نقل شحنة “فسيخ ورنجة” من القاهرة إلى عُمان.. ما الإنجاز الذي حققه السيسي؟

- ‎فيتقارير

فى سابقة هي الأولى من نوعها، نجحت شركة مطار القاهرة للشحن الجوى في نقل شحنة بضائع بلغت 16 طنا، تضم فواكه وأسماكًا ورنجة إلى مدينة مسقط بسلطنة عمان داخل مقصورة طائرة لنقل الركاب. يأتي ذلك في وقت رفضت فيه سلطات الانقلاب استقبال طائرة إسبانية استأجرتها الدوحة لنقل المصريين العالقين في قطر.

واستأجرت السلطات القطرية طائرة إسبانية يوم الجمعة الماضي، إلا أن سلطات الانقلاب امتنعت عن استقبالها قبل أن تقلع؛ بدعوى توقف جميع حركة الطيران الدولي في مطار القاهرة بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا.

رائحة الإنجاز!

وأشاد إعلام الانقلاب بالنصر المبين الذي حققه السفيه السيسي، عندما تم أولا التعاقد مع إحدى شركات الطيران المصرية، والتى وافقت على تأجير طائرة من أسطولها للقيام بنقل صناديق الرنجة، ثم تم أخذ الموافقة من شركة بوينج بصفتها المصنع للطائرة، ثم التقدم لسلطة الطيران المدني والتي وافقت على الطلب، وأخيرا كان الحصول على موافقة وزير الطيران في حكومة الانقلاب.

وبنبرة من الفخر يقول الناطق باسم حكومة الانقلاب: “الطائرة كانت من طراز بوينج 737، وجرى تجهيزها بطريقة علمية، راعينا فيها وزن الراكب الذى يتراوح بين 60 إلى 90 كيلو جرام، هي نفس الكمية التى كانت توضع على المقعد من الشحنة الموجودة، وقمنا بوضع نوع محدد ومعتمد من “الحبال”، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة وضع “الشبك”؛ وذلك لتغليف كل كمية من الحمولة لتكون مجمعة ومتراصة لزيادة في درجات الأمان، مع مراعاة ترك ممر وسط الطائرة حيث يحظر وضع أي جزء من الحمولة في الممر المواجد بين المقاعد داخل المقصورة” .

وأوضح الناطق: “تواصلنا مع عدد كبير من شركات الطيران المصرية لتشغيل طائرات الركاب بنفس الطريقة، وهذا الأمر مردوده كبير على شركات الطائرات المتوقفة، كذلك على الركب الطائر، وخصوصا الطيارين، والتى تنص “الرخص” الخاص بطيرانهم على ضرورة تحقيق عدد من ساعات الطيران كحد أدنى، والقيام بمثل هذه الرحلات قد ضمِن حفظ حصة مصر التصديرية في الأسواق العالمية وعدم ترك الملعب خاليا لتركيا وإيران”!.

وشنّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هجوما على النظام المصري؛ بسبب رفضه استقبال مواطنيه العالقين، مشيرين إلى أن المصريين بالدوحة هم حالة إنسانية في المقام الأول ولا يجب تسييسها، لافتين إلى أن الطائرات المصرية التي تسيّر الرحلات لأجل عودة المصريين في أوروبا ودول الخليج وإيصال المساعدات للخارج أولى بها عودة المصريين العالقين بالدوحة .

وكان المصريون العالقون بالدوحة قد ناشدوا سلطات الانقلاب إعادتهم لبلادهم برحلات خاصة على غرار ما حدث مع دول الكويت والسعودية، لكن القاهرة التزمت الصمت إزاء مواطنيها العالقين.

تعريف جديد للعالق!

وبعد نحو شهر من استغاثة آلاف العمال المصريين العالقين في عدد من الدول العربية والأجنبية، والراغبين بالعودة إلى بلدهم خوفا من تفشي فيروس كورونا، خرجت حكومة الانقلاب لا لتحل مشكلتهم وتعيدهم إلى وطنهم، بل لتعلن عن تعريف جديد للعالق، يستبعد هؤلاء العمال.

ففي بيان رسمي نشرته الصفحة الرسمية لمجلس وزراء الانقلاب، عرّفت حكومة العسكر “العالق” بأنه كل مصري كان في زيارة مؤقتة لإحدى الدول، أو كان مسافرًا بغرض السياحة، أو في رحلة علاج، أو في مهمة عمل، أو نشاط تجاري أو ثقافي، أو كان حاضرًا في مؤتمر بالخارج، أو من الطلاب الذين أغلقت المدن الجامعية الخاصة بهم، ولم يتمكنوا من العودة إلى مصر بسبب توقف حركة الطيران جراء تفشي فيروس كورونا.

ودعت حكومة الانقلاب من ينطبق عليهم التوصيف الجديد إلى تسجيل أسمائهم في أقرب سفارة مصرية، تمهيدا لإعادته إلى مصر، ولم يشمل تعريف العسكر آلاف العمال الذين تم تسريحهم من وظائفهم أو أُجبروا على الحصول على إجازة مفتوحة من دون راتب في عدد من الدول الخليجية بسبب التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا.

وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج في حكومة الانقلاب، نبيلة مكرم، دعت في رسالة العاملين بالخارج إلى الرفق بالوطن!، مؤكدة أن سلطات الانقلاب تسعى لإعادة كل المصريين الموجودين في الخارج، ولكن لا بد من الوعي بقدرة الدولة الاستيعابية، على حد زعمها.

وأضافت الوزيرة، في تصريحات صحيفة، أن الوزارة تعيد الآن العالقين من الخارج الذين لا يملكون إقامات ثابتة، أما المرحلة الثانية فستشهد إعادة المصريين الذين يحملون إقامات عمل في الخارج.

وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقطعا يظهر تجمعًا كبيرًا لعمال مصريين عالقين في الكويت أثناء وجودهم بمنطقة صحراوية للمطالبة بالعودة لمصر، كما يظهر في مقطع الفيديو مسئولا من القنصلية المصرية في الكويت محاولًا تهدئة العمال.

كما أظهرت فيديوهات نشرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 100 مصري عالقين بميناء ضبا السعودي منذ 25 مارس الماضي، وغيرهم العشرات في مملكة البحرين يطالبون بإعادتهم لمصر بعد إنهاء خدماتهم ونفاد أموالهم.

وبينما تتحدث حكومة الانقلاب والإعلام المؤيد لها عن صعوبة إحضار جميع المصريين العالقين بالخارج، نقلت وكالة الأنباء الرسمية في مصر، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس، قولها إن “وزير الخارجية مايك بومبيو وجّه الشكر لوزير خارجية الانقلاب سامح شكري ولشركة مصر للطيران على تنظيم رحلات خاصة لإعادة المواطنين الأمريكيين إلى وطنهم”.

الأمر الذي وصفه الكاتب الصحفي محمد منير بالعجيب والغريب، مؤكدًا أنه يكمل مشهد قيام مصر بإرسال طائرات مساعدات طبية لإيطاليا، في وقت تعاني فيه مصر نفسها فقرا وعجزا شديدين في تلك المعدات الطبية، على حد وصفه.

واستنكر تعامل حكومة الانقلاب مع أزمة العالقين في الخارج، واصفًا تعريف العالق بهذا الشكل بالمعيب، وقال إنه حمل في طياته تحايلا من قبل الحكومة المصرية في مواجهة الرأي العام والضغط الإعلامي الممارس عليهم.

وأضاف منير “لا يوجد فرق بين المواطنين المصريين كي يتم تصنيفهم، كما جاء في قرارات مجلس الوزراء، وأن جميع العالقين في الخارج ويرغبون في العودة، يجب أن يكون مرحبًا بهم في أي وقت، فهذا وطنهم”.