نزوح آلاف الأسر السودانية بسبب فيضانات النيل الأبيض.. واتهامات لـ”الدعم السريع”

- ‎فيعربي ودولي

في ظل معارك تشهدها بعض المناطق بمحلية التضامن بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اندلعت فيضانات غير مسبوقة غمرت مدنا وقرى كبيرة في مناطق النيل الأبيض جنوب السودان، لتتسبب في معاناة إنسانية لآلاف الأسر السودانية الذين تُركوا في العراء دون مأوى أو غذاء أو مياه، وباتوا يفترشون الأرض، فيما نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن إغراق الجزيرة أبا، بعد اتهامات بإغلاق خزان سد جبل أولياء.

 

فيما أعلنت الأمم المتحدة، الأحد، عن نزوح أكثر من 10 آلاف أسرة سودانية من محلية التضامن بإقليم النيل الأزرق أقصى جنوب شرقي البلاد على الحدود مع إثيوبيا.

 

ورغم تراجع منسوب المياه، إلا أن حركة نزوح الآلاف من منازلهم لا تزال مستمرة، وقال مواطنون من النيل الأبيض، إن مياه الفيضان اجتاحت الجزيرة أبا، وبعض القرى إلى جانب منطقة شبشة وود النجومي.

 

وقال شهود عيان: إن “مياه النيل غمرت منزله بشكل كامل بعد أن هدمت حائط البيت من الناحية الجنوبية، مشيرين إلى أنهم خرجوا من منازلهم ولا يحملون غير أوراقهم الثبوتية، مضيفين أن مياه الفيضان غمرت أراض زراعية مما أدى إلى تضررها بشكل كامل وبالتحديد المناطