نتائج العملية الإيرانية ضد إسرائيل: إعادة الردع العسكري ونهاية  الحرب بالوكالة

- ‎فيعربي ودولي

 

بعد ترقب طويل، ردت إيران على الهجوم الذي استهدف قنصليتها في دمشق مطلع الشهر الجاري.

 

وانطلقت عشرات المسيرات من إيران في ساعة متأخرة من مساء السبت تجاه الأراضي المحتلة.

 

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه نفذ عملية بطائرات مسيرة وصواريخ، ردا على جريمة الكيان الصهيوني بقصف قنصليتنا في سوريا.

 

وأضاف أن “العملية نفذت بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، لضرب أهداف محددة في الأراضي المحتلة”.

 

ورصد الاحتلال إطلاق عشرات الطائرات دون طيار من إيران نحو تل أبيب، في حين أعلنت حكومة الاحتلال إغلاق أجوائها ابتداء من الساعة الـ 11 مساء.

 

فيما شاركت  طائرات مسيرة وصواريخ وسلاح الجو الإسرائيلي والبريطاني في  صد الهجوم الإيراني، الذي كسر قواعد الاشتباك بين الجانبين، والذي كان قائما على الاستهداف للأهداف المتبادلة بعيدا عن أراضي كل دولة، وقصره على المصالح الإيرانية والإسرائيلية بصورة غير مباشرة.

 

وعقد الهجوم الإيراني المشهد المتأزم في المنطقة، فيما فتح الباب أمام توسع الحرب إقليميا، وهو الخيار المرتهن.

 

والذي تسعى واشنطن لكبحه، رعاية لمصالحها الاستراتيجية بالشرق الأوسط، ورغبة الإدارة الأمريكية في عدم العودة لتركيز قواتها العسكرية بالشرق الأوسط، خاصة في عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.

 

تكتيك الهجوم

 

وقد استخدمت إيران في هجومها طائرات مسيرة من الأسطول الكبير الذي تمتلكه، سيما طائرات شاهد المطورة.

 

ونقلت شبكة “أي بي سي” الأمريكية عن مصادر في واشنطن اعتقادها بأن الحرس الثوري الإيراني استخدم في الهجوم ما بين 400 إلى 500 طائرة دون طيار، إضافة إلى الصواريخ.

 

وشُوهدت الطائرات في سماء عدة مدن عراقية وأردنية وهي في طريقها للأراضي المحتلة، حيث وصلت عند الساعة الثانية بالتوقيت المحلي.

 

بالتزامن مع الهجوم الإيراني، انطلقت عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل والجولان المحتل.

 

وقد تزامن ذلك مع سماع أصوات انفجارات في منطقة الجليل الأعلى، فيما ذكرت القناة الـ 12 العبرية، أن الجيش ينفذ الآن هجوما واسعا في قلب لبنان.

 

في ذات الوقت، قالت شركة أمبري للأمن البحري ووسائل إعلام عبرية: إنه “تم إطلاق طائرات مسيرة من قبل الحوثيين في اليمن تجاه الأراضي المحتلة”.

 

فيما لم يُبلغ عن سقوط قتلى في صفوف الاحتلال خلال الهجوم الإيراني، فيما ذكرت وسائل إعلام أن طفلا عربيا أُصيب بجروح بليغة في صحراء النقب، تلك المنطقة التي تستثنيها سلطات الاحتلال من حماية القبة الحديدية.

 

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إصابة مطار عسكري إسرائيلي في الهجوم الصاروخي الإيراني، مبينا أن عدد الصو اريخ التي أطلقت تجاوز الـ 200 صاروخ.

 

وزعم هاغاري أن عددا قليلا من الصواريخ التي أطلقتها إيران سقط في الأراضي المحتلة.

 

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، أن الجيش استهدف بنجاح قاعدة جوية إسرائيلية في النقب بصواريخ خيبر.

 

وأضافت الوكالة أن القاعدة الجوية المستهدفة في النقب كانت منطلقا للهجوم على القنصلية بدمشق.

 

وذكرت وسائل إعلام، أن الدفاعات الجوية للاحتلال اعترضت عدة أجسام في سماء تل أبيب.

 

كما سُمعت صفارات الإنذار في الجليل الأعلى وبئر السبع والنقب والسهل الساحلي في حيفا وتل أبيب والبحر الميت والقدس.

 

ونقلت القناة الـ 14 العبرية عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير قوله: إن “هناك تعاونا ممتازا مع عدد من الدول إلى جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والدول العربية المجاورة التي أرسلت رسائل مفادها أنها تنوي اعتراض التهديدات الجوية في طريقها إلى إسرائيل”.

 

نتائج الضربة

 

وعلى الرغم من ضآلة النتائج العسكرية للهجوم الإيراني، إلا أن مجرد القيام به يكسر قواعد اشتباك ثابتة مع إسرائيل، وقد تستدعي ردا إسرائيليا ولو لمرة واحدة، كما حدث ضد العراق عام 1981.

 

وقد تكون إيران أنهت لتوها سياسة استمرت 45 عاما من الصراع مع إسرائيل عبر وكلاء.

 

 

رد الاحتلال

 

بعد دقائق من انطلاق الهجوم الإيراني، أعلنت دولة الاحتلال عن اجتماع طارئ للكابينت الوزاري لمناقشة الهجوم الإيراني في مبنى محصن تحت الأرض بمقر وزارة حرب الاحتلال.

 

وخلص الاجتماع إلى تخويل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت اتخاذ القرارات للرد على الهجوم الإيراني.

 

ونقلت هيئة البث العبرية عن مسؤول كبير قوله: إن “إسرائيل سترد بقوة على الهجوم الإيراني”.

 

كما ذكر مسؤول إسرائيلي، أن إسرائيل كانت مستعدة تماما لهذا السيناريو، وسيكون هناك رد فعل كبير، وفقا لهيئة البث العبرية.

 

تحذير إيراني

 

وقبل وصول طلائع المسيرات للاحتلال، أعلنت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة انتهاء الرد العسكري الإيراني على قصف قنصليتها بدمشق.

 

وذكرت البعثة أنه يمكن اعتبار الأمر منتهيا، وإذا ارتكبت إسرائيل خطأ آخر فإن ردنا سيكون أكثر حدة، وإذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر فإن رد إيران سيكون أكثر حدة بكثير.

 

وأشارت البعثة إلى أن العمل العسكري الإيراني كان ردا على عدوان إسرائيل على مبانينا الدبلوماسية في دمشق.

 

بدوره، حذر الحرس الثوري الإيراني الإدارة الأمريكية من أن أي مشاركة في استهداف مصالح إيران ستقابل برد حاسم.

 

وقال في بيان له: إن “واشنطن مسؤولة عن أعمال الكيان الصهيوني، وعليها تحمل العواقب في حال عدم ضبطه”.

 

وأكد، أن أي تهديد أمريكي وإسرائيلي ضدنا انطلاقا من أي دولة سيقابل برد مناسب ومماثل في مصدره.

  

وإجمالا، فإن قواعد الاشتباك التي تغيرت، تؤكد استمرار الردع المتبادل ، وحرص كافة الأطراف على عدم الوصول إلى  حرب شاملة.

 

ويرى خبراء أن من يقيس الحرب بضربات ساحقة مدمرة، فتلك مقاييس غير دقيقة، فالقوة أن تستمر في مشروعك، وتستثمر في بناء قوتك الداخلية والإقليمية، وتكون ضرباتك على وزن الحدث، لا أقل منه ولا أكثر وتنتظر.

 

فإيران تصبر ولا تنجر، تتحرك ببطء في حين يسرع الآخرون ويخطئون، تراكم قوتها في حين تفقد دول جوراها قوتها تدريجيا.