بسبب ارتفاع أسعار المواصلات..العمال المغتربون حرمهم السيسي من فرحة العيد

- ‎فيتقارير

 

 

العمال المغتربون فى القاهرة والذين جاءوا من محافظات الجمهورية خاصة محافظات الصعيد عاشوا مأساة غير مسبوقة فى عيد الفطر المبارك بسبب عجزهم عن السفر والاحتفال بالعيد مع أسرهم وأطفالهم نتيجة تراجع ما يتحصلون عليه من أموال بسبب توقف الأعمال خلال شهر رمضان وارتفاع الأسعار ومغالاة السائقين فى تعريفة المواصلات بعد رفع أسعار البنزين والسولار فى ظل غياب الرقابة من جانب حكومة الانقلاب .

ويؤكد العمال أنهم لم بتمكنوا من السفر إلى قراهم ومدنهم فى المحافظات حيث «لمة الأسرة» وفرحة العيد، موضحين أن ارتفاع أسعار البنزين وما ترتب عليه من ارتفاع أجرة المواصلات كانت سببًا فى حرمان بعضهم من رؤية أسرهم فى العيد.

وقالوا انهم يشعرون بالحزن بعد انقضاء اجازة العيد لأنهم لم يعيشوا هذه الأجواء بسبب حالة الفقر المدقع التى يعانون منها فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي .

وأشار العمال إلى أنه حتى زملائهم الذين تمكنوا من السفر إلى بلادهم خلال اجازة العيد وجدوا أنفسهم محاصرين بجشع السائقين الذين رفعوا قيمة الأجرة بشكل مبالغ فيه، سواء وهم فى طريقهم إلى محافظاتهم أو حتى أثناء العودة عقب انتهاء اجازة العيد.

حول هذه المأساة التقينا بعدد من المسافرين لقضاء اجازة العيد وعدد منهم عقب عودتهم من مخافظاتهم .

 

أجرة السفر

 

فى موقف المنيب أكد “عم جلال” أن كل ما استطاع توفيره خلال شهر رمضان دفعه أجرة مواصلات ذهابا وايابا مؤكدا أن سائقى الميكروباصات رفعوا الأجرة بصورة جنونية .

وقال “عم جلال” فى نبرة حزينة : “اللى اشتغلت بيه الشهرين اللى فاتوا السواقين خدوه، خدوا تعبى وشقايا”.

 

وأكد محمد جمعة 40 عامًا يعمل فى تركيب السراميك، أنه مع ارتفاع سعر البنزين وارتفاع أجرة السفر أصبح التوفير من النفقات أمرا شبه مستحيل، خاصة أن العمل فى شهر رمضان كان قليلا جدًا .

وقال جمعة : اليوم اللى بنشتغله فى الأيام العادية يفوق ساعات عمل أسبوع كامل فى رمضان.. مشيرا إلى أنه كان مجبرا على السفر كغيره من المغتربين لرؤية الأسرة فى العيد خاصة وأنه تركهم منذ ثلاثة أشهر، وأضاف : اشتريت لأولادى لبس العيد على قد ما قدرت ولازم أشوفه عليهم متابعا : هو إحنا بنشقى ليه مش علشان نكون وسط عيالنا ونفرحهم فى يوم زى ده .

 

عبء كبير

 

وأوضح سامى السيد، شاب ثلاثيني، يعمل باليومية فى الخرسانة، إن جميع أيام عمله يقضيها فى الشيخ زايد أو أكتوبر أو الشروق، ويظل بالأشهر بعيدًا عن أسرته لسد احتياجاتها.

وقال «السيد» إنّ الحياة ومتطلباتها أصبحت عبئًا كبيرًا على الجميع، والعمال يتنافسون خلال أيام العمل وقد يتصارعون على اليومية، وأسبقية الذهاب للمقاول .

وأشار إلى أنّ السفر للمحافظات أمر ضرورى لكثير من المغتربين حتى وإن ارتفعت الأجرة أضعاف الأضعاف.

 

مفلس

 

وفى موقف المرج الجديدة قال عبدالعال حمدي عامل بناء من محافظة سوهاج :  كان نفسى أبقى وسط عيالى فى العيد لكن مينفعش أنزل وأنا مفلس.

وأشار إلى أنه جاء للقاهرة للعمل فى مدينة 6 أكتوبر مع مقاول من نفس بلدته، مؤكدا أنّه خلال شهر رمضان لم يعمل سوى 4 أيام، وما حصل عليه لم يكف مصاريفه الشخصية، وبالتالى عجز عن شراء ملابس العيد أو إرسال مال لأسرته.

وأكد حمدى أن زيادة سعر البنزين كانت سببًا فى حرمانه من السفر وعجزه عن دفع فارق الأجرة خاصة وأن ما حصل عليه من العمل لا يكفى لمواجهة كل هذه الزيادات فى الأسعار.

 

 

 

وقال كمال شكري، مساعد صنايعى سيراميك، إن المنافسة على العمل فى رمضان كانت كبيرة، خاصة أن عدد العمال كبير وفرص العمل المتوفرة قليلة جدًا .

وأضاف : الشغل فيه شللية.. يعنى لما يكون قليل أوى كل صنايعى بياخد حبايبه فقط مش أى حد تاني .

وأكد «شكري» أن كل ما تحصل عليه من العمل خلال شهر رمضان هو5  أيام  فقط بقيمة لا تتجاوز الـ1000 جنيه، متسائلا كيف يكفى هذا الميلغ احتياجاته الخاصة من إيجار وأكل وشرب وغيرها من التزاماته الشخصية، فضلًا عن احتياجات الأسرة من مأكل وملبس واحتياجات العيد.

 

الشللية

 

وقال عوض موافي، انه لم يحالفه الحظ فى العمل خلال شهر رمضان سوى 10 أيام فقط، بإجمالى حوالى 2000 جنيه .

وأضاف : أنا أب لـ 3 أبناء فى الإعدادية.. 2000 جنيه يعملوا إيه ولا إيه؟.

وحول «الشللية» فى العمل بين الصنايعية، أكد موافى أن ذلك صحيح والكثير من الصنايعية يعتمدون على أناس بعينهم دائما دون غيرهم خاصة حينما يقل المعروض من العمل.

وتابع: بصراحة بيكون عنده حق برضو.. مهو الصنايعى بيكون معاه قريبه.. وده بيكون الأولى للعمل معه من الغريب.

وكشف موافى أنّ هناك الكثير من المشاجرات تحدث بين العمال والمقاولين الذين يختارون صنايعية بعينهم ويكون لهم العمالة الخاصة بهم.

 

العيدية

 

وقال عثمان شاكر، شاب ثلاثيني، انه ذهب لموقف الميكروباصات وكان يحلم بالسفر ليقضى العيد وسط زوجته وأطفاله الثلاثة وكان يتمنى أن يعمل ويحصل على فلوس لشراء ملابس العيد لأطفاله، وتقديم العيدية لهم لكن كل ذلك لم يتحقق مشيرا الى المثل الشعبى ” العين بصيرة والايد قصيرة”.

وأشار إلى أن احلامه وأمنياته تحولت لكابوس حينما وجد نفسه ممنوعا من السفر بسبب عجزه المادى وعدم قدرته على توفير متطلبات أسرته .

وأضاف شاكر بحزن شديد: وجودى هنا فى القاهرة بمفردى أهون عليا من وجودى وسطهم وأنا مش مفرحهم.