شاهد| تداعيات فوز جو بايدن على الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية

- ‎فيتقارير

أعلنت وسائل إعلام أمريكية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة أمام منافسة الجمهوري دونالد ترامب.

وأصبح لدي بايدن 284 صوتا بالإضافة إلى أصوات نيفادا يصل إلى 290 صوتا في المجمع الانتخابي الذي يتطلب فقط 270 صوتا للمرشح كي يفوز.

وقال جو بايدن للأمريكيين يشرفني أنكم اخترتموني لقيادة بلادنا العظيمة وسأكون رئيسا للأمريكيين، فيما شكك دونالد ترامب في إعلان بايدن فوزه.

من جانبه قال الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته في تغريدة له على تويتر إن فريقه القانوني سيعقد مؤتمرا صحفيا في فلاديلفيا اليوم.

وقال المرشح الديمقراطي جو بايدن في كلمة ألقاها فجر اليوم ثقته بالفوز في الانتخابات الرئاسية لكن دون أن يعلن النصر في ذلك الوقت موضحا أنه في طريقه للحصول على أكثر من 300 صوت في المجمع الانتخابي معبرا عن أمله في أن يتحدث إلى الأمريكيين وهو ما سيحدث بعد قليل.

من جانبها اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقال لروجر كوهين تحت عنوان الشعب مقابل دونالد ترامب أن الفترة التي قضاها الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض كانت كابوسا على وشك الانتهاء.

في السياق دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم السبت الإدارة الأمريكية المقبلة إلى التعلم من تجربة إدارة الرئيس المنتهية ولايته ترامب في التعامل مع إيران مشددا على أن سياسة فرض العقوبات لن تحقق أهدافها.

الدكتور نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير، رأى أن إعلان فو جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة دليل على صوت الأغلبية الأمريكية التي صوتت بواقع 145 مليون ناخب منها 74 مليون لصالح جو بايدن وبمعدل 290 في المجمع الانتخابي.

 وأضاف عوض في مداخلة هاتفية لبرنامج "كل الأبعاد" على قناة "وطن" أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أصدر بيانا هنأ فيه المرشح جو بايدن بالفوز بالرئاسة رقم 46 في تاريخ الولايات المتحدة وأعرب عن تطلعه لفتح صفحة جديدة، كما ذكرناه بوعوده التي قطعها لنا خلال لقاءاته معنا سواء إلغاء قرار دخول المسلمين من 7 بلاد إسلامية للولايات المتحدة وكذلك إشراك المسلمين في الإدارة القادمة سواء في حقائب وزارية استشارية أو دبلوماسية بالإضافة إلى عدد كبير من الملفات الداخلية والخارجية التي قدم المجلس مقترحات بشأنها ونتطلع إلى صفحة جديدة.

وأوضح عوض أن أصوات المسلمين والعرب تجاوزت فاق المليون ناخب ونسبة المشاركة كانت تاريخية ووصلت إلى 84% صوت 69% منهم لجو بايدن وحسموا الانتخابات في العديد من الولايات منها بنسلفانيا وأريزونا وويسكنسن، مضيفا أن المسلمون في هذه الولايات منظمون، وهو ما يفسر اتهام ترامب المدير المسؤول عن فرز الأصوات في فلادلفيا بولاية بنسلفانيا وهو مسلم بالعنصرية.

وأشار إلى أن الأغلبية الأمريكية ألغت نفسها عندما صوت حوالي 2 مليون في الاتجاه الآخر، ومن حسم الأصوات بضعة آلاف، وواجبنا كنشطاء مسلمين ساهموا بشكل ملحوظ في العملية الانتخابية أن نأخذ موقعنا الحقيقي على الطاولة السياسية ولا نتراجع ولا يجب أن نقلل من أهمية مشاركتنا في نجاح جو بايدن.

ولفت إلى أن ما يهم المواطن المسلم والعربي هو ما يهم كل الأمريكيين من ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر نجاعة في مواجهة وباء كورونا وتقديم العلم والطب والمستشارين المختصين وعدم الارتجال كما حدث خلال فترة حكم ترامب، مضيفا أن عدد الإصابات وصل إلى 100 ألف حالة يوميا ويتوقع زيادة أعداد الوفيات خلال الفترة المقبلة.

أيضا معالجة النمو الاقتصادي الذي يتراجع بشدة أمام الارتجالية في اتخاذ القرارات الاقتصادية، وكذلك إعادة اللحمة بين صفوف المجتمع على مبدأ المساواة واحترام آراء الآخرين والبعد عن التمييز بين المواطنين على أساس الفروق العرقية والدينية واعتبارها معيار في التعامل.

وتابع:"ترامب لم يأتي بالإسلاموفوبيا لكنه طورها وشرعنها وأعطاها ضوء أخضر وبغيابه لن تختفي ولن تغيب عن المشهد السياسي، لكننا سنتطلع إلى فتح صفحة جديدة وسنستمر في الكفاح ضد العنصرية وضد سوء استخدام القانون وإلى إشراك المسلمين في العملية السياسية أكثر مما عهدناه في الإدارات السابقة خصوصا أن المسلمين شاركوا بنسب قياسية باعتراف الحملات الانتخابية لكلا المرشحين".

واستطرد:"التقى جو بايدن بنا وعقد اتفاقا سياسيا كما حدث مع الأطراف الأخرى، ونحن لا نبالغ بقوة المسلمين لكن أمامنا مشوارا كبيرا في إصلاح الانطباعات السيئة عن الإسلام".

وأردف:"السياسة الخارجية تهم المسلمين الأمريكيين خصوصا في القضايا الساخنة مثل القضية الفلسطينية والتوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط وعودة الولايات المتحدة إلى المعاهدات الدولية وكذلك المنظمات الدولية الإنسانية والطبية والثقافية وكذلك الإستراتيجية مثل حلف الناتو".        

حسام شاكر الكاتب والمحلل السياسي، رأى أنه في الداخل الأمريكي توجد استحقاقات وعلى الرئيس الجديد اتباع طريقة إصلاحية لإصلاح ما خربه ترامب وهناك الكثير من الملفات العالقة في هذا الشأن سواء على صعيد العلاقات الداخلية بين المكونات أو على صعيد بعض السياسات المحلية.

وأضاف شاكر في مداخلة هاتفية لبرنامج "كل الأبعاد" على قناة "وطن" أن هذا الملف سيمثل إشكالية للإدارة الجديدة باعتبار أن الجمهوريون يسيطرون على الكونجرس، مضيفا أن فترة حكم ترامب كانت مجازفة كبيرة لسمعة الولايات المتحدة وأضرت بصورة الولايات المتحدة الأدبية في الداخل والخارج.

وأوضح شاكر أن أمريكا في العالم يمثل عنوانا كبيرا أيضا، بعد أن عاش العالم أوقات عصيبة طوال السنوات الماضية في ظل تغريدات ترامب الليلية التي كان يطلقها بتوقيت الشرق الأوسط وتسببت في قلق كبير لدول العالم وكذلك المواقف المتشنجة إزاء القضايا المختلفة، كما حدث في قمة الدول السبع الكبار وانسحابه من عدد من الاتفاقيات الدولية، مشيرا إلى أن ترمب أزعج العالم وأوجد صدوعا في علاقات الولايات المتحدة مع حلفاؤها وعلى بايدن معالجة هذه الصدوع.

وحول تأثير هزيمة ترامب على الإسلاموفوبيا، أشار شاكر إلى أنه لولا وجود ترامب في البيت الأبيض ما كنا لنسمع تعبيرات متشنجة من القيادة الفرنسية، أو تلك التصرفات المتطرفة بحق المسلمين في الهند، متوقعا أن تبقى العنصرية داخل المؤسسات لكن بشكل أقل كثيرا عنها في عهد ترامب.

ولفت إلى أن الإسلاموفوبيا حالة متفاقمة ورائها صناعة وخطوط إنتاج ومؤسسات تعمل ليل نهار في هذا الشأن وهناك من يجعلونها لقمة عيشهم ومصدر رزقهم لكن صدور تصريحات متعقلة من الرئيس الجديد ربما يسهم في تراجع الإسلاموفوبيا .       

 

 

https://www.facebook.com/watanegypt/videos/665914684055121