فتوى حرمة الانضمام للإخوان.. دار الإفتاء في خدمة الانقلاب العسكري

- ‎فيأخبار

زعم الدكتور شوقي علام مفتي العسكر أن “الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين حرام شرعا، مُدعيّا أن هناك الكثير من الأسانيد الشرعية التي تؤكد حرمة الانضمام للإخوان، وزعم مفتي الانقلاب إن دار الإفتاء درست وضع الإخوان منذ تأسيسها عام 1928 من واقع ما كتبه أتباعها، مضيفا أن علي عشماوي قائد التنظيم الخاص كتب في مذكراته أن كل الجماعات الإرهابية وُلدت من رحم جماعة الإخوان”، على حد زعمه.  

وعلق الدكتور وصفي أبوزيد، أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية، على تصريحات مفتي الانقلاب قائلا: “إن الانتماء للجماعات الإسلامية بشكل عام يتوقف على طبيعة هذه الجماعات فإن كانت هذه الجماعات معتدلة تدعو إلى الإسلام وتفهمه فهما وسطيا فلا مانع شرعا من الانتماء لها ،وبخاصة جماعة معتدلة مثل الإخوان المسلمين أو أنصار السنة أو الجمعية الشرعية وكل هذه الجماعات لم يُقل أحد من الفقهاء المعتبرين بحرمة الانضمام لها”.

ووجه “أبوزيد” سؤالا لمفتي العسكر بصفته لا بشخصه قائلا: “لماذا لم تظهر هذه الفتوى من سنة 2012 إلى 30 يونيو 2013؟، مضيفا أن الذي وقّع على تعيين مفتي الانقلاب الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي كان ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين فلماذا قبلت التعيين بقرار رئيس تزعم أنه ينتمي لجماعة إرهابية وتُحرّم الانتماء إليها؟”

وأضاف، في حواره مع الجزيرة مباشر، :”أنه على النقيض تماما يحرم الانتماء إلى المؤسسات التي تسعى في ركاب الظالمين استنادا لقول الله تعالى “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار”، وكل مؤسسة أمنية أو أفرع تابعة لها أو مؤسسات دينية تسعى في ركاب الظالمين تُعِين على قتل المسلمين بغير حق ،فهؤلاء العمل معهم حرام، مضيفا أن كلام مفتى الدم مُرسل لا علاقة له بالتاريخ، لأن التنظيم الخاص كان هدفه مقاومة الإنجليز وليس لمقاومة الأنظمة المصرية”.

وتساءل “أبوزيد” :”إذا كانت المؤسسة الدينية حريصة على أرواح الناس وعدم سفك الدماء الحرام فأين فتاوى مفتى الانقلاب من هدم المساجد والمنازل على رؤوس أصحابها ،وانتهاك الضروريات الدين والنفس والعرض والمال وممتلكات الناس الخاصة والعامة التي أهدرها الانقلاب العسكري ولم تنطق دار الإفتاء بكلمة واحدة؟”

وتابع :”إذا كنا نتحدث عن المؤسسات الدينية فأنا أستند إلى كلام شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في لقاء شهير له مع الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان بعد الثورة في مكتبه بمشيخة الأزهر عندما ذكر أن الأزهر والإخوان وجهان لعملة واحدة، وفي حلقة أخرى من حلقات شيخ الأزهر سألته مقدمة البرنامج عن الإخوان فأكد أنه لا توجد مشكلة فكرية مع جماعة الإخوان المسلمين وفكرهم وسطي معتدل”.

وأردف: “تصريحات مفتي الانقلاب تأتي في إطار سياسي لخدمة الانقلاب العسكري، لاسيما بعد تأييد محكمة النقض أحكام الإعدام بحق 12 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بينهم الدكتور عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين بالأزهر الشريف وصاحب الفكر الوسطي”.

ووجه تساؤلات أخرى لمفتى الانقلاب قائلا: “ما حكم قتل الناس في السجون؟ وما حكم منع الأدوية عن المرضى في المعتقلات؟ وما حكم القتل البطيء بالإهمال الطبي داخل السجون”؟

وواصل: ” إذا كانت الحركات الإسلامية جماعات إرهابية ولا يجوز الانتماء لها، لماذا انتخب الشعب المصري واحدا من هذه الجماعات رئيسا للجمهورية، فهل ينسحب هذا الحكم على 14 مليون مصري انتخبوا الرئيس مرسي؟ كما أن عشرات الملايين من الشعب المصري انتخبت 47% من أعضاء مجلس الشعب”.

وأكد أن :”جماعة الإخوان المسلمين خرّجت عشرات العظماء في كل المجالات، في العلوم الشرعية والإسلامية والتجريبية وعلوم الفلك، والذين نهضوا بالعلوم وقدموا خدمات جليلة للإنسانية، في مجالات الحياة المختلفة، ولا يمكن لفكر متطرف أن يثمر تطويرا وتجديدا ونهضة في كل العلوم والمجالات”.