لم يجرؤ عليها أيّا من رؤساء مصر السابقين، الذين احترموا، إلى حد ما، الرفض الشعبي والسياسي للاحتفالات والموالد اليهودية، أو حتى ترميم المعابد اليهودية، إلا أن السيسي المقرب من اليهود توسع في التقرب ليهود العالم، جهرة وعلانية عبر كافة الوسائل، سواء الاحتفالات أو تخصيص الأموال لترميم وتجديد الآثار اليهودية، وسط أحاديث عدة عن انتماءات جده لوالدته للطائفة اليهودية المغربية.
واحتفلت الطائفة اليهودية في مصر، ولأول مرة منذ 70 عاما، بالسنة اليهودية الجديدة، وذلك في كنيسة تدعى هليوبوليس في منطقة مصر الجديدة بمحافظة القاهرة، الأمر الذي أثار ردود أفعال غاضبة بالأوساط المصرية.
ونشرت الصفحة الرسمية للطائفة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك المسماة "JCC Cairo" الطائفة اليهودية بالقاهرة، مساء الجمعة 15 سبتمبر 2023، صورا من الاحتفال بالسنة اليهودية الجديدة.
وظهرت رئيسة الطائفة اليهودية ماجدة هارون في الاحتفال، وهي ابنة شحاتة هارون السياسي اليساري وأحد مؤسسي حزب التجمع في مصر.
ووفق نشطاء، فإن الاحتفال يأتي لأول مرة منذ 70 عاما، بالنسبة الجالية اليهودية في مصر تقيم احتفالات رأس السنة العبرية في كنيس قديم رمَّمه السيسي، في الوقت نفسه يهدم مساجد المسلمين وأضرحة لعلمائهم يعود عمرها أكثر من ألف سنة.
وفي عام 2020، وبعد عمليات ترميم استغرقت سنوات، افتتح المعبد اليهودي إلياهو هانبي في مدينة الإسكندرية في حفل رسمي.
وقد استغرقت عمليات الترميم بالمعبد 26 شهرا، وتضمّنت ترميم المبنى ونوافذه الزجاجية الخضراء والبنفسجية اللون والأعمدة والأقواس، وكلّف ذلك الحكومة المصرية أكثر من 6 ملايين دولار أمريكي، وفقا لوزارة الآثار.
ويتوفر معبد إلياهو هانبي على مساحة تضم صفوفا من المقاعد الخشبية تتسع لـ700 شخص، بالإضافة إلى غرفة خاصة لتخزين لفائف التوراة القديمة، إذ توجد 63 نسخة داخل هذا المعبد الذي يعود إنشاؤه إلى عام 1354، وقد تعرض خلال حملة نابليون على مصر للتدمير بسبب الحرائق، وأعيد بناؤه مرة أخرى في عام 1850.
وتترافق جهود السيسي الحثيثة لتطوير وترميم المعابد اليهودية، حتى ولو لم يكن هناك سوى عائلة واحدة، تضم 6 أفراد في عموم مصر من اليهود، بينما يتوغل السيسي في محو الآثار الإسلامية وهدم مصر القديمة ونبش مقابر العلماء والصالحين والأدباء والشعراء. وهو ما كان مثار جدل وسجال سياسي وشعبي طوال الفترة الماضية.