القوات المصرية والسودانية تختتمان مناورات “حماة النيل” فهل ارتدعت إثيوبيا؟

- ‎فيتقارير

اختتمت القوات المصرية السودانية المشتركة المناورات الحربية المشتركة التي شاركت فيها وحدات برية وجوية وبحرية، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشيتدبرس".

وتهدف التدريبات التي أطلق عليها "حماة النيل" واستمرت ستة أيام إلى إظهار العلاقات الأمنية العميقة بين البلدين الجارين وتقديم استعراض للقوة وسط تصاعد التوترات مع إثيوبيا، بسبب سد النهضة الإثيوبي المثير للجدل الذي لم يكتمل بعد على الرافد الرئيسي لنهر النيل.

وحضر المناورات التي أجريت في قاعدة عسكرية بالقرب من الخرطوم، رئيسا أركان البلدين، السوداني محمد عثمان الحسين، ونظيره المصري الفريق محمد فريد.

وذكر بيان صادر عن الخرطوم أن المناورات تهدف إلى "تعزيز العلاقات الثنائية وتوحيد الأساليب حول التعامل مع التهديدات التي من المتوقع أن يواجهها البلدان" .

إثيوبيا بدأت الملء الثاني

وعرضت قناة الجزيرة مباشر، صورا للأقمار الصناعية تظهر التغيرات التي طرأت على سد النهضة الإثيوبي في الآونة الأخيرة. وتظهر الصور الممر الأوسط الذي تقوم إثيوبيا بتعليته الآن ليصل إلى 695 مترا لتتمكن من تخزين 13 مليار متر مكعب، وكذلك الكتلة الغربية التي يتم منها ضخ المياه من خلال أنبوبين لدولتي المصب مصر والسودان، وأيضا الكتلة الشرقية التي تضم توربينات لتوليد الكهرباء.

كما أظهرت الصور رؤوس ممرات المياه للتوربينات بالكتلة الغربية والتي من المفترض أن تعلو المياه ثم تصل إلى هذه التوربينات التي ستقوم بتوليد الكهرباء، ويهدف الإثيوبيون إلى توليد الكهرباء بعد الانتهاء من مرحلة التعبئة الثانية لتحقيق إنجاز وفرض أمر واقع لسد النهضة.

وقال الدكتور محمد حافظ، خبير هندسة السدود، إن الصور الملتقطة حديثا تؤكد صدق تصريحات المسؤولين السودانيين بشأن بدء إثيوبيا عملية الملء الثاني لسد النهضة بشكل أحادي دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم.

وأضاف حافظ في حواره مع برنامج المسائية على قناة "الجزيرة مباشر"، أن آلية الملء الثاني ستكون مختلفة عن الملء الأول العام الماضي، لأن التدفقات اليومية القادمة لموقع السد أكبر من طاقة المخارج السفلية، فيخرج جزء من المياه ويتراكم الجزء الباقي في بحيرة السد، مضيفا أن منسوب الماء في البحيرة ارتفع ووصل إلى حوالى 561 بعد أن هبط بمقدار 5 أمتار، مضيفا أن هناك أجزاء من الممر الأوسط لسد النهضة ارتفعت بمقدار 4 أمتار وأجزاء أخرى ارتفعت بمقدار 3 أمتار وأخرى بمقدار مترين. 

التقارب السوداني المصري

وعمق السودان ومصر علاقاتهما منذ الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير في إبريل 2019 وسط انتفاضة شعبية ضد حكمه الذي دام نحو ثلاثة عقود، وقد أثار التقارب المتزايد بين القاهرة والخرطوم مخاوف في إثيوبيا.

وتوقفت المحادثات حول سد النهضة الإثيوبي الكبير المتنازع عليه فى أبريل، وتريد الدولتان التوصل إلى اتفاق دولى يحكم كمية المياه التى تطلقها إثيوبيا فى المصب ، وخاصة فى حالة الجفاف الذى دام عدة سنوات ، خوفا من أن تتأثر حصصهما الحرجة من المياه .

ومنذ ذلك الحين، حاولت الجهود الدولية والإقليمية إحياء المفاوضات في الوقت الذي تخطط فيه إثيوبيا لإضافة 13.5 مليار متر مكعب من المياه في عام 2021 إلى خزان السد – حتى من دون التوصل إلى اتفاق بشأن تشغيل السد وملئه.

الخط الأحمر

في مارس، حذر عبد الفتاح السيسي، من أن حصة مصر من مياه النيل "لا يمكن المساس بها" وأنه سيكون هناك "عدم استقرار لا يمكن لأحد أن يتخيله" في المنطقة إذا ملأت إثيوبيا الخزان دون اتفاق.

ودعت حكومة السيسي والسودان الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى المساعدة في التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا. وسيوضح الاتفاق كيفية تشغيل السد وملئه، استنادا إلى القانون الدولي والمعايير التي تحكم الأنهار العابرة للحدود.

ويلتقي النيل الأزرق بالنيل الأبيض في الخرطوم، قبل أن يلتف شمالا عبر مصر إلى البحر الأبيض المتوسط.

https://apnews.com/article/sudan-middle-east-egypt-africa-ethiopia-77eda64c925ca8a71e98634537b684e4