في مغالطة قبيحة لحديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي بشّر فيه بفتح القسطنطينية في قوله: “أول جيش يغزو مدينة هرقل (أي القسطنطينية) مغفورٌ له”، وأيضا قول النبي- صلى الله عليه وسلم- في بشارته: “لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”، نشرت دار الإفتاء بيانًا مطولًا على موقعها الإلكتروني، هاجمت فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفةً فتح المسلمين للقسطنطينية- إسطنبول حاليا- بـالغزو العثماني”.
واتهمت الإفتاء المصرية، في بيانها، الرئيس التركي أردوغان باستغلال الخطاب الديني وسلاح الفتاوى، لتثبيت أركان حكمه في الداخل التركي، وإبراز مطامعه السياسية في الخارج، بحسب زعمها.
وجاء في البيان أن العثمانيين احتلوا إسطنبول عام 1453، وحولوا كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، بعد 916 سنة من اعتمادها كنيسة.
وأضافت أنه في عام 1934، تحولت إلى متحف بموجب مرسوم صدر في ظل الجمهورية التركية الحديثة.
كما نددت الإفتاء المصرية، في بيانها، بما وصفته بتدخل تركيا في الشأن الليبي، حيث أرسلت آلاف المرتزقة إلى طرابلس، وأن أردوغان وظف مفتين ينتمون لجماعة الإخوان ليبرروا كل تلك الأفعال، بحسب مزاعمها.
وكان الأتراك قد أحيوا، في الـ29 من مايو الماضي، ذكرى فتح إسطنبول- القسطنطينية- بفتح المساجد وقراءة سورة الفتح، وذبح الذبائح، حيث أقيمت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا.
وأظهرت صور تم تداولها فرحة المصلين بعودة المساجد، التي فتحت أبوابها لأداء صلاة الجمعة بعد انقطاع لأكثر من 60 يوما.
وركزت الخطبة على أهمية هذا اليوم الذي يتزامن مع ذكرى فتح القسطنطينية، أو ما باتت تعرف فيما بعد بولاية إسطنبول، منوهة إلى أن المصلين في هذا اليوم يعيشون حماس الفتح مع فرحة عودتهم للمساجد.
موقف دار الإفتاء المشين أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال الدكتور محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف السابق، في تغريدة على حسابه على “تويتر”: “دار الإفتاء في مصر تصف فتح القسطنطينية بالاحتلال العثماني! ولا نستبعد إذا أن يصفوا فتح مصر بالاحتلال العربي”.
وأضاف الصغير: “دار الإفتاء المصرية تحولت إلى قسم من أقسام الشرطة، وتركت مسائل الفقه وتفرغت لقضايا السياسة، والدليل أنها لا تهتم إلا بتركيا دون بقية بلاد المسلمين، ومرصدها لا يرى إلا الرئيس أردوغان دون غيره من الزعماء، وما يصدر عنها في هذا الصدد لا يمت إلى الفقه أو الفتوى بصلة، ولا يساوي بَصَلة”.
وتابع الصغير: “بشر رسول الله ﷺ بفتح القسطنطينية مرارًا، ووصف ذلك بأجمل الأوصاف “لتفتحن القسطنطينية فلَنِعمَ الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش” رواه أحمد. وغيّر السلطان محمد بن مراد اسمها إلى إسلامبول، وعرف بعدها بمحمد الفاتح، ثم تأتي دار الإفتاء بمصر لتصف ذلك كله بالاحتلال العثماني تقربا إلى الشيطان”.
دار الإفتاء المصرية تحولت إلى قسم من أقسام الشرطة، وتركت مسائل الفقه وتفرغت لقضايا السياسة، والدليل أنها لا تهتم إلا ب #تركيا دون بقية بلاد المسلمين ومرصدها لا يرى إلا الرئيس #أردوغان دون غيره من الزعماء، وما يصدر عنها في هذا الصدد لا يمت إلى الفقه أو الفتوى بصلة، ولا يساوي بصلة. pic.twitter.com/7D0gscIJRt
— د. محمد الصغير (@drassagheer) June 7, 2020
بدوره قال الدكتور محمد الجوادي، المؤرخ المعروف، في تغريدة على حسابه على “تويتر”: “الحمد لله أن مولانا حسان استجاب لي ولم يهاجم تركيا حتى الآن، لكن #شوقي_النكرة حاول مهاجمة تركيا فقطع ثيابه الخارجية والداخلية في رعونة رعناء شعواء، لا يقبلها منه بوذي ولا هندوسي، بل إن المسيحيين يخجلون من أجله”.
الحمد لله ان مولانا حسان استجاب لي و لم يهاجم تركيا حتى الان
لكن #شوقي_النكرة حاول مهاجمة تركيا فقطع ثيابه الخارجية والداخلية
في رعونة رعناء شعواء لا يقبلها منه بوذي ولا هندوسي
بل إن المسيحيين يخجلون من اجله #أبوالتاريخ— د . محمد الجوادي (@GwadyM) June 7, 2020
من جانبه سخر الكاتب الصحفي سليم عزوز من بيان دار الإفتاء قائلا: “أهل بيزنطة يحكمون مصر!، دار الإفتاء المصرية تقول عن فتح القسطنطينية إنه احتلال عثماني! فإذا علمنا أنها كانت حينذاك عاصمة الدولة البيزنطية لوقفنا على أن القوم ينحازون لسلالتهم”.
وأضاف عزوز: “مرحبا بالبيزنطي شوقي علام مفتي الديار المصرية.. متى يتم تمصير هذا المنصب؟!”.
أهل بيزنطة يحكمون مصر!
دار الافتاء المصرية تقول عن فتح القسطنيطنية أنه احتلال عثماني!
فإذا علمنا إنها كانت حينذاك عاصمة الدولة البيزنطية لوقفنا على أن القوم ينحازون لسلالتهم
مرحبا بالبيزنطي شوقي علام مفتي الديار المصرية.. متى يتم تمصير هذا المنصب؟!— سليم عزوز (@selimazouz1) June 7, 2020
وعلق الكاتب الصحفي جمال سلطان قائلا: “صدق أو لا تصدق، دار الإفتاء المصرية تنشر اليوم بيانا، يصف فتح المسلمين للقسطنطينية بأنه “الاحتلال العثماني”، متصورة أن ذلك نكاية سياسية في #أردوغان، يعجز قلمي ولساني عن التعليق والله”.
صدق أو لا تصدق ، دار الإفتاء المصرية تنشر اليوم بيانا ، يصف فتح المسلمين للقسطنطينية بأنه "الاحتلال العثماني" ، متصورة أن ذلك نكاية سياسية في #اردوغان ، يعجز قلمي ولساني عن التعليق والله !!
— جمال سلطان (@GamalSultan1) June 7, 2020
الدكتور مراد علي، الخبير في الإدارة الاستراتيجية وإدارة الأزمات، علق قائلا: “لا تجعلوا الخلاف السياسي ينسينا ثوابت ديننا وأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فهذا التاريخ ليس ملكا لقومية ولا لدولة، ولكنه فخر للأمة الإسلامية جميعا… اللهم وحد صفوفنا واحفظ علينا ديننا”.
لا
تجعلوا الخلاف السياسي ينسينا ثوابت ديننا وأحاديث رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم فهذا التاريخ ليس ملكاً لقومية ولا لدولة، ولكنه فخر للأمة الإسلامية جميعاً… اللهم وحد صفوفنا واحفظ علينا ديننا pic.twitter.com/7zsJSwuMmz— Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) June 7, 2020