خبراء: الرئيس الشهيد محمد مرسى أيقونة فلسطين في عيون الشعوب الإسلامية

- ‎فيلن ننسى

"قلوبنا جميعا تتوق إلى بيت المقدس.. يا أهل غزة أنتم منا ونحن منكم"، كلمات كانت تمثل موقفا خلده التاريخ للرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي دفع في سبيله ثمنا باهظا من سنين عمره حتى انتهت به رحلته شهيدا صامدا بعد أن عاش بكيانه كله مدافعا عن فلسطين وقضيتها وداعما لمقاومة الاحتلال.

والجامع لمآثر الرئيس الشهيد بشأن القضية الفلسطينية يجد أن نقطة بدايتها كانت في قلبه وأن نهايتها كانت في آخر لحظات حياته حتى قضى شهيدا في قاعة المحكمة مدافعا عن موقفه من المقاومة الفلسطينية التي كان يحاكم متهما بالتخابر معها، وبالرغم مما كانت تشهده الساحة المصرية من صراع سياسي شديد الوطأة في العشرية التي سبقت ثورة 25 يناير إلا أن القضية الفلسطينية كانت مستولية على قلب الرئيس الشهيد محمد مرسي وماثلة في أعماله ونشاطاته السياسية. 

ومنذ البداية وقع عليه الاختيار عضوا في لجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، وكان عضوا مؤسسا بـ"اللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني"، وخلال عام حكمه وقف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما وقف أمام الجماهير العريضة وكاميرات وفضائيات العالم أثناء العدوان الصهيوني على غزة عام 2012 يهتف بصوت عال قائلا: "لبيك يا غزة"، وأرسل رئيس وزرائه الدكتور هشام قنديل على راس وفد رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء والقيادات الدبلوماسية إلى قطاع غزة ليقول لأهالي فلسطين "نحن معكم ولن نترككم"، وأمر الرئيس مرسي بفتح معبر رفح بعد العدوان الصهيوني على القطاع كما سمح لمئات المتضامنين العرب والأجانب بالمرور إليه.

أيقونة فلسطين

وفي الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس مرسي نظم تليفزيون وطن مؤتمرا دوليا بعنوان "الرئيس الشهيد محمد مرسى أيقونة فلسطين في عيون الشعوب الإسلامية"، لتسليط الضوء على نظرة الرئيس الشهيد لقضية فلسطين خلال عام من حكمه والذي كان يعدها من أهم القضايا العربية والإسلامية وأنها محور الارتكاز في الصراع الحضاري.

وقال محمد الفرا، إن الحديث عن شخصية تاريخية محورية كالرئيس الشهيد محمد مرسي، رحمه الله هو الحديث عن قائد وزعيم عربي إسلامي قومي وطني بامتياز جاء بانتخابات حرة ونزيهة حازت ثقة الشعب المصري العظيم وكان قدومه رافعا للقضية الفلسطينية المحورية المهمة لكل عربي وإسلامي.

وأضاف أن الدكتور محمد مرسي كانت له مواقف عظيمة ومشرفة ومنها موقفه البطولي المشرف إبان العدوان على غزة عندما أوفد رئيس حكومته إلى غزة وفتح الحدود والمعابر لإغاثة شعب غزة وعلاج المرضى والمصابين وقال قولته المشهورة "لن نترك غزة تعاني وحدها ولن نسمح للعدو الصهيوني أن يستبيح كرامتها ويقتل ما يشاء منها من أبرياء ومدنيين".

وأوضح "الفرا" أن الرئيس مرسي كان زعيما قلما يجود الزمان بمثله، وكان حرا لا يرضى أن يملى عليه أحد قراراته ولا يسمع للإملاءات الدولية من هنا وهناك، مضيفا أن قائدا عظيما مثل الرئيس مرسي كان يشكل أملا كبيرا لكل الفلسطينيين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم وأطيافهم ويكفي أنه كان وطنيا غيورا على القضية الفلسطينية بل وأحياها في كل الميادين والمحافل وكان يذكر اسم القضية الفلسطينية ويعمل جاهدا على تحرير الأرض والإنسان من هذا الاحتلال الصهيوني للقدس والمقدسات والضفة وكل الأراضي المحتلة.

وأشار إلى أن البطولات والتضحيات والمواقف المشرفة للرئيس الشهيد محمد مرسي أكثر من أن تعد وتحصى ولا يسعنا الوقت لذكرها لكن حسبنا أنه مضى إلى ربه ثابتا شامخا على كل مواقفه ومبادئه ولم يبدل، مؤكدا أنه كان نعم القائد والزعيم.

الإرادة الحرة للشعوب

وقال الصحفي محمد مشمش، من قطاع غزة، إن شعار الرئيس الشهيد محمد مرسي أيقونة فلسطين هو حقيقة وليس مجرد شعار ولو كتب الله للرئيس محمد مرسي الاستمرار في حكم مصر لتحقق هذا الشعار وتغير الوضع الآن.

وأضاف ان الرئيس مرسي يمثل الإرادة الحرة للشعوب؛ فهو الرئيس المنتخب من الشعب المصري في أول انتخابات حرة ونزيهة لم تشهدها مصر منذ عقود، وهو رمز للحرية والإرادة الحرة للشعوب من حولنا وهذا الأمر له ارتباط وثيق بالقضية الفلسطينية لأن الإرادة الحرة للشعوب داعمة للقضية الفلسطينية التي تشهد تخاذلا من الأنظمة السياسية العربية بشكل كبير وهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني.

وأوضح أن الإرادة الحرة للشعوب هي من يمثلها نظام سياسي حقيقي ناطق باسم هذه الشعوب، وقد وقعت مصر والأردن اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني، على الرغم من أن الشعوب الحرة في مصر والأردن ما تزال تلفظ هذا الكيان المسخ الصهيوني ونحن نحتاج إلى أنظمة سياسية تمثل هذا الرفض الشعبي.  أما الرئيس مرسي فكان يمثل الإرادة الشعبية ولو كتب له الاستمرار في منصبه لكان له تأثير كبير على تغيير هذه السياسات فقد خط إستراتيجية واضحة خلال العدوان على غزة في 2012 عندما قال بشكل واضح "لن نترك غزة وحدها"، وهذه الإستراتيجية لم يكتب لها الاكتمال وأن تصل إلى تجسيد سياسي حقيق في مؤسسة الحكم في مصر حتى يتعاقب عليها كل الرؤساء فتكون حقيقة ثابتة لا تتغير.

وتابع: "العام الذي حكم خلاله الرئيس مرسي شهد أهل غزة تغيرات واضحة تجاه الشعب الفلسطيني في العلاقة والتعامل".         

شخصية عظيمة

بدوره قال فتحي قرعاوي، نائب المجلس التشريعي الفلسطيني، إن الأمة العربية والإسلامية لم يمر عليها منذ سقوط الخلافة الإسلامية شخصية عظيمة مثل الرئيس الشهيد محمد مرسي، فكان أمل الأمة عامة والشعب الفلسطيني خاصة وأحيا الأمل في قلب الأمة ودق ناقوس الخطر في الدول الاستعمارية الراغب في إذلال هذه الأمة.

وأضاف "قرعاوي" أنه رغم استشهاد الرئيس مرسي لكن أملنا أن الأمة عظيمة وكبيرة وما عقمت أن تلد مثل الرئيس مرسي حتى يخلصها مما هي فيه وما آلت إليه أحوالها.

محاور خدمة القضية

من جانبه قال محمد القيق الأسر الفلسطيني المحرر، إن هناك إستراتيجية مهمة في الساحة العربية في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي انقسمت إلى 3 محاور في خدمة القضية الفلسطينية الأول أن هذا النظام برئيس منتخب من الجماهير عبر انتخابات نزيهة وهو ما أقلق الاحتلال الصهيوني، والثاني تعامل الرئيس مرسي مع القضية الفلسطينية تعاملا سياسيا ومنطقيا وعربيا وإسلاميا وليس أمنيا، والمحور الثالث ترتيب الأولويات على أجندة الرئيس محمد مرسي والتحالفات التي حاول إنشاءها جعلت من وجود القضية الفلسطينية على طاولة العالم العربي ذات أهمية وأبعاد أكثر بكثير ما ستكون عليه حال وجود نظام ديكتاتوري غير منتخب يحكم منذ 30 عاما.

وأضاف القيق أن كل هذه التغيرات ساهمت في وأد مشروع الرئيس مرسي مبكرا حتى لا يساهم في تغيير مشهد فلسطين على الساحة العالمية والإقليمية.     

https://www.facebook.com/Watantv.Lives/videos/2873892602875412