“البقاء والدوام لله”.. بدء الملء الثاني لسد النهضة ومصر لا حياة لمن تنادي تحت حكم العسكر

- ‎فيتقارير

مع شروع إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة بشكل غير رسمي منذ أسبوعين، أطلّ السفاح السيسي مُصرّحا بأنه :"في مشروع الدلتا الجديدة ستتم الزراعة عبر مياه الصرف المُعالجة ثلاثيا"، ضاربا عرض الحائط بالأمراض التي تنتظر المصريين جراء تلك السياسة المنبطحة أمام أديس بابا.
ومع استخدام مياه الصرف الصحي ستتسع رقعة الأمراض القاتلة وأقلها الفشل الكلوي والسرطان وغيره، إضافة إلى انكماش الرقعة الزراعية في أراضي الدلتا القديمة، مع تطبيل إعلام الانقلاب والزعم بأن الدلتا الجديدة أهم من القديمة.

الانبطاح خيارهم..!
مع اقتراب انتهاء العد التنازلي للملء الثاني لسد النهضة، وبعد تصريحات مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية، الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي، التي قال فيها إن :"مصر والسودان لن تستطيعا تدمير السد باللجوء للخيار العسكري" تباينت مشاعر المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي بين الإحباط والأمل.
وكان ديبيلي قد صرح في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" عقب مشاركته في مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي إن :"مصر والسودان لن تستطيعا حل مشكلة سد النهضة عسكريا عبر مهاجمته، فهم لن يحاولوا مهاجمة السد، ولكن حتى وإن حاولوا مهاجمته فلن يستطيعوا تدميره بقنابل الطائرات المقاتلة، وهم يعرفون أن السد متين".
وأوضح الجنرال الإثيوبي أن :"بلاده مستعدة للسيناريو العسكري، مؤكدا أنه بنهاية الملء الثاني -الذي بدأ بالفعل- سينتهي الخيار العسكري، وسيأتي الجميع لبحث مقترحات تقسيم المياه، وحينها ستحمي مصر والسودان السد ؛لأن تدميره سيتسبب في طوفان يقذف بمصر والسودان إلى البحر المتوسط".
من جهته يقول الدكتور عماد الوكيل، المحاضر في جامعات كندا :"ملء السد الإثيوبي ابتدا بشكل غير رسمي من أسبوعين و هيبدأ الملء الرسمي أمام العالم و أمام جيش مصر، السيسي طالع الصبح يصرح أنه هيزرع الدلتا الجديدة بمياه الصرف الصحي المعالج" .
مضيفا: "اطمني يا إثيوبيا إوعي تقلقي حتى لو كل يوم يطلع عيل من عندكم لابس بدلة عسكرية يهدد في مصر ويقول مصر متقدرش ولا تجرؤ، فمصر لا حياة لمن تنادي تحت حكم العسكر ، و في انتظار المعرضين يطلعوا يقولوا نثق في حكمة "…." و جيش مصر، فالبقاء والدوام لله".
ويقول الدكتور مصطفى جاويش: "من عجائب أقدار الله : بدء الملء الثاني لخزان #سد_النهضة ٢٠٢١ ، يأتي متوافقا مع ذكرى #نكبة_٣٠يونيو٢٠١٣، وكان طبيعيا أن ينتشر هاشتاج #السيسي_باع_النيل ،اللهم احفظ مصر وأهلها من الضياع ، واكشف يارب عنها حكم الفسدة المفسدين".

علاقة الكنيسة بالدولة 

لم يكن مشهد البابا تواضروس في انقلاب الثالث من يوليو ٢٠١٣م اعتياديا أو سهلا، حتى وإن ظهر بجواره شيخ الأزهر؛ فرغم مكانة شيخ الأزهر إلا أنه موظف لدى الدولة وتخضع مؤسسته بكاملها لإشرافها ،ولكن الكنيسة ظلت دائما مستقلة ماليا وإداريا، بل حتى قضائيا أحيانا عن الدولة.
وبالتالي الحضور في الثالث من يوليو لم يكن حضور إذعان كما قد يفهم من موقف شيخ الأزهر رغم عدم قبول ذلك أدبيا، ولكن حضور تواضروس كان حضور شراكة وتأسيس لمرحلة جديدة في علاقة الكنيسة بالدولة والمجتمع.
علاقة سيكون الحضور السياسي في المشهد المصري قويا وفاعلا بل متجاوزا، حتي إنه يمكننا أن نقول إن “حزب الكنيسة” هو الحزب السياسي الأقوى في مصر بلا منازع ولا يكاد ينافسه سوى تجمع “مستقبل وطن” الظهير شبه السياسي لدعم نظام السيسي والذي تديره المخابرات؛ بل إن الحديث عن “حزب الكنيسة” قد يراه كثيرون تقزيم للدور السياسي لها ،فالكنيسة لها فروع في ٦٥ دولة في العالم، كما أن البابا نفسه قام بزيارات خارجية تجاوزت الـ ٣٢ زيارة خارجية لدول العالم، لدعم انقلاب السفاح السيسي في الغرب إلى جانب الأهداف الدينية لهذه الزيارات.
وبالتالي يمكن القول بلا تعسف في الوصف إن :"الكنيسة تجاوزت أداء الحزب السياسي الكبير في علاقته بالدولة والمجتمع في مصر إلى مرحلة اللوبي أو جماعات الضغط على غرار جماعات الضغط الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، بل تجاوزتها كذلك في مستوى الندّية في التعامل مع الدولة وتأثيرها عليها.
وبشأن تأييد انبطاح العسكر في كارثة الملء الثاني لسد النهضة، قال تواضروس إن :"ملف سد النهضة يشغله كما يشغل كافة المصريين كونه مَعْنِيٌ بمياه النيل، مضيفا: "سد النهضة يشغلني كما يشغل كل المصريين ؛لأن ده النيل يعني المياه".
وأضاف خلال اتصال هاتفي ببرنامج "يحدث في مصر"، عبر قناة mbc مصر، أن قضية سد النهضة خطيرة، مردفا :"ولكن أنا واثق أنها سوف تُحل كون مصر حابها الله بالنيل ،نشكر ربنا أن الرئيس السيسي وكافة أجهزة الدولة يعملون بسياسة النفس الطويل مع كل الخبراء ،والمفاوضات التي تتم على كافة المستويات ،النفس الطويل سيأتي بثمار".
تقول الناشطة دينا زكريا:" هل هناك لسه حد مفهمش بعد ٨ سنين أن ٣٠ يونيو يوم نكبة على مصر و المصريين ؟.. اللهم حرر المظلومين من كل جبار عليهم..و لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا".