دراسة: الهزيمة النفسية والسياسية للصهاينة دفعتهم لمعاودة اقتحام الأقصى

- ‎فيتقارير

قالت دراسة حديثة أن حالة الهزيمة النفسية والسياسية "الاسرئيلية"، هي ما دفعت قوات الاحتلال لمعاودة اقتحام الأقصى  والاعتداء على مسيرات فلسطينية، كرسالة للداخل الصهيوني، بأن السياسات ما زالت قائمة، وما زال المشروع الصهيوني متحكما فيما".

ضعف صهيوني

واعتبرت الدراسة، التي صدرت بعنوان "تداعيات العدوان الصهيوني على غزة" ونشرها موقع "الشارع السياسي"، أن مسار الأحداث وقبول نتنياهو وقف إطلاق النار، رغم تصريحاته المتمسكة باستمرار "العملية العسكرية" حتى تحقيق هدف "النصر أو الردع"، يشير إلى مدى ضعف الموقف الإسرائيلي في ظل مسيرات وتجمعات احتفالية في غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة بانتصار المقاومة، يقابلها مشهد إسرائيلي داخلي يغلب عليه تبادل الاتهامات بين السياسيين وبعضهم البعض والعسكريين والسياسيين من جهة أخرى.

وأضافت أن الاحتلال الصهيوني هرب أمام ضربات المقاومة الفلسطينية وفشل في تحقيق ما يريد”، وأن موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار بوساطة مصرية، عبر عن عمق المأزق الذي تواجهه تل أبيب.

شروط المقاومة
وعن موافقة الاحتلال على شروط المقاومة، وجميعها شروط تقع ضمن إطار احترام القانون الدولي ومن الصعب على أي وسيط في المفاوضات أن يلتف حولها، والتي تتعلق بوقف الاعتداءات في الأقصى ووقف التهجير والانتهاكات بحق المقدسيين بجانب اعادة الاعمار في غزة وغيرها من المدن الفلسطينية، وعلاج الجرخة والمصابين وتعويض أسر الشهداء.

وأشارت إلى مشهدين الأول موقف نتنياهو الفاسد وسط تحول واضح في الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال، أن المقاومة الفلسطينية تحظى بدعم شعبي جارف في المنطقة العربية وحول العالم، بينما تواجه إسرائيل موقفا لم تواجهه من قبل مع تزايد الانتقادات لها حتى داخل أروقة السلطة في واشنطن بصورة لم تكن موجودة من قبل.

خسائر الفلسطينيين المادية

ورصدت الدراسة الكثير من الخسائر المادية التي وقعت في حق الفلسطينيين، وأنها ترقى لجرائم حرب ، ينبغي التحرك الدولي والاقليمي، لمعالجتها قانونا وإغاثيا، تمثلت خلال 11 يوما، عن استشهاد 232 فلسطينيا، بينهم 65 طفلا، و39 سيدة، و17 مُسنّا، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1900 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت شديدة الخطورة، ومن بين الإصابات، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، 560 طفلا، و380 سيدة، و91 مُسنا. وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فقد أفضت الهجمات الإسرائيلية إلى نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني من مساكنهم، لجأ منهم 28 ألفا و700 إلى مدارس الوكالة، إما بسبب هدم بيوتهم، أو هربا من القصف.

وهدمت 1447 وحدة سكنية في غزة كليا بالقصف الإسرائيلي، و13 ألف أخرى تضررت بشكل جزئي.
كما هدمت 3 مساجد وتضرر 35 مسجدا وأغلق 42 مسجدا في محافظات القطاع، بسبب قربها من أماكن القصف، بالإضافة إلى تضرر 6 مقابر بمدينة غزة.

خسائر الصهاينة
واعتبرت الدراسة أن من النتائج الإستراتيجية "فشل مشروع نتنياهو السياسي" وبالنسبة لخسائر اقتصادية لإسرائيل، قالت “يديعوت أحرونوت”، الجمعة 21 مايو، إن مجمل الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إسرائيل نتيجة العدوان على غزة خلال 11 يوما يقدر بنحو 7 مليارات شيكل، أي 2.14 مليار دولار، وذلك وفقا لتقديرات أولية غير رسمية.
وبلغت الخسائر نحو 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، أو ما بين 0.6% و0.8% مع حساب دقيق للخسائر، مقارنة بخسائر 0.3% من الناتج المحلي خلال عملية “الجرف الصامد” التي استمرت 51 يوما صيف 2014.
وأضافت أن اغلاق انتاج الغاز الطبيعي في حقل “تمار” بمياه البحر المتوسط، ويملك الاحتلال أكثر من 8 حقول للغاز الطبيعي في مياه المتوسط، إلى جانب آبار تخزين وقود في موانئ أشدود وعسقلان وحيفا، تعرض بعضها لهجوم بالصواريخ، وأُدخِلَت 1744 مطالبة في أنظمة التعويضات من جانب إسرائيليين قالوا إن ممتلكاتهم تضررت بفعل صواريخ المقاومة.

