“وول ستريت جورنال” المصريون يعانون من تكاليف الغذاء في رمضان مع تفاقم الأزمة

- ‎فيأخبار

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا سلطت خلاله الضوء على الأزمة الاقتصادية في مصر، وما ترتب عليها من ارتفاع الأسعار وزيادة الضخم وتداعياتها على المصريين في شهر رمضان المبارك.

وبحسب التقرير، اصطحبت نورا عياد، التي تكافح من أجل شراء الطعام لعائلتها لتناول الإفطار في إحدى الأمسيات الأخيرة في شهر رمضان، أطفالها الثلاثة لتناول وجبة قدمتها جمعية خيرية محلية في الجزء التاريخي من العاصمة.

وقالت نورا : "نفد الدجاج في اليوم 10" تعيش أسرتها على دخل زوجها الضئيل من العمل كسائق، الذي يتقلص بسرعة، متأثرا بالتضخم المرتفع في مصر وانهيار العملة فنحن بالكاد ننجوا من هذه الأزمة.

ومع تجاوز التضخم 32٪ في مارس ، متجاوزا الرقم القياسي على الإطلاق، وتضخم المواد الغذائية عند 62٪ ، وهو أعلى مستوى منذ عقود ، كانت السيدة نورا واحدة من عدة مئات من الأشخاص في العشاء الجماعي الذي تستضيفه كل غروب الشمس منظمة آل البيت غير الربحية بالقرب من مسجد الحسين خلال شهر رمضان المبارك.

وأضاف التقرير أن التوقعات تبدو قاتمة. وفقد الجنيه المصري نحو نصف قيمته مقابل الدولار خلال العام الماضي، مما دفع الملايين إلى براثن الفقر في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، ومن المتوقع أن ينخفض أكثر حيث تواجه الحكومة ضغوطا من صندوق النقد الدولي للسماح بتعويم عملتها بحرية كجزء من حزمة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار.

وقد تواصلت حكومة السيسي مع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول المجاورة الغنية بالنفط للحصول على مليارات الدولارات من الاستثمارات والمساعدات، لكنهم أيضا يضغطون من أجل خفض قيمة الجنيه المصري، مما سيجعل استثماراتهم في مصر أكثر ربحية، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق من هذا الشهر.

وأوضح التقرير أن الأسر الفقيرة قلصت مشترياتها من اللحوم وغيرها من الأطعمة والضروريات لأكثر من عام لتغطية نفقاتها، ويضطر الكثيرون الآن إلى الحصول على وجبة يومية واحدة، بعد الامتناع عن الأكل والشرب في النهار خلال شهر رمضان.

وارتفع عدد العائلات التي تبحث عن أماكن في وجبات الإفطار الخيرية في الحي، ونتيجة لذلك، تجد هذه الجمعيات الخيرية، التي تعتمد إلى حد كبير على رعاية المسلمين الأثرياء، صعوبة في التعامل معها.

فعلى سبيل المثال، تنفق "آل البيت" خمسة أضعاف المبلغ الذي تنفقه عادة خلال شهر رمضان، ويرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ويقوم المتطوعون بتقطيع كيلوغرام واحد من اللحم إلى أكثر من اثنتي عشرة قطعة.

قال محمود إمام، أمين مكتبة متطوع في آل البيت : "الأسعار جنونية لأكثر من أسبوعين، كان يقف على قدميه، ويوزع المياه والعشاء مجانا على مئات الأشخاص، قبل أن يبقى حتى وقت متأخر لمسح الطاولات وتنظيف المطبخ".

وبصرف النظر عن ضعف العملة، فإن الارتفاع الأخير في أسعار الوقود من قبل سلطات الانقلاب يدفع الأسعار إلى الارتفاع.

وتستورد حكومة السيسي الكثير من إمداداتها الغذائية من الخارج واستأنفت شراء القمح من روسيا، لكن اختناق الواردات، الناجم عن جهود الحكومة للحفاظ على العملة الأجنبية، جعل من الصعب على الشركات المحلية شراء المواد الغذائية الأساسية من الخارج، بما في ذلك علف الحيوانات.

وتزايدت انتقادات المصريين العاديين وكذلك المسؤولين لطريقة تعامل عبد الفتاح السيسي مع الاقتصاد في الأشهر الأخيرة، وخوفا من الاستياء السياسي السابق في أعقاب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فرض السيسي قبضته بإحكام على المعارضة.

ويقول اقتصاديون إن : "البنك المركزي المصري يحاول أيضا منع الجنيه من الانخفاض أكثر بعد أن سمح بثلاثة انخفاضات حادة منذ بداية الحرب الأوكرانية، وتواصل حكومة السيسي تقديم الخبز المدعوم وغيره من المواد الغذائية الأساسية لغالبية سكان البلاد البالغ عددهم 104 ملايين نسمة".

 

مع عدم وجود فترة راحة فورية في الأفق، خاصة قبل عيد الفطر، وهو الاحتفال الذي سيصادف نهاية شهر رمضان في وقت لاحق من هذا الأسبوع، تصطف العديد من العائلات المصرية للحصول على خيارات طعام أرخص تقدمها حكومة السيسي، لكن يبدو أن الإمدادات الرسمية لا تكفي لوقت قصير.

ولم ترد وزارة التموين والتجارة الداخلية على طلب للتعليق.

وفي سوق للمواد الغذائية تديره حكومة السيسي في شرق القاهرة، تلقى الناس الذين كانوا ينتظرون في الطابور خبرا بأنه لا يوجد أرز، بدأ البعض في التشاحن مع أمين الصندوق أحمد سمير.

وقال سمير : "عندما يعرف الناس أن يوجد أرز، يبدأون في الاتصال بأصدقائهم وأفراد أسرهم ويأتون وينهون كل الأرز في المجمع".

حاول مصطفى السيد، وهو متقاعد يبلغ من العمر 62 عاما، عدة مرات العثور على الأرز واللحوم في الأشهر الأخيرة وقال : "نسمع فقط أنهم هناك، لكننا لا نجدهم أبدا" في محاولته الأخيرة يوم الخميس ، انتظر في الطابور لمدة ساعة مع عشرات الأشخاص الآخرين.

قال إمام رجب، وهو موظف حكومي يعيل ثلاثة أطفال براتب 4000 جنيه مصري شهريا، أي ما يعادل أقل بقليل من 130 دولارا، إنه : "لاحظ أن الطعام الحكومي لم يكن أرخص بكثير من محلات السوبر ماركت العادية، وقال إن "جودة زيت الطهي والدجاج الحكومي انخفضت ، وتبين أن كيس السكر الذي يتم تسويقه على أنه كيلوغرام واحد يبلغ 750 جراما فقط".

واختتم "إنه أمر محبط حقا، على الحكومة أن تزيد من دعمها للناس وسط مثل هذه الأزمة الاقتصادية".

 

https://www.wsj.com/articles/egyptians-struggle-to-afford-food-this-ramadan-as-crisis-worsens-831e5a54