على طريقة ديكتاتوره المفضل.. هل يطلب ترامب تفويضًا لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل؟

- ‎فيتقارير

انتهت الانتخابات الأمريكية على كابوس، فلا ترامب فاز ولا تم تحجيم إيران ولا وقف مشروعها النووي، وحصار قطر يتصدع بوجود دعوات جدية للمصالحة، والكيان الصهيوني فقد بريق جوهره الزائف، فلا هو قادر على وقف مشروع إيران، ولا قادر على منع المحاكمات الجنائية لبعض أنصارها..

كان من الممكن أن ينهزم ترامب مرة واحدة ويعترف بالهزيمة وينصرف كبقية الرؤساء الأمريكيين السابقين، لكن بعناده هاهو ومنذ 4 أيام ينهزم كل ساعة هزيمة ويتجرع قهر الهزيمة بكرة وأصيلا، وفي الأخير سيعترف بالهزيمة ويغادر البيت الأبيض، والمضحك أن صهاينة العرب يتألمون أكثر منه.

ولكن ماذا بخصوص الحكام العرب عبيد السيد ترامب إذا نجح منافسه بايدن، هل سيسمون أيتام ترامب، بعد أن استطاع إذلالهم إلى أقصى حد، سواء بالأوامر أو بالتصريحات العلنية أو المكتوبة كتغريدات على "تويتر"، وهل وقوف الإعلام العربي مع ترامب سوف ينقذ صورتهم من الإذلال، حتى لو حصلت معجزة ونجح ترامب؟!

عزبة ترامب..!

المشاهد التي تنقلها وكالات الأنباء مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية، لتغطية انتخابات الرئاسة توحي أنها في إحدى دول العالم الثالث المحكومة بحكم عسكري، أو بنظام استبدادي يستخدم مؤسسات الدولة لصالحه، ولا مانع لديه من انهيار البلد في سبيل بقائه كما الحال في مصر، والتي يحكمها انقلاب عسكري دموي منذ 30 يونيو 2013.

ويتطلع العرب لا سيما المصريين بحسد إلى أمريكا والغرب، وإلى الدول ذات الأنظمة الديمقراطية، وحلمهم أن يصبحوا مثل هذه الدول، وأن يعيشوا بالسلام والطمأنينة التي تعيش بها شعوب تلك الدول، وأن يكون لهم رؤساء جمهوريات يتبدّلون، ويتركون مناصبهم بعمليات ديمقراطية، بدون ثورات وبدون عنف وبدون مطالباتٍ شعبية قد تتحول في لحظة إلى جحيم، وبدون إعلام مرتبط بالأجهزة الأمنية يدافع عن النظام ويشوه صورة معارضيه.

وكان حلم المصريين في ثورة 25 يناير 2011 أن يكون لديهم حكومات تحترم الديمقراطية، وتعتبر الرئيس مجرد موظف، لديه مهمة ومسئوليات جسيمة، وأنه قد يُحاسب إن أخطأ أو أفسد، وأنه ليس مندوبا من رب العالمين ليحكم الأرض إلى الأبد، وليس حتما نبيا لديه أتباع مستعدون لقطع رقاب من تسوّل لهم أنفسهم عدم الإعجاب به!

يقول الناشط السياسي مصطفى غاندي: "لو نتيجه فوز بايدن هتكون خروج معتقل واحد من مقابر نظام السيسي يبقى طبيعي أكون بتمني فوزه علي عكس الفاشيين اللي بيتمنوا فوز ترامب علشان بيدعم استبداد حكامهم اللي بيسبحوا بحمدهم".

ويقول صاحب حساب الملاك الحزين: "تخيل  يامؤمن ترامب دخل لشعبه ٤٨٠ مليار دولار عدا ونقدا من مكان واحد ومع دلك مهدد بالخساره ف الانتخابات ..احنا عندنا السيسي بنغتصبنا يوميا ويهدم بيوتنا وتسرق اموالنا والاعلام بيقنعنا انه دكر وخايفين يغور البلد تقع احنا ف راسنا مخ ولا خلفه كلب؟".

ويقول الناشط محمد فتحي: "أقولها لكم بكل صراحه بايدن فاز وقضي الامر ولكن المعضله ان ترامب لم يستوعب بعد انه طرد من وظيفته برغبة الشعب مش مصدق نفسه انه غير مرغوب فيه ولا مرحبا بيه كرئيس كتير حكام مصدقين نفسهم انهم حكام وشعوبهم تحبهم وهم واهمون بل هم غير مرحب بهم مثل السيسي وبشار وحفتر وبن سلمان وغيره".

وبترقب وحذر، يتطلع السفاح عبد الفتاح السيسي وعصابته إلى واشنطن، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب.

أموال مصرية

وعلى خلاف الانتخابات السابقة التي شهدت شبهات بوصول أموال مصرية لدعم حملة المرشح الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب عام 2016، لم يصدر عن عصابة الانقلاب بالقاهرة أي توجه أو تأييد نحو أي من المرشحَيْن الرئاسيين سواء ترامب أو بايدن؛ فيما يبدو السفاح السيسي رغبة في استمرار دعم البيت الأبيض له ولعصابة الانقلاب العسكري، وفق مراقبين.

ووفق مؤشرات وخبيرين في العلاقات الدولية، لا يحبذ السفاح السيسي وجود تغيير داخل البيت الأبيض، قد يصنع مشاكل وانتقادات لعصابته في ملفات تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان. وظهر الاعلامي معتز عبد الفتاح أمس على فضائية المحور ينعي خسارة ترامب، ويكشف حجم تخوف عصابة الانقلاب من مجئ بايدن، ويقول:" بايدن حيقرفنا ويسألنا عن السجون والأحزاب وقادة الرأي فين، ترمب كان بيخلينا نعمل اللي احنا عاوزينه!".

ويصف مقربون وإعلاميون من دائرة عصابة الانقلاب بمصر بايدن بأنه امتداد لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، الذي لم يدعُ السفاح السيسي لزيارة البيت الأبيض طوال فترة رئاسته، وتنكّر له في أكثر من مناسبة.

وظهرت انتقادات بايدن للسفاح السيسي إلى العلن في وقت مبكر، إذ قال في منتصف يوليو الماضي "لا مزيد من الشيكات الفارغة لدكتاتور ترامب المفضل"، وهو وصف استوحاه من ترامب، جاء في سياق انتقادات بايدن لوضع حقوق الإنسان بمصر، شملت رفضه لاعتقال وتعذيب ونفي النشطاء المعارضين وتهديد عائلاتهم.

وتقدم واشنطن للقاهرة نحو 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية، بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية، منذ توقيع العسكر معاهدة السلام مع كيان العدو الصهيوني عام 1979. وما يعزز من حالة قلق عصابة الانقلاب بمصر، تجاه فوز بايدن مطالبة أعضاء بالكونجرس الأمريكي ونواب بالبرلمان الأوروبي عبر رسائل منفصلة وجهوها إلى السفاح السيسي باحترام حقوق الإنسان والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين في مصر.

الإرهاب المحتمل..!

وحقق المرشح الديمقراطي جو بايدن تقدما أكبر في طريقه إلى البيت الأبيض الجمعة بتصدره نتائج الانتخابات في ولايتي بنسلفانيا وجورجيا الحاسمتين، غداة اتهامات جديدة بالتزوير أطلقها من دون دليل الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي يواصل التأكيد أنه فاز في هذا الاقتراع.

في مواجهة النتائج التي جاءت إجمالا لمصلحة منافسه، تحدث ترامب مجددا الخميس عن تزوير من دون أن يقدم أي عناصر جديدة، وقال "إذا أُحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة، إذا أُحصيت الأصوات غير القانونية يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منّا"، وقطعت محطات تلفزيونية أميركية عدة النقل المباشر للكلمة التي ألقاها ترامب بسبب تضمنّها "سيلا من الأكاذيب". ويبدو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة بعد أكثر من يومين على الانتخابات معزولا داخل حزبه في حملته على "سرقة" الاقتراع الذي يقول إنه ضحية لها.

وخلال كتابة هذا التقرير، تميل النتائج إلى جو بايدن، وفي انتظار ظهور الدخان الأبيض يعيش العالم كله في ترقبٍ يضع الولايات المتحدة في مقدمة العالم، وهي الميزة التي احتفظت بها منذ سقوط المعسكر الاشتراكي وحل الاتحاد السوفييتي ثم سقوط جدار برلين، أي منذ انهيار الحلف الوحيد المنافس، عسكريا وسياسيا واقتصاديا للولايات المتحدة.

وربما من الصعب فهم تأييد الديكتاتوريين العرب للرئيس ترامب، على الرغم من عنصريته ضد العرب وضد الأفارقة وضد اللاتين وضد الهنود، وعلى الرغم من شعبويته الفجة والوقحة وعنجهيته، وعلى الرغم مما أنتجته سياساته من كوراث، خصوصا ما يتعلق منها بالتغير المناخي وفيروس كورونا.

من الصعب أيضا فهم نفسية مؤيديه في الداخل الأمريكي، فإن كانت شعبويته تدغدغ عنجهية التفوق الأبيض الأمريكي لكثيرين ممن يملكونها من الأمريكيين، فإن من المستغرب أن يحظى رئيس مثله بدعم أمريكيين عرب مهاجرين سواء مسيحيين ومسلمين واللاتينيين وبعض الأفارقة ومهاجرين من الدول الديكتاتورية، وهو واضح الرأي بخصوص معاداته المهاجرين وعنصريته تجاههم، فهل كما يقول المثل المصري " القط لا يحب أحدا سوى من يخنقه"!