شاهد| خبراء: تاريخ الداخلية الأسود يثير الشكوك حول رواية حادث الأميرية

- ‎فيأخبار

لم يكن ينقصنا ونحن نتابع إعلان أعلى حصيلة وفيات يومية بالوباء، أن نبقى بين دويّ النيران وتحذيرات الأمن، يقول سكان عزبة شاهين بمنطقة الأميرية بالقاهرة، التي شهدت تبادلا كثيفا لإطلاق النار بين قوات الأمن وعناصر مسلحة.

الاشتباكات التي كانت حاضرة على الشاشات للمرة الأولى بالصوت والصورة، قالت الداخلية إنها قضت خلالها على سبعة عناصر إرهابية داخل مخبئهم فى المنطقة، فيما استُشهد ضابط برتبة مقدم وأُصيب عنصران أمنيان بقوة جهاز الأمن الوطني.

ويضيف بيان الداخلية أن الخلية الإرهابية تستغل عدة أماكن للواء بشرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ أعمال إرهابية، بالتزامن مع أعياد الطائفة المسيحية، بحسب البيان، حيث جرى تحديد أحد مخازن الأسلحة والمتفجرات بالمنطقة، ثم يعود ليشير إلى أنها أربع بنادق آلية وكمية من الذخائر.

فى المقابل تداولت مصادر إعلامية روايات مثيرة، بعضها يفيد بأن ضابط الأمن الوطني القتيل تعرض للاختطاف، بحسب ما أشار إليه مدير تحرير صحيفة الوطن، سامي عبد الراضي، موجها التحية لضباط مكافحة الإرهاب الذين اقتحموا المكان فى محاولة لإنقاذ زميلهم.

تساؤلات يغذيها التناقض بين الرواية الرسمية وروايات أهالي المنطقة على مواقع التواصل الاجتماعي، التى أرجعت الحادث إلى مواجهة سطو مسلح على شركة لنقل الأموال، قبل أن تتحول المنطقة إلى ساحة معركة بعد مقتل ضابط الشرطة.

وقال الكاتب الصحفي أحمد الشرقاوي: “قوة الشائعات هي حاصل ضرب الغموض في الأهمية، لدينا روايات رسمية متناقضة هي التي تغذي الشائعات”، وعن هذه الشائعات أيضا تحدثت الكاتبة مي عزام قائلة: “أرجو أن تصدر معلومات كاملة ودقيقة وصادقة عن العملية من وزير الداخلية أو من ينوب عنه لتجيب عن كل أسئلة الشارع، فجهات كثيرة تستغل نقص المعلومات لنشر بيانات مضللة”.

وطرح الإعلامي الحقوقي، هيثم أبو خليل، سؤالا أساسيا على صفحته قائلا: “لماذا أصبحت الداخلية تقتل المصريين وتقول جارٍ التعرف عليهم، ولا تعلن عن أسمائهم؟ وغير معقول أنها تعرف أنهم مصريون ويعتنقون الفكر التكفيري ولم تعرف أسماءهم”.

من جانبه نفى مصدر أمنى رفيع المستوى، صحة ما أشيع حول استشهاد الضابط معتصم الشموتى، مضيفا أنه ما زال فى المستشفى لتلقى العلاج إثر إصابته فى الاشتباكات التى شهدتها منطقة الأميرية.

الاشتباكات التي أسفرت عن استشهاد مقدم محمد الحوفى وإصابة الشموتى وفردين آخرين من قوات الشرطة، لا تزال أصداؤها فى الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ نتيجة التغير اللافت فى التعامل الإعلامي معها، حيث تصدرت صور تبادل إطلاق النار شاشات الفضائيات لساعات قدمت خلالها الجهات الأمنية بيانات مقتضبة ومتضاربة، حتى جرى إعلان البيان الرسمي من وزارة الداخلية، يتحدث عن مواجهة خلية إرهابية تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق وجنوب القاهرة، فى حين كانت الاشتباكات تتركز فى منطقة الأميرية.

تاريخ أسود

وقال الدكتور عمرو عادل، رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، إن سلطات الانقلاب لديها تاريخ أسود في رواياتها الأمنية في الكثير من الأحداث، وليس خلال السنوات السبع الماضية، مضيفا أن النظام دائما ما يطرح الرؤية التي تعضد من كلامه.

وأضاف عادل أن الإطار العام الذي تعمل عليه حكومة الانقلاب خلال الفترة الحالية، هو ملف الإرهاب، وبالتالي تحاول وضع مصطلح الإرهاب كعنوان لأي حادث، مضيفا أن الشارع أصبح لديه عدم ثقة في بيانات الحكومة، وكان لا بد من ابتكار مشهد مسرحي لإقناع الناس، كما حدث من بث لتبادل إطلاق النار.

وأوضح عادل أن عمليات الاقتحام لا تتم بهذا الشكل السينمائي كما حدث في حادث الأميرية، ولكن تتم عملية الاقتحام بسرية شديدة جدا، وبقوات أقل من هذا العدد بكثير، متسائلا: “لماذا لم تعلن الداخلية عن أسماء هؤلاء الإرهابيين وأين الجثث؟.

شكوك حول الرواية

بدوره قال الكاتب الصحفي محمد منير: إن بيان الداخلية به الكثير من الشكوك، خاصة وأنها زعمت أنها تعاملت مع عناصر إرهابية كانت تنتوي شن هجمات على الكنائس المغلقة بالأساس، مضيفا أن تاريخ الداخلية يدفعنا إلى عدم الثقة في بياناتها.

واستبعد منير أن يكون حدث سطوٍ مسلحٍ على شركة “تارجت” للصرافة، ثم وقع تبادل إطلاق نار بين المنفذين وقوات الداخلية، مضيفا أن ما هو مؤكد أن هناك 7 مسلحين قتلى، وهناك الكثير من الغموض الذي يحيط بالحادث حتى الآن.