وفي قطاع الطيران، بلغ إجمالي عدد الرحلات المجدوَلة، الاثنين، للوصول إلى إسرائيل عبر مطار بن غوريون الدولي، 83 رحلة، حتى الاثنين الماضي، ألغيت منها 70 رحلة على الأقل.

وفاقم إضراب الكرامة، الذي نظمه الفلسطيينيون، حصار الاقتصاد الإسرائيلي في قطاعات النقل والقطاع الطبي والتعليمي والعمل، وبدا الشلل التام متوغلا في نحو 40% من قطاعات الاقتصاد الصهيوني، وفق تقديرات إسرائيلية.
تحولات جذرية
وأضافت الدراسة أن فلسطينيي الداخل أظهروا للمجتمع الدولي أن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهلها أبدا، وأن انتصارهم بات واضح المعالم.. لقد أسقطوا تسميات عرب إسرائيل وعرب 48، وأسقطوا التطبيع الذي كان يلوذ به العدو كمنظومة حماية، فتبين له أن الداخل هو من يهدده، وأن هدمت إستراتيجية نتنياهو التي دعمتها الإدارة الأمريكية السابقة، والتي قالت إن القضية الفلسطينية قد هُمّشت بشكل نهائي وإستراتيجي.

فضح دول التطبيع

وقالت الدراسة إنه لأول مرة في المواجهات العديدة بين العدوين غابت الوحدة الإقليمية حول من يجب توجيه اللوم إليه وما يجب عمله لوقف القتال، ففي الوقت الذي اتهمت فيه دول ذات غالبية مسلمة مثل إيران وتركيا وإسرائيل بالتحريض على العنف في الأقصى وارتكاب جرائم في غزة عبرت الدول الأخرى التي شجبت في الماضي إسرائيل عن حالة ضبط للنفس أو صمت.

وكان الصمت النسبي بقيادة الدول التي وقعت اتفاقات دبلوماسية برعاية دونالد ترامب والتي تعتبر حاملة راية اتفاقيات إبراهيم اليوم، ووجدت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب نفسها في وضع اضطرها لموازنة علاقاتها الجديدة مع إسرائيل ضد مواطنيها الذين عبروا وبشكل واضح عن شجب للعنف الإسرائيلي.
وأضافت أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، بإنهاء عزلة “إسرائيل” عربيا وإسلاميا قد أثبتت فشلها، خصوصا مع التأييد الشعبي، في الدول العربية والخليج والدول الاسلامية، للقضية الفلسطينية، حيث خرجت المظاهرات والوقفات التضامنية والتغريدات والمنشورات والمقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعيـة مطالبة بقطع العلاقات مع اسرائيل وفتح الحدود مع فلسطين للانضمام للمقاومة.
تكريس ضعف السلطة الفلسطينية

وأضافت الدراسة أن حرب غزة الرابعة، كرست حالة الضعف والتردي العام الذي تعايشه سلطة محمود عباس، والتي  تمر بأضعف حالاتها في خضم الأحداث الميدانية غير المسبوقة في حجمها وتزامنها، والتي عصفت بكافة أماكن الوجود الفلسطيني بالداخل، ومع إعلان وقف إطلاق النار في غزة، وعدم وجود دور ملموس للسلطة في التظاهرات الغاضبة التي اجتاحت الضفة الغربية ومدن من الداخل الإسرائيلي، بدأت تدور أسئلة ملحة تتعلق بما ينتظر السلطة بعد وقف الحرب على غزة، وتبعات هذه الحرب والأحداث المصاحبة لها والمواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي على مستقبلها خاصة في الضفة الغربية.
 

https://politicalstreet.org/3841/%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%87%d9%8a%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ba%d8%b2%d8%a9/?fbclid=IwAR1o00bX6ZfuoGGlV58Ew3UA-a3NsCaWw1l_zfhkI_Rb_YoxI-8jifGypHw