ماذا يحدث في رفح؟ هل تتمدد حرب غزة لمصر أم هناك اتفاق سري للتهجير يجري تنفيذه؟

- ‎فيتقارير
FILE PHOTO: An Israeli soldier stands by a mobile artillery unit, near the Israel-Lebanon border, in northern Israel January 15, 2024. REUTERS/Ronen Zvulun/File Photo

 

سلسلة تطورات متلاحقة مشبوهة تشهدها منطقة رفح الفلسطينية الملاصقة للحدود المصرية، تشير إما أن حرب غزة سوف تتمدد لمصر، أو هكذا يجري الترويج لذلك كقنبلة دخان.

 

أو أن هناك اتفاقا سريا للتهجير يجري تنفيذه بدعم مباشر من عبد الفتاح السيسي، لكن يجري إخراجه بصورة مشبوهة تبدو فيها مصر وكأنها مجبرة على قبول المهجّرين الفلسطينيين في ظل توافق إسرائيلي مصري أمريكي على ضرورة الإجهاز على حركة حماس ومقاومة غزة.

 

رفض نتنياهو ردود حماس على اتفاق باريس وإبلاغه وزير الخارجية الأمريكي بليكن رسميا خلال زيارته الخامس لإسرائيل أن تل أبيب تحتاج بعض الوقت لتنفيذ المرحلة الأخيرة من الحرب داخل رفح، والزعم أنهم اقتربوا من تحقيق أهدافهم، ثم طلب نتنياهو من هليفي رئيس أركان جيش الاحتلال أن يضع خطة تنفذ على مرحلتين، المرحلة الأولى تهجير السكان من رفح والثانية سحق كتائب رفح الأربعة.

 

وتأكيد رئيس أركان الجيش الصهيوني هليفي للقناة 13 الإسرائيلية أنهم لن يستطيعوا الهجوم على رفح إلا بالتنسيق مع النظام في مصر.

 

كل ذلك يشير إلى بدء خطة التهجير القسري إلى سيناء أو السيطرة على معبر فيلادلفيا، أو في الحد الأدنى ورقة ضغط على حماس لتقديم تنازلات حول مبادرة وقف إطلاق النار.

 

صمت نظام السيسي المشبوه على القصف المستمر لرفح وإعلان نتنياهو رسميا أنه أعطى أمرا للجيش الصهيوني بالعمل في رفح، والاكتفاء المصري بقرع طبول الحرب الوهمية مع إسرائيل من جانب لجان وإعلام السيسي، بل وميلشيا قبائل إبراهيم العرجاني في سيناء يشير لتوافق بين السيسي ونتنياهو على خطة اجتياح رفح، وذلك بصرف النظر عن الانتقادات والاستعراضات المصرية والتسريبات لصحف أجنبية أن مصر ستجمد ثم ستعلق اتفاق السلام.

كان ضمن قنابل الدخان التي توحي بأن مصر ترفض غزو الاحتلال لرفح وتهدد بحرب وتعليق اتفاقية كامب ديفيد فخرج وزير الخارجية شكري نفي كل ذلك وأكد التزام مصر بالاتفاقية.

 

كان ضمنها أيضا تسريبات لصحف إسرائيلية وأجنبية تقول: إن “مصر بدأت تحرك قواتها في سيناء ونشرت 40 دبابة ومدرعة، كما تنشر صواريخ برغم أن هذا ممنوع على مصر بموجب اتفاق السلام، ولو صدق فهي تعزيزات لمنع الفلسطينيين من الهروب لسيناء حال بدأ غزو رفح”.

 

أرسلت مصر نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين، في إطار تحركاتها لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة، وفق وكالة رويترز.

 

أيضا تهديد “اتحاد قبائل سيناء”، وهي ميليشيا رجل الأعمال إبراهيم العرجاني المتحالفة مع الجيش المصري، عبر حسابها على تويتر: “نحن لسنا دعاة حرب، ولكن إذا فرض علينا القتال فنحن أهله” مع نشر صور لمعدات عسكرية مصرية كلها تبدو ردود فعل إعلامية.

https://twitter.com/SinaiTribes/status/1756133175485456698

أما حديث مصادر لموقع عربي 21 أن المجلس العسكري يشهد خلافات تجاه طريقة الرد على تهديدات الاحتـلال بالتحرك على الحدود، حيث يحبذ السيسي وعباس كامل ووزير الدفاع التعامل السياسي، بينما يحبذ الطرف الثاني بقيادة رئيس الأركان التعامل عسكريا، فهي من قبيل المخدرات أو التخدير والإلهاء، لأن الكلمة الأولى والأخيرة للسيسي وهو ما يقيل ويعين قادة الجيش الذي يبحثون عن مصالحهم.

https://twitter.com/Arabi21News/status/1756218945215025443

وقد ألمح لتورط مصر في هذا المخطط تجاه رفح أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة مستغربا بقاء الموقف المصري كما هو، بينما الجيش الإسرائيلي على وشك القيام بهجوم واسع النطاق على رفح بكل ما ينطوي عليه ذلك من كوارث إنسانية محققة ومن مخاطر على أمن مصر، مطالبا بمواقف أكثر حسما.

https://twitter.com/hassanafaa/status/1756018223252713717

الإعلامي المصري حافظ المرازي سبق أن أشار إلى قنابل الدخان التي يطلقها النظام المصري بدعوى رفض التهجير ومحاربة إسرائيل لو دخلت رفح، في مقال نشره بموقع “المنصة” لهذه المؤامرة المعدة بعناية.

 

حذر من خداع المصريين بخذلان غزة وإغلاق معبر رفح بحجة أو فزّاعة التوطين في سيناء، أو حماية سيناء بينما إسرائيل تزحف على رفح لإنهاء المقاومة بعد تجويع وقتل الشعب الفلسطيني.

 

قال: إن “ماكينة الدعاية الوطنية ستركز على أرض سيناء وتتجاهل انتهاك كامب ديفيد، لأن التنسيق عند أقصى ذروته، رغم مسرحية الخصام الهاتفي”.

https://twitter.com/HafezMirazi/status/1756141621005918375

ويتحدث محللون مصريون عن توافق إسرائيلي أمريكي مصري على بدء عملية عسكرية في رفح تتضمن السيطرة على محور صلاح الدين، ودك المنطقة بآلاف أطنان القنابل بما يضطر النازحين للهروب تجاه مصر التي تضطر لاستقبالهم متعللة بأن الاحتلال سبب تهجيرهم رغم رفضها والاكتفاء بتصريحات عنترية وتصعيد إعلامي شكلي.

 

وأعلنت إسرائيل نيتها تنفيذ هجوم بري في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر، في خطوة حذر منها المجتمع الدولي باعتبارها قد تقود مئات الآلاف من النازحين إلى أوضاع كارثية، ووسط مخاوف مصرية من أنه مع أية عملية عسكرية قد لا يجد المدنيين الفلسطينيين ملجأ سوى الاتجاه نحو حدودها.

 

ونزح أكثر من مليون شخص إلى جنوبي قطاع غزة، وبالتحديد إلى أقصى الجنوب قرب الحدود مع مصر، بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، وأصبحت خيام النازحين الفلسطينيين تقع مباشرة إلى جانب السياج الحدودي في رفح.

 

الخلاصة أن السيسي يحاول الإيحاء أنه يتحرك لكي يمتص الغضب الشعبي، ولكي يوحي أنه مغلوب على أمره من إسرائيل وأمريكا، وربما يمرر العدوان الصهيوني على رفح ويشارك فيه بتشديد الحصار على النازحين هناك، لأن من مصلحته أن تجهز إسرائيل على المقاومة الفلسطينية في غزة باعتبارها فرعا من الإخوان المسلمين.

 

وقد أكد هذا مسئولون إسرائيليون لراديو الجيش الإسرائيلي، وأكدوا أنه في لقاءتهم الأخيرة مع المصريين أبلغهم القادة المصريون أنهم لا يمانعون أن تقوم إسرائيل بغزو رفح لكنهم طالبوهم بمراعاة عدم قتل المدنيين وهو أمر صعب ألا يحدث، ولم يتحدثوا عن أي تهديدات بإلغاء اتفاقية السلام.