيتي وتتهمني بأني إرهابي وتلقي أسلحة بجوار جثتي مثل ما يحدث في مصر”، وقال الحويطي إنه يفضل السجن أو أي شيء آخر حتى ولو كان القتل على أن يترك بيته وديرته، وعرض عبد الرحيم الحويطي في أحد المقاطع صك الملكية الخاص بمنزله.

وما هي إلا ساعات قليلة حتى نقلت عدة مصادر خبر قتل عبد الرحيم الحويطي من طرف قوات الأمن السعودي بعد رفضه مغادرة منزله، ونقل بعض جيران عبد الرحيم الحويطي مشاهد من عملية إطلاق النار التي قامت بها قوات الأمن السعودي، وانتهت بمقتل المواطن عبد الرحيم الحويطي.

ودشّن ناشطون هاشتاج (استشهاد_عبدالرحيم_الحويطي) عبّروا من خلاله عن غضبهم من الجريمة البشعة، ويقول الكاتب والمحلل السياسي عامر عبد المنعم: “يبدو أن الإسرائيليين يستعجلون استلام أرض نيوم في شمال غرب السعودية بلا سكان، ولهذا لم يراع بن سلمان ظروف كورونا وحظر التجول وقرر تهجير قبيلة الحويطات بالقوة، لكن واقعة #استشهاد_عبدالرحيم_الحويطي فضحت صاحب المنشار الذي يجاهر بقتل معارضيه ولا يشبع من الدم”.

مضيفًا: “المواطن سعودي عبد الرحيم الحويطي قرر البقاء في بيته ورفض التهجير ولم يقبل التعويض، فتم قصف بيته بالمدافع وهدموا الجدران فوق رأسه في حدث كاشف لحالة الجنون لعقلية بن سلمان الذي يقدم القرابين ليكون ملكا ولكن قد يكون دم الحويطي هو النهاية.. للعلم، مستوطنة نيوم تقام على أرض مدين القديمة وترتبط بالتفسيرات التوراتية عن قصة خروج بني إسرائيل من مصر”.

تدويل الجريمة

من جهته، اعتبر د. محمود رفعت، المحامي المعروف وخبير القانون الدولي، قيام قوات حكومية في السعودية بقتل المواطن عبدالرحيم الحويطي داخل منزله لرفضه بيع منزله جريمة إرهاب دولة كجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، مطالبًا بتدويل القضية لمحاسبة ولي العهد محمد بن سلمان.

وقال رفعت: “ذهب هذا المغني الأمريكي الهابط #السعودية وبالمطار أخبروه أن عليه تسجيل مجوهراته فغضب وعاد للطائرة فهرع له #محمد_بن_سلمان يقبل حذاؤه ويسترضيه بساعات وسيارات ليخرج على الهواء يصف ابن سلمان بابن العاهرة.. #الشهيد_عبدالرحيم_الحويطي رفض ترك منزله فهدمه عليه، هل تصمت القبائل على العار؟”.

من جهته، قال المعارض السعودي البارز د.سعد الفقيه إنّ ما يجري مع الحويطات لا يختلف عن تهجير إسرائيل للفسلطينيين وتدمير بشار الأسد لمدن سوريا.

وأضاف أن “الحويطات أثبتوا أنهم عكس كل التوقعات في صمودهم وظهور شخصيات حقيقية تتحدى الظالم”، واعتبر أن “كل من ساهم في تهجيرهم مجرم. وكل من قصر في دعمهم آثم. لا بد من استثمار ثباتهم عسى أن ينكسر حاجز السلبية والخوف غير المبرر”.

يقول الناشط محمد يعقوب: “أعتقد أن هذا المخبول قاتل الخاشقجى المدعو محمد بن سلمان، لا زال يفكر بتفكيره المريض، أنه سيكون هناك نيوم. مشروع نيوم مات قبل البدء فيه. مات بسبب فراغ خزينة المملكة من الدولارات. النفط سيباع قريبا ب5 دولارات للبرميل ولن تجد من يشتريه. ألله هو المنتقم الجبار من هذا المجرم الذى قتل الخاشقجى ومثل بجثته. ستكون نهايته مأساوية جدا تتحدث عنها أجيال بعد أجيال عملا بالقاعدة التي تقول “ألقاتل يقتل ولو بعد حين”.

استشهاد عبد الرحيم

وضجت مواقع التواصل الغجتماعي خلال الساعات الماضية بقضية إغتيال عبد الرحيم الحويطي بعد مداهمة منزله بالقوة والعبث به ومن ثم اغتياله بعد رفضه إخلاء منزله وقريته، التي يسعى بن سلمان للاستيلاء عليها لإقامة مشروع الإنفتاح والفسق.

ونشر العديد من النشطاء عبر وسم استشهاد عبد الرحيم الحويطي عدة فيديوهات وتغريدات تندد بطريقة عصابات المفايا التي يمارسها بن سلمان وقواته لتنفيذ مخططاته، وقتل وتقطيع كل من يقف ضد تلك المخططات كما فعل من قبل مع الصحفي جمال خاشقجي.

ونشر حساب علياء الحويطات فيديو للشهيد عبد الرحيم قبل استشهاده وهو يتحدث كيف يستخدم بن سلمان القوة لترحيلهم كما فعل من قبل السيسي مع أهل سيناء لإخلاء المنطقة لإسرائيل وصفقة القرن، وقالت علياء ما نصه: “عبدالرحيم لم يستشهد فقط لأجل أرضه فمثله من الرجال هم صمام أمان الأمة الذي يحفظ دينه وأرضه من خيانة عميل نصبه الاستعمار ينهب أرضنا ويدنس مقدساتنا ويجعلها وكر دعارة ومرتعًا للإسرائيليين!”.

ونشر ناشط بعض الصور من مكان ارتكاب الجريمة ما فعلته قوات بن سلمان بشعبها، وعلق ما نصه: “يا شعب بلاد الحرمين هل عرفتم من هو عدوكم الأول هم العسكر الخونة الذي قدموا طاعة الظالم على طاعة الله ويستميتون في تنفيذ أوامره بوحشية اللهم انتقم من كل عسكري لا يتبرأ من ابن سعود”.

بينما قال ناشط سعودي في فيديو نشره على صفحته إنه لا فرق بين نظام بن سلمان ونظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة أو نظام السيسي الذي يقتل ويهجر شعبه أيضا، وخرج الكثير من النشطاء في السعودية عن خوفهم فيما يعتقد بعض المحللين أن بن سلمان ضرب المسمار الأخير في نعشه وتجاوز كل الحدود بجرائم القتل التي يقوم بها بحق أبناء شعبه”.