اعتبر ناشطون أن اعتزال الفنانة جيهان فاضل واضطرارها إلى العمل بائعة في محل تجاري صغير بمدينة كالجاري بمقاطعة ألبرتا في كندا هو جزء من ثمن يدفعه ثوار 25 يناير الذين فضلوا الحرية على العيش في ظل الاستبداد. وقال الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة قطب العربي: "الفنانة جيهان فاضل التي شاركت في ثورة يناير منذ لحظاتها الأولى، تقدم نموذجا في التمسك بمبادئها والوفاء لثورتها، تركت مصر إلى كندا بعد أن تعرضت للحصار في عملها، ولم تستنكف أن تعمل في مطعم أو محل صغير لتنفق على نفسها وأولادها ( زوجها توفي عام ٢٠١٢)".
أما الإعلامي بقناة مكملين حسام الشوربجي فقال: "الممثلة جيهان فاضل اعتزلت الفن رغما عنها وهاجرت لكندا للعمل في سوبر ماركت لتعول أطفالها.. اضطرت لكده بسبب حرمانها من الأدوار بعد مشاركتها في الثورة ورفضها لحكم العسكر ومطالبتها بإعادة هيكلة الداخلية ومحاكمة قتلة الثوار.. بقالنا أكثر من 10 سنين بندفع ثمن حب بلدنا غربة وقهر وظلم".
تحية واجبة
وعلق الصحفي صلاح بديوي قائلا: "تعظيم سلام للفنانة الثائرة جيهان فاضل بارك الله لها رزقها وعمرها وأهلها ورضي الله عنها.. اتخذوا منها قدوة ياشباب بلادي وادعو الله لها".
أما الناشطة غادة نجيب، والتي انتزعت منها داخلية الانقلاب جنسيتها المصرية، وزوجة الفنان هشام عبدالله فقالت: "في الوقت اللى النجمة جيهان فاضل بتشتغل بائعة في سوبرماركت في كندا هناك آخرين يروجوا لمعارضة كرتونية أسموها "معارضة غير صدامية" يَدعوا كذبا بضرورة التفاوض مع نظام السيسي وطبعا حجتهم "خروج المعتقلين".. شعار أخلاقي عظيم يختبؤا وراءه ويخفوا تواصلاتهم.. اللى تمت بالفعل من فترة مع أجهزة الأمن السيساوية ويخفوا أغراضهم الحقيقية.. فما قضية المعتقلين إلا قميص عثمان.. اتعلموا الشرف من جيهان فاضل يا معدومي الشرف.. اتعلموا ازاي تنحازوا لضميركم وملعون أبو الفلوس والمكانة الاجتماعية.. اتعلموا ازاي تبقوا محترمين.. على الأقل في نظر نفسكم".
وأضافت أن "جيهان فرت بمبادئها وفضلت تشتغل بيومية زهيدة.. وهي التي كانت تقبض مئات الألوف.. وفي الوقت ده العيال دي منها اللي بيشتغل مذيع.. ومنها اللي بيتم استضافته بشكل مستمر على تلفزيون العربي والجزيرة بمقابل محترم.. ورغم ذلك تواصلوا مع الأمن وبينسقوا معاه ليكونوا مطية للسيسي لإيجاد حل لأزمته الدولية".
https://www.facebook.com/Gihan.fadel/posts/1668021540105125
فنانون مع الثورة
ورغم ان الصور المنشورة للمتجر لم تنشر صورة الفنانة جيهان فاضل، وقال من نشر الصور إن "ارتداء الكمامة يخفيها عن الزبائن العرب والمصريين من مرتادي المحل". ولكن نقابة المهن التمثيلية نفت معرفتها بسفر جيهان فاضل أو قرار اعتزالها؛ إذ لم تبلغ النقابة بالأمر من قبل.
ولكن صفحة جيهان فاضل أبانت رؤيتها الثورية وتقبلها للثمن الذي دفعته مقابل مساندة الثورة فأشارت، في منشور مطول عبر صفحتها على فيسبوك، إلى أنها كانت تدرك بأنها ستدفع ثمن مشاركتها في ثورة 25 يناير 2011، سواء بالسباب الذي تتعرض له أو ضيق الحال، لكنها عدّته أمرا بسيطا أمام أصدقائها الذين شاركوا في الثورة وفقدوا حياتهم ومنهم من فقد عينيه، أو يجلس على كرسي متحرك أو معتقل، ولكنها لم تعلق تاليا على ما حدث في رابعة أو غيرها.
وقدمت جيهان فاضل تجارب فنية مختلفة عام 2011 بعد الثورة، منها الفيلم القصير "حكاية الثورة"، كما شاركت في فيلم "الفاجومي" قصة حياة الشاعر أحمد فؤاد نجم، بالإضافة إلى مسلسل "الشوارع الخلفية".
واضطر الفنان خالد أبو النجا وعمرو واكد إلى مغادرة مصر فعاش الأول في أمريكا والثاني في فرنسا، وعاش الفنانون هشام عبد الحميد وهشام عبد الله ومحمد شومان في تركيا، وقدم الثلاثة أعمالا فنية مناهضة للانقلاب أغلبها رمضاني وحققت نجاحا واضحا.
