“ميدل إيست مونيتور”: بايدن منح السفاح “السيسي “شيكا آخر على بياض

- ‎فيأخبار

نشر موقع ميدل إيست مونيتور مقالا للكاتبة البريطانية إميليا سميث، سلطت خلاله الضوء على :"تراجع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تعهداته بمحاسبة عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري على جرائمه وانتهاكاته لحقوق الإنسان".

وقالت الكاتبة إن :"عباس كامل، رئيس الاستخبارات بسلطة الانقلاب في مصر  يزور واشنطن هذا الأسبوع؛ للاجتماع مع مسؤولي الاستخبارات الأمريكية وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ".

وأضافت أن :"الرحلة تتزامن مع أنباء عن احتمال أن تكون سلطات الانقلاب قد لعبت دورا رئيسيا في اغتيال جمال خاشقجي، بعد أن ذكرت "ياهو نيوز" أن فرقة القتل توقفت في القاهرة لشراء المخدرات القاتلة التي تم حقنها في الذراع اليسرى للمنشق السعودي".

وأشارت إلى أن :"تقريرا للمخابرات الأمريكية ذكر أن مقتل خاشقجي تمت الموافقة عليه من قِبَلِ ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، مما يعني أن التوقف في العاصمة المصرية كان سيسمح به من قِبَلِ حكومة الانقلاب، ويُعتقد أن عباس كامل كان ضابط الاتصال الرئيسي بين مصر والسعودية، وخلال هذه الفترة تواصل مباشرة مع الذراع الأيمن لمحمد بن سلمان، سعود القحطاني، بشأن الاستخبارات".

وأوضحت أن :"كامل التقى  المنقلب عبد الفتاح السيسي في الاستخبارات العسكرية، حيث شكّل الاثنان صداقة وثيقة، وترقى ليصبح رئيس مكتب السيسي عندما تولى السلطة في عام 2014 ثم مدير الاستخبارات العامة، وأشرف كامل في منصبه على التعديلات الدستورية في عام 2019 التي ضمنت بقاء السيسي في الحكم حتى عام 2030، وإعادة تنظيم الإعلام المصري بحيث يديره الجهاز الأمني في البلاد بشكل فعال".

وقال أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إنهم :"يحاولون ترتيب اجتماع مع كامل لاستجوابه حول دور مصر في اغتيال خاشقجي، لكن من غير الواضح لماذا يوجد ضابط الاستخبارات المصري الأول في واشنطن في المقام الأول، لماذا تدعو إدارة بايدن رجلا أشرف على تعذيب آلاف السجناء السياسيين إلى الولايات المتحدة؟".

وفي حملته الرئاسية العام الماضي، تعهد جو بايدن بالتشدد مع حكومة السيسي؛ بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وفي يوليو، غرّد على تويتر بأنه لن يكون هناك المزيد من الشيكات على بياض لـ "ديكتاتور" ترامب المفضل، وهو وعد تم تداوله على نطاق واسع من قِبَلِ أي شخص كان حريصا على رؤية شكل من أشكال العدالة للمصريين".

وجاء هذا التصريح في الوقت الذي اختطف فيه السيسي والد السجين السياسي السابق محمد سلطان من داخل زنزانة السجن كإجراء عقابي؛ لأن سلطان رفع دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء المؤقت السابق حازم الببلاوي لإشرافه على التعذيب الذي تعرض له أثناء وجوده في السجن.

كما أكد بايدن مجددا أن :"تعذيب أفراد عائلات النشطاء أو تعذيبهم أو اعتقالهم أمر غير مقبول على الإطلاق، وتعهد بمساءلة السيسي عن الانتهاكات".

لكن بعد مرور عام، حققت الولايات المتحدة تحولا حادا، وأعلنت عن بيع نحو 200 مليون دولار من صواريخ أرض جو محمولة بالسفن إلى مصر بعد أيام فقط من اعتقال أفراد عائلة سلطان من قبل النظام.

ووجدت إدارة بايدن ثغرة قانونية لتزويد الببلاوي بالحصانة، كما تخطط لإرسال 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية لمصر، دون شروط تتعلق بحقوق الإنسان، مما يقوّض تماما تعهد الرئيس الأمريكي ببناء علاقته مع مصر على أساس حقوق الإنسان.

ففي هذا الأسبوع فقط تم إعدام ثمانية أشخاص، وتم توجيه تهم جديدة إلى طالب لجوء سياسي في شيكاغو تم اختطاف أسرته في مصر، كما حُكم على فني هندسي خدم في مجلس وزراء الرئيس الشهيد  محمد مرسي بالإعدام، وحكم على طالب بالسجن لمدة أربع سنوات.

وفي الوقت الذي ضربت فيه إسرائيل قطاع غزة بضربات جوية في مايو، تكهن المراقبون بأن محاولات الوساطة التي بذلتها مصر كانت في الواقع محاولة لجذب انتباه بايدن، إنه كان مجديا، لعب السيسي دورا في تأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين، وفي المقابل تلقى مكالمتين هاتفيتين من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وبعد أن تراجع بايدن في السابق بسبب قضايا حقوق الإنسان، شكر مصر على دبلوماسيتها الناجحة وتنسيقها مع الولايات المتحدة لإنهاء الأعمال العدائية الأخيرة. وأكد الزعيمان التزامهما بشراكة قوية ومنتجة بين الولايات المتحدة ومصر.

لطالما سوّقت مصر نفسها للغرب على أنها ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، وهو ما يبدو أن بايدن قد أدركه الآن. ومع ذلك، فإن هذا يتجاهل تماما دور القاهرة في الحصار على غزة وأن سياستها الخاصة بالأرض المحروقة هي في الواقع مُحرك رئيسي لعدم الاستقرار.

 

 

https://www.middleeastmonitor.com/20210624-biden-writes-another-blank-cheque-for-sisi/