كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أنه أعطى توجيهات لوزيري الطاقة والخزانة لوضع خطة لدعم قطاع الطاقة في بلاده، ووصف الانهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط الأمريكي الخام، يوم الاثنين، بأنه قصير الأجل، وقال إن الإدارة تدرس وقف شحنات النفط القادمة من السعودية.
فما أسباب الانهيار الحاد في أسعار النفط الأمريكي الخام على ضوء المتغيرات الجارية في أسواق الطاقة العالمية؟ وما هي التداعيات الاقتصادية لهذه الأزمة؟ وإلى أي حد ستؤثر على علاقات واشنطن بالسعودية وغيرها من دول المنطقة المصدرة للنفط؟
عاد سعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي، إلى المنطقة الموجبة، بعد أن أُغلقت عمليات يوم الاثنين بتراجع إلى -37 دولارا للبرميل تسليم شهر مايو، وسط انخفاض الطلب بسبب تفشي وباء كورونا.
وقد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة على "تويتر"، على ألا يخذل صناعة النفط والغاز في بلاده، موضحا أنه أمر بإعداد خطة لتوفير التمويل اللازم لشركات الطاقة والوظائف في هذا القطاع لفترة طويلة مقبلة، وفي تصريح سابق قال ترامب إن الإدارة ستدرس وقف شحنات النفط القادمة من السعودية، واصفا الانهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط بأنه قصير الأجل وناجم عن ضغوط مالية.
كما قال ترامب: إن الإدارة تعتزم زيادة مستوى مخزون النفط الخام أيضا لحالات الطوارئ في البلاد مع هبوط الأسعار.
من جانبه حمل براين دارلينغ، خبير سياسات في الحزب الجمهوري، السعودية وروسيا المسئولية عن انهيار أسعار النفط؛ لأنهما أغرقتا الأسواق بالنفط .
وأضاف دارلينغ، في مداخلة هاتفية لقناة الجزيرة، أن السعودية وروسيا استغلّتا التراجع الاقتصادي بسبب فيروس كورونا للضغط على الأسعار والإضرار بالإنتاج الأمريكي للنفط، موضحا أنه من الصعب بيع النفط عند انخفاضه لهذا الحد.
وأعرب دارلينغ عن استغرابه من موقف السعودية لأنها تعد حليفا لأمريكا، ومن غير المقبول أن تشن حربا اقتصادية ضد واشنطن، موضحا أن المملكة تسعى للحصول على حصة أكبر في السوق العالمية للنفط من خلال الضغط على الشركات الأمريكية.
اتفاق مسبق
من جانبه رأى لقاء مكي، الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، أن السعودية لا يمكنها القيام بحرب أسعار من أجل الحصص دون التنسيق مع الإدارة الأمريكية، خاصة وأن سياستها النفطية لطالما ارتبطت بأمريكا بشكل كبير.
واستند مكي إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية الحرب النفطية، بأنه سيتدخل في الوقت المناسب، مضيفا أن تلك التصريحات تعني موافقته الضمنية على ما يجري وربما كان هناك تخطيط لأمر أكبر.
فائض العرض
بدوره قال الدكتور مصطفى شاهين، أستاذ الاقتصاد في كلية "أوكلاند" الأمريكية، إن السوق أصبحت تعاني من فائض ضخم من العرض، موضحا أن مخزون أمريكا من النفط وصل إلى حده الأقصى.
واستبعد شاهين أن تحل الأزمة بسرعة، خاصة أن فيروس كورونا قلل الطلب على النفط بشكل كبير، مما يؤدي إلى مزيد من الانخفاض ومشاكل اقتصادية للدول المنتجة للنفط.
