أعلنت تركيا أنها ستجري مناورات بحرية جديدة في شرق المتوسط، يأتي هذا غداة بدء اليونان وحلفاؤها مناورات في المنطقة. وأكدت أنقرة أنها لن تسمح بالمساس بحقوقها في شرقي المتوسط وقد دعا حلف الناتو أنقرة وأثينا إلى الحوار وتجنب التصعيد. فما الدوافع الحقيقية وراء استنفار اليونان وحلفائها الأوروبيين والعرب في مواجهة تركيا في شرق البحر المتوسط وما احتمالات انزلاق هذا التوتر المتصاعد إلى مواجهة عسكرية.
غداة بدء اليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا مناورات مشتركة في شرق المتوسط وبعد الكشف عن إرسال الإمارات مقاتلات من طراز f16 إلى جزيرة كريت للمشاركة في مناورات مشتركة مع اليونان بالتزامن مع أعمال البحث والتنقيب التركية في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط جاء إعلان وزارة الدفاع التركية عن إجراء مناورات بحرية في المنطقة وتتضمن هذه المناورات التدريب على إطلاق النار في الأول والثاني من الشهر المقبل.
وصرح وزير الدفاع التركي بأن منطقة المناورات تقع جنوب مدينة اسكندرون في محافظة هاطاي جنوبي تركيا وقد حددت قيادة القوات البحرية في أنقرة في نشرة ملاحية إحداثيات منطقة المناورات في البحر وطلبت من جميع السفن الابتعاد عن منطقة المناورات لضمان سلامتها.
قلق من التوتر
وقد أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن قلقهما من التوتر في شرق المتوسط وحثا اليونان وتركيا على حل خلافاتهما عبر الحوار وتجنب التصعيد وهو ما أكد عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في اتصالين مع الرئيس التركي ورئيس الوزراء اليوناني.
وفي لقاء مع صحفيين أتراك في أنقرة دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اليونان إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع تركيا وعدم اللجوء لحماية الدول الأوروبية وشد على أن بلاده لن تسمح باغتصاب قطرة واحدة من مياهها الإقليمية.
وقال الدكتور حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف، المناورات التركية واليونانية في شرق البحر المتوسط هدفها تحسين موقفهما في أي مفاوضات مقبلة.
وأضاف عبيدي في مداخلة هاتفية لبرنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة، أن فرنسا فشلت في حملتها ضد تركيا ولم تتمكن من حشد الدول الأوروبية ضد أنقرة على الرغم من حصول اليونان على دعم قوي من الاتحاد الأوروبي، فيما التزمت ألمانيا موقفا محايدا.
وأوضح عبيدي أن الغاز ليس هو السبب الأساسي للصراع في شرق المتوسط، لكن الصراع في حقيقته هو على النفوذ في المنطقة، مضيفا أن السبب في تأجيج الصراع غياب الولايات المتحدة عن المنطقة، وسعي دول أخرى للقيام بدور كبير في المنطقة.
وأشار عبيدي إلى أن أمريكا ودول أخرى تفضل إبعاد حلف الأطلسي عن هذا النزاع، حتى لا يتورط في نزاعات بين أعضائه، وهو الأمر الذي ربما ترغب فيه روسيا.
من جانبه استبعد العميد المتقاعد إلياس حنا الخبير العسكري والاستراتيجي، اندلاع حرب بين الأطراف المتصارعة شرقي البحر المتوسط لأنها مكلفة، مضيفا أنهم ينطلقون من مبدأ "الغائب خاسر"، ومن ثم فالجميع يسعى لإثبات وجوده.
وأضاف حنا في حواره مع برنامج "ما وراء الخبر" أن الثروة الموجودة في شرقي المتوسط هي السبب وراء الصراع الجيوسياسي شرقي المتوسط والملقب بـ"دبلوماسية القوى البحرية".
وأرجع حنا الغياب الأميركي إلى تركيز واشنطن على صراعها مع الصين، وهو ما سمح بوجود روسيا وفرنسا في المتوسط.
