استشهاد المعتقل عاطف سالم نتيجة التعذيب في “الأمن الوطني” بالعاشر من رمضان

- ‎فيحريات

وثق فريق "نحن نسجل" الحقوقي جريمة جديدة للقتل خارج إطار القانون تحت وطأة التعذيب داخل مقر جهاز الأمن الوطني بمدينة العاشر من رمضان للمحاسب عاطف إبراهيم السيد سالم. وذكر الفريق أن الضحية يبلغ من العمر 57 عاما وتم اختطافه من قبل قوات الانقلاب بالعاشر من رمضان من كمين أمني يوم السبت الماضي، 6 فبراير، وتم اقتياده إلى مقر جهاز الأمن الوطني حيث تعرض لعملية تعذيب بشع توفي خلالها وسط محاولة للتكتم على الجريمة من قبل وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب. ثن نقل جثمان الشهيد فى سرية تامة إلى مستشفى التأمين الصحي بمدينة العاشر من رمضان، ولم بتم إبلاغ أسرته إلا بعد وفاته بيومين ليطلبوا منهم التوجه لاستلام جثمانه، كما أجبروهم على إجراء مراسم الدفن ليلا ومنعهم من رؤيته.
قافلة الشهداء
ومنذ مطلع فبراير الجاري استشهد 3 معتقلين في أقل من 48 ساعة داخل أقسام شرطة بالدقهلية نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا وتدهور حالتهم الصحية وعدم حصولهم على حقهم في العلاج وعدم السماح بنقلهم للمستشفى إلا بعد فوات الأوان ، حيث وثقت منظمات حقوقية وفاة المعتقل رشدي شمس الدين داخل المستشفى الذي لم ينقل إليه إلا بعد تدهور حالته الصحية بشكل بالغ نتيجة إصابته بفيروس كورونا أثناء احتجازه بمركز شرطة المنصورة، كما استشهد المعتقل محمود محمد محمد العجمي، البالغ من العمر 65 عاما، ويعمل أخصائي اجتماعي بمدينة طلخا بالدقهلية، وتوفي فجر الأربعاء 3 فبراير نتيجة الإهمال الطبي على إثر إصابته بفيروس كورونا بعد اعتقاله يوم 25 ديسمبر الماضي واحتجازه بقسم شرطة طلخا.
أيضا استشهد المعتقل مصطفى أبو الحسن، 57 عاما، جراء إصابته بكورونا خلال احتجازه بشكل غير قانوني بقسم شرطة ميت غمر بالدقهلية حيث ذكرت أسرته أنه توجه إلى قسم الشرطة مؤخرا لاستخراج صحيفة الحالة الجنائية، إلا أن أجهزة أمن الانقلاب ألقت القبض عليه، واحتجزته بقسم شرطة ميت غمر، وحاولت أسرته زيارته بقسم الشرطة يوم الجمعة 29 يناير لكن الشرطة منعت زيارته، وأخبرتهم بأنه اُصيب بكورونا ويتلقى العلاج. حتي فوجئت الأسرة بنقله إلى مستشفي العزل بعد تدهور حالته الصحية، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى مقيدا في سريره بالأصفاد بعد أربعة أيام.
إهمال طبي متعمد

وبتاريخ 24 يناير الماضى 2021 تم الإعلان عن وفاة الشيخ المعتقل عبدالعال حامد عبدالعال، ليصبح الشهيد الثالث في 2021 في سجون الانقلاب، عن عمر 68 عاما، وهو إمام وخطيب مسجد الإسراء بمدينة برج العرب بالإسكندرية داخل محبسه بسجن برج العرب نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له لسنوات داخل السجن.
وذكر مصدر مقرب من أسرته أن الشهيد من أبشواي الملق، مركز قطور بالغربية ويقيم في مدينة برج العرب، وارتقى يوم 20 يناير، وتم وضع جثمانه في مشرحة كوم الدكة دون أن يتم إخبار أسرته لاستلامه ودفنه إلا يوم 24 يناير.
وهو معتقل منذ 2014، وتوفى متأثرا بأمراض الكبد التي عانى منها وسط الإهمال الطبي الممنهج في سجن برج العرب، وهو ما يتكرر في كافة سجون الانقلاب التي تفتقر لأدنى معايير حقوق الإنسان.
وفي 11 يناير استشهد الشيخ عبدالرحمن محمد عبدالبصير العسقلاني داخل سجن المنيا العمومي نتيجة الإهمال الطبي، وذلك بعد ساعات من استشهاد المعتقل رضا حمودة بقسم شرطة بلبيس محافظة الشرقية، ليكونا أول الشهداء بالإهمال الطبي في 2021 بسجون العسكر وسط غياب تام لحقوق الإنسان والقانون والعدالة.
والشهيد "العسقلاني" من الفيوم، ويبلغ من العمر 35 عاما، ويعمل إماما بالأوقاف، متزوج ولديه 3 أبناء، وأسرته طالبت أكثر من مرة بعرضه علي مستشفي على نفقتها ولم تستجب لها داخلية الانقلاب.
قتل بالأمر المباشر
كانت "الشبكة المصرية" قد وثقت فى تقريرها " القتل بالأمر المباشر" وفاة 79 معتقلا داخل السجون ومقار الاحتجاز خلال عام 2020 المنقضى بينهم 68 نتيجة منع العلاج والدواء والإهمال الطبي و11 آخرين نتيجة التعذيب داخل أقسام الشرطة. وأوصى التقرير بضرورة وقف ممارسات الداخلية القمعية تجاه المعتقلين بالسجون وأماكن الاحتجاز المختلفة وتطبيق مواد الدستور والقانون الخاصة بحماية المعتقلين ونزلاء السجون وتفعيل المعاهدات الدولية الخاصة بهذا الشأن. كما شددت على ضرورة معاقبة المتورطين فى جرائم التعذيب ومنع العلاج والطعام بالسجون ومقار الاحتجاز بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ومساءلة وزير داخلية الانقلاب بصفته والنائب العام بسكوته عن تلك الجرائم. ودعت الشبكة إلى تضافر كل الجهود المحلية والدولية للضغط على نظام الطاغية عبدالفتاح السيسى، لتحسين أوضاع السجون وأماكن الاحتجاز وإنقاذ المعتقلين من الموت بعد تركهم للمصير المحتوم.