يرى مراقبون أن مسلسل “النهاية” الذي تعرضه نفس المحطات التي تعرض مسلسل الاختيار، الواضح في هجومه بالزيف على الإسلاميين والإخوان في القلب منهم، أن حلقات المسلسل المتأخرة بدأت تتضح معها أن الحملة التي شنها الصهاينة في بداية المسلسل على برومو التسويق، والذي يبشر الصهاينة بنهاية دولتهم، كان يخفي بين كلمات الإدانة كلمات الدعاية والمتابعة غير المباشرة لترسيخ الماسونية، والتي هي أكبر من الصهيونية، من جانب الاختراق للعقول العربية ومنظومات النخبة وحظائر المثقفين ورجال الدولة العميقة منذ وقت طويل.
مفردات الدعاية لجماعة الماسون (البناؤون الأحرار) وكياناتهم المشهرة في مصر، بداية من الجامعة الأمريكية ووصولا إلى جمعيات الليونز والروتاري، انتظمت في المسلسل، ومنها جمل: “كلنا فاكرين ومش ناسيين، وكلنا علي العهد هنحافظ، الرب يريد، الرب يريد”.
“كلنا فاكرين ومش ناسيين.. كلنا في الانتظار وعلى العهد هنحافظ”، كلمات مشهورة يتبناها الماسون في كتبهم واجتماعاتهم، تطرقت إليها الحلقة الـ22 وتبعتها الـ 23 من المسلسل؛ تدعو لأفكار حركات الماسونية والتي أطلق عليها جلسات المحبة.
أما إياد نصار، يطلق عليه لقب “المنتظر”، فيتحدث عن قيام حرب شاملة تنهي العالم ليكون في المستقبل بعد ذلك بـ100 عام لا توجد إلا المجموعة التي تتبعه، والتي هي تقطن في مكان يُدعى الواحة.
المنحى الجديد الذي اتخذته قصة المسلسل لم يخفَ على أصحاب الوعي من المتابعين للمسلسل؛ ظنا منهم سلامة أهدافه بالدس الصهيوني في بداية عرضه، فيما كشفه النشطاء مبكرا وأبدوا استياءهم من التحول.
كلنا فاكرين ومش ناسيين كلنا ف الإنتظار و ع العهد هنحافظ
يعني من زين الروبوت ل الماسونيه ونجمه داوود 😔😔
رايحه بينا لفين تاني يا نهاية#النهايه_يوسف_الشريف#يوسف_الشريف pic.twitter.com/7X4ZkVFYVC— Mariam*Youssef (@MariamY57378635) May 16, 2020
https://twitter.com/mohamed10520505/status/1262080197483991048
ومن غير المطمئن على طريقة سير المسلسل هو تبني اللجان الإلكترونية لتغريدات مكررة على ألسنة أعضائها، إشادة بالمسلسل في جانب خرق كاتبه وبطله يوسف الشريف لمساحات غير مطروقة في الدراما المصرية.
فيقول أحد النشطاء، إن “رئيس الواحة.. إياد نصار هيطلع الشيطان أو المسيخ الدجال أو تكرار سفير جهنم مرة أخرى، أو توجهات الماسونية العالمية، وسوسن بدر هي الدساسة المسيح الدجال”. وأن المسلسل بات له شفرة بأنه “خليط روايات إنتخريستوس ورواية ١٩٨٤ ورواية يوتوبيا”!.
الناقد الفني إمام الليثي ربط بين أهداف مسلسل “الاختيار” بتشويهه وتزييفه، وبين مسلسل “النهاية”، ورأى أن بطل النهاية قام بالدعاية للماسونية العالمية ولم يهاجمها، وأن مساحات تناول هذا الجانب تكررت من قبل في مسلسل “كفر دلهاب”. معتبرا أن الموضوع أكبر بكثير من مجرد مسلسل، وأن أهداف المسلسل بدأت تتضح.
أما “إبراهيم” فأشار إلى رمزيات الماسونية في المسلسل من شخصية المسيح الدجال الأعور ومعجزاته، وعائلة روتشيلد اليهودية التي تسيطر على العالم، وظهور لاعب الكرة الصهيوني ميسي، والذي زار الكيان الصهيوني مرات وارتدى القلنسوة عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى.
لا فارق مع الاختيار
موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، قال إن الدراما الرمضانية تمول مخابراتيا لخدمة أهداف معينة، ومنها ما يستغل تناقضات العلاقة بين مصر والكيان الصهيوني.
ونقل الموقع عن سعيد الصادق، خبير علم الاجتماع السياسي، قوله: “على الرغم من أن المسلسل لا علاقة له بإسرائيل، إلا أنه دعاية تهدف لتعزيز صورة الحكومة المصرية بين العرب. خاصة وأن المنتج للعمل شركة “سينرجي” التي تمتلك روابط حكومية قوية”.
وقال صادق: “يبدو أنها كانت دعاية إعلامية متعمدة، لمواجهة الانتقادات القطرية ومن جانب الإخوان المسلمين، للحكومة المصرية، المتهمة ببيع الفلسطينيين بسبب صفقة القرن”. وتساءل: “لماذا وضعوا المشهد في الحلقة الأولى، على إسرائيل إذا أن تتقاسم مع المخرج حصة من الأرباح”.
وسخر “عاطف” من كاتب السيناريو عن الحديث عن الدعاية الإعلامية، وقال: “أنا لا أعلق على أمور تتعلق بالسياسة، لأن هذا ليس من اختصاصي.. دور المخرج هو الترفيه عن الناس”.
“ميدل إيست آي” أشار إلى أن مسلسل النهاية بعد الهجوم الصهيوني اجتذب جمهورا واسعا، منذ الحلقة الأولى في 24 أبريل، وهو ما قال عاطف إنه كان مفاجأة سارة.
ورجح خبير إعلامي مقيم في ألمانيا، رفض الإفصاح عن اسمه، لموقع “ميدل إيست آي”، أنه “من غير المعتاد أن تكون الحكومة في مصر دقيقة للغاية في هذا المسلسل، كما أنه يتحدث عن تفكك الولايات المتحدة، لكننا لم نسمع أبدًا من أي شخص في أمريكا بأنه غير سعيد بهذا الأمر”، ما يعني أن هناك اتفاقا على هدف المسلسل الخفي.