عزل السيسي وتحييد الجيش.. إجماع مصري وخليجي للخروج من الأزمة الاقتصادية

- ‎فيأخبار

هاجم الكاتب والمحلل السياسي الكويتي “أحمد السلامي” عبد الفتاح السيسي ونظامه العسكري، قائلا إنه “أغرق مصر في بحر من الديون التي أصبح من المستحيل تسديدها في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه الدولة ، نتيجة تفرده بالحكم رغم جهله في علوم الإدارة والاقتصاد والسياسة”.

 

مصر غرقت

وقال السلامي في مقال نشره على مدونته بعنوان “مصر غرقت يا جدعان” إن “إصرار نظام عبد الفتاح السيسي يعمل على تنفيذ مشاريع لا جدوى اقتصادية منها وليس لها عوائد تعود بالنفع على الشعب، الأمر الذي أدى إلى ما وصلت إلي مصر اليوم”.

وتابع أنه بدلا من الاستثمار في الحجر كان من الممكن الاستثمار في البشر، من خلال تطوير التعليم وتحسين أداء الخدمات الطبية وتوفير سبل العيش الكريم”.

وأشار إلى أن المرحلة التي تلي ذلك هي الاتجاه إلى دعم الاقتصاد من خلال النهوض في الصناعة والزراعة والسياحة والنقل والتجارة وتنمية الثروة الحيوانية واستقطاب الشركات الاجنبية العملاقة للاستثمار في مشاريع محلية واستثمار الطاقات البشرية الهائلة، ذهب مباشرة الى بناء دولة خراسانية ليسجل التاريخ إنه أهلك البشر واهتم بالحجر.

 

توتر مصري خليجي

يشار أن تصريحات السلامي، تأتي في سياق من التوتر في العلاقات الخليجية المصرية، تجلى خاصة في تصاعد التراشق الإعلامي بين محسوبين على نظام السيسي وإعلاميين خليجيين في الآونة الأخيرة.

ولفت السلامي أن عبد الفتاح السيسي القادم من خلفية عسكرية اعتاد على إصدار الأوامر دون نقاش أو جدال، موضحا أنه كان من الصعب عليه أن يُفرق بين كونه ضابطا في الجيش ورئيسا يحكم مصر أم الدنيا، لذلك وضع حكومة شكلية يرأسها مصطفى مدبولي “خيال مآته” وتضم وزراء لا وزن ولا قيمة لهم.

وتابع ، أن السيسي أخذ يسيطر على مفاصل الدولة ويعين لواءات الجيش في شركات حكومية وقطاعات عامة ، بهدف إحكام قبضته على كرسي الحكم وضمان بقائه حتى آخر عمره رئيسا ثم يخلفه ضابط آخر من بعده.

وأضاف الكاتب الكويتي،  ما بين الأوامر العسكرية والقرارات المصيرية فارق عظيم لا يفهمه عبدالفتاح السيسي الذي أصدر جملة من القرارات المدمرة القائمة على الاقتراض من دول عربية وأجنبية والصندوق الدولي والبنك الدولي ومؤسسات أخرى لبناء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة وتنفيذ عدد من مشاريع النقل والطرق وغيرها متجاهلا تماما دراسات الجدوى الاقتصادية باعترافه أكثر من مرة.

 

تحييد السيسي والجيش

كل ماسبق، بحسب ماذكر السلامي  أوقع السيسي في فخ الديون التي تخطت 166 مليار دولار أمريكي ، وهو رقم ضخم جدا لدولة يعاني شعبها من ضعف الدخل وشح في المواد الغذائية يقابله ارتفاع كبير في الأسعار نتيجة تعويم الجنيه الذي فقد قيمته الشرائية.

الحل للخلاص من هذه الأزمات -بحسب السلامي- يكمن في عزل السيسي وتحييد المؤسسة العسكرية، على أن يقابل هاتين الخطوتين صياغة دستور وطني يمثل الشعب المصري العظيم ويخدم مصالحه ويحقق له الاستقرار الأمني والسياسي لتتنفس مصر والمصريين الصعداء.

ووفق تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني (Middle East Eye)، فإن ديون مصر بلغت 392 مليار دولار بنهاية العام المالي 2020-2021، ويشمل ذلك 137 مليار دولار من الديون الخارجية.

وهو أعلى 4 مرات مما كان عليه عام 2010 (33.7 مليار دولار)، ويشمل أيضا ديونا داخلية بقيمة 255 مليار دولار -وفقا للبنك المركزي المصري- أي ما يقرب من ضعف الدين المحلي عام 2010.

 

مصر ثقب أسود

وكان الأكاديمي السعودي “علي الشهابي”، المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، دخل على خط التلاسن الإعلامي المشتعل بين السعودية ومصر.

وغرد “الشهابي” باللغة الإنجليزية، عبر حسابه بموقع تويتر “تستمر مصر في الاعتماد على إنقاذها باستمرار، لكن شهية المانحين تتضاءل الآن بشكل كبير”.

وأضاف قائلا  “مصر عبارة عن ثقب أسود لن يغلق أبدا ما لم تكن الحكومة قادرة على إجراء إصلاحات هيكلية مادية، واختتم الشهابي تغريدته بالقول “نشهد الآن فترة صعبة في التكيف مع هذا الواقع الجديد”.

ويوصف “الشهابي” بأنه مستشار إعلامي لـبن سلمان وفقا لتقارير إعلامية بهذا الخصوص.