ضغوط انتقائية بملف الحريات.. لماذا يبقى الإسلاميون لا بواكى لهم فى الغرب؟

- ‎فيأخبار

وكأن التاريخ يعيد نفسه، فالدكتاتور جمال عبدالناصر في الستينيات وصل عاصمة الإتحاد السوفيتي وقتها "موسكو"، وزار ضريح لينين؛ فعاد إلى مصر وأفرج مباشرة عن اليساريين، وعلق الشيخ سيد قطب و5 آخرين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين على المشانق، واليوم تتدخل قيادات الحزب الديمقراطي الأمريكي في الكونجرس فضلا عن ممثلة هوليود جوهانسون سكارليت؛ للإفراج عن ليبراليي الحقوقيين ممثلين في ثلاثة محامين بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، فيفرج عنهم بوقت قياسي، وأمامهم على بعد أمتار قليلة، هدى عبدالمنعم حقوقية ستينية توقفت كليتها اليسرى وباتت اليمني في حالة ارتجاع، ولكن يبدو أن (طرحتها) لم تلق قبولا غربيا لكي يضغطوا للإفراج عنها، فضلا عن نحو 70 ألف معتقل ينتمي معظمهم للإسلاميين.
الناشط عاصم كمال، يرى أن سياسيي الغرب منافقون كما كل السياسيين، بل ينسحب نفاقهم على غير السياسيين أيضا. ومن غير السياسيين، قال إن زاوية المشترك من القيم يجعل بعضهم يدافع ويضغط للمتفقين مع أفكاره لاسيما من الإعلاميين ومشاهير هوليوود، يا ترى ما هو مستوى القيم الذي تشترك فيه معهم؟ و لو كان العكس هل كنت ستنادي بحقوقهم و حريتهم إذا ما سجنوا أو عنفوا؟.
الإعلامي ‏أسامة جاويش، قال إن "الإفراج عن أي شخص هو خبر مفرح .. التضامن مع المظلوم واجب إنساني .. الضغط الدولي مؤثر ومفيد وسريع المفعول .. النظام المصري كيان هش يخشى الخارج .. التواصل الدولي من واجبات المرحلة .. الانتقائية في التضامن أمر معيب .. السيسي ديكتاتور هزيل لا كرامة له .. إعلام السيسي هو آلة نفاق تكذب كما تتنفس.. مبروك إخلاء سبيل أعضاء المبادرة المصرية للحقوق الشخصية".
انتقائي بلا ريب
الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية وعبر "فيسبوك" قال إن "الغرب بحكوماته وسياسيّيه وجزء من إعلامه ونشطائه في مجال حقوق الإنسان، ساقطين أخلاقياً وقيمياً وسياسياً، وأن مفهومهم للعدالة مفهوم انتهازي وانتقائي لا يساوي بين المظلومين، لذا فلا خير يُرتجى منه أو التعويل عليه". وأضاف أن المعتقلين الإسلاميين ليس لهم ثمن على الساحة الدولية، ولا يحميهم "ضهر" سياسي، كما هو الحال مع نظرائهم العلمانيين والليبراليين في بلادنا، وهي مسألة لها أسباب عديدة بعضها إيديولوجي والأخر سياسي والثالث براجماتي.
أمثلة واضحة للانتقائية
واعتبر العناني، الأستاذ بجامعة هوبكنز الامريكية، مثال ذلك أنه "لم يخرج بيان إدانة وطالب بالتحقيق في وفاة المواطن الأمريكي من أصل مصري مصطفى قاسم الذي مات بأزمة قلبية في السجن في يناير الماضي، رغم أنه يحمل الجنسية الأمريكية كونه محسوب على الإسلاميين". وأضاف "لا يوجد اهتمام أو ضغط حقيقي بمصير حوالي 50 ألف معتقل في مصر جميعهم يواجهون نفس التهم الهلامية بالإرهاب أو الانتماء لمنظمة إرهابية، ولا يوجد اكتراث بمصير الآلاف الذين تم تشريدهم بسبب سجن ذويهم". وأشار إلى أنه "لا يوجد تعليق من نجوم ونجمات هوليوود على سجن العقرب الذي هو بمثابة مقبرة للأحياء ومن به من المعتقلين الذين لم يستقبلون زيارة واحدة على مدار أربع سنوات وأكثر". وتابع: "لا يوجد أي ضغط خارجي للإفراج عن المعتقلين المرضى وكبار السن، الذين لم يرتكبوا أية جريمة سوى التعبير عن رأيهم ومنهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور حازم حسني".
تحركات الإسلاميين
نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين إبراهيم منير، في حوار مع على "الجزيرة مباشر" السبت، توقع ألا يمارس بايدن "فورا" ضغوطا على رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي للإفراج عن معتقلي الجماعة، مضيفا أنه "يحتاج وقتا ليرتب نفسه". وأضاف: "لا نتصور أنه يمكن أن يفعل شيئا حاليا، ولكن ندرك أنه مع التقارير التي سيطلع عليها سيتبين أن الكلام الذي وصل إليه عنا من قبل غير صحيح".
وعن الاتهام بالبراجماتية وما يمكن أن تقدمه الجماعة لبايدن، قال منير: "تعبير نقدم لأمريكا صعب ولا نقبل به فلن نقدم لأمريكا شيئا، نحن سنقدم للعالم الإسلام السياسي وسيجدونه مختلفا عما كان يقال". وطالب الإدارة الأمريكية بأن "تعود لقيم الديمقراطية واحترام إرادة الشعوب". ورجح ألا تكون سياسية بايدن مع مصر كآخر أيام وجوده كنائب للرئيس الأمريكي باراك أوباما، قائلا: "الأمر اختلف هناك سنوات مضت والخارجية والإدارة الأمريكية راجعت ما يتم بمصر ولن تكون سياسات بايدن كما مضى". وأكد أن الصورة عن الجماعة "تغيرت" عما كانت من قبل لدى الإدارة الأمريكية. وأشار إلى إتمام لقاءات سابقة مع مسؤولين بالخارجية الأمريكية ومراكز دراسات أمريكية لتوضيح ذلك.
وعن تواصل الجماعة مع إدارة بايدن، أجاب منير: "هذا ليس وقته ولكن ما نرسله وما يحدث من لقاءات مع أعضاء مجلس الشيوخ ونواب أعتقد أن هذا يكفي، وأعتقد أن الباب سيفتح، ونحن لا نعول على بشر نعول على قدر الله، ولكن سنأخذ بالأسباب".