شاهد| هل يتحول اليمن إلى أسوأ بؤرة لفيروس كورونا في العالم؟

- ‎فيعربي ودولي

حذّرت منظمة الصحة العالمية من احتمال تأثير فيروس كورونا على أكثر من نصف سكان اليمن، وكانت المنظمة قد قالت إن النظام الصحي في اليمن ما زال يعاني من الهشاشة والضعف والنقص الحاد في أعداد العاملين.

وكانت اليمن قد سجلت 10 إصابات بكورونا، 7 منها في عدن و2 في عز، إضافة إلى حالتي وفاة.

ما مدى جدية المخاطر التي يشكلها فيروس كورونا على اليمن؟ وما حجم إدراك الجهات المسئولة لهذه المخاطر؟ وما مدى استجابة هذه الجهات للمخاطر التي تفرضها جائحة كورونا وإمكانية نجاحها في احتواء الفيروس؟.

أيام قليلة بعد تحذير الأمم المتحدة من انتشار سريع لفيروس كورونا في اليمن قد يؤدي إلى نتائج مميتة أكثر من العديد من البلدان الأخرى. أطلقت منظمة الصحة العالمية بدورها تحذيرا آخر يؤكد أن أكثر من نصف سكان اليمن معرضون للإصابة بالفيروس في ظل هشاشة القطاع الصحي المتأثر بشدة بالحرب المستمرة منذ أكثر من 5 سنوات.

ورغم تأكيد المنظمة العالمية أنها أبلغت السلطات في اليمن بخطورة الوضع عبر سيناريوهات مسنودة بالبيانات منذ الإعلان عن الجائحة قبل أشهر، إلا أن كورونا يظل يشكل تهديدا للشعب اليمني وللنظام الصحي ما لم يواجه بالإجراءات المطلوبة.

هشاشة القطاع الصحي بعد أكثر من 5 سنوات من الحرب العبثية تعزز السيناريو الأسوأ، هنا في حال انتشار الفيروس، بيان المنظمة دق مرة أخرى ناقوس خطر نبه له قبل شهور، سيظل الفيروس القاتل تهديدا كبيرا للشعب اليمني ونظامه الصحي المتعثر إذا لم تحدد حالات الإصابات وعلاجها وعزلها وتتبع مخالطيها على النحو السليم، حتى وإن كانت حالة واحدة، بحسب البيان.

رسميًا تتحدث السلطات عن 10 حالات فعليا، لا أحد يعرف كم حالة توجد في بلد مترامي الأطراف وفيه أكثر من سلطة وأكثر من جبهة مشتعلة في حروب داخلية وأخرى بالوكالة، لماذا فرضية النتائج المميتة في اليمن حتى قبل تفشي الجائحة؟

لأن نصف المستشفيات هناك خارج الخدمة جراء تداعيات الحرب الكارثية، وما بقي منها لم يدمر بغارة جوية يعمل جزئيا أو بنقص كبير في المعدات والطواقم الطبية والأدوية في بلد الشهد لا توجد 4 مختبرات لفحص الإصابة بكوفيد19 ، ويفتقر الأطباء إلى المعدات اللازمة لحمايتهم وهم في الصفوف الأولى لمواجهة وباء انهزمت أمامه حتى الدول الكبرى .

وقال عبد الحميد صيام، الخبير بشئون الأمم المتحدة: إن اليمن يعيش أكبر كارثة إنسانية بسبب الحرب، التي تسببت في تدمير البنية التحتية للقطاع الصحي وجعلت أكثر من 16 مليون يمني يتلقون المساعدات.

وأضاف صيام، في مداخلة هاتفية لبرنامج "ما وراء الخبر" على "الجزيرة"، أن انتشار كورونا في اليمن لن يكون قاصرا على منطقة محددة، بل سيشمل كل اليمن، مضيفا أن هجرة الكوادر الطبية من البلاد بسبب الحرب يفاقم الأزمة.

وأوضح أن الأوضاع في اليمن قبل الحرب كانت مأساوية، وكان ضمن قائمة الدول العشرين الأقل نموا في العالم، وبعد الحرب دمرت المنشآت الطبية المحدودة، مطالبا كل الأطراف السياسية بالعمل من أجل وقف إطلاق النار ومحاربة كورونا بصورة فاعلة.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة، إن تدهور البنية التحتية في اليمن يجعل الاستعدادات لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات لمواجهة كورونا، وهو الأمر الذي دفع التحالف السعودي الإماراتي إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد.

وحمل بشارة من يرفض وقف إطلاق النار مسئولية انتشار كورونا في البلاد، مضيفا أن الأمم المتحدة وضعت اليمن على قائمة أولوياتها في الوقاية من الفيروس، لكن هناك أطراف ترفض إيقاف الحرب. كما أن السعودية والإمارات قدمتا مساعدات طبية عاجلة، لكن اليمن بحاجة ماسة إلى مساعدة دولية كاملة.

وشدد على ضرورة وقف إطلاق نار فوري لا يتعلق بأي أجندة سياسية، وإنما من أجل تنسيق وصول مساعدات طبية عاجلة، والتنسيق على وصول المساعدات إلى كل اليمن دون تمييز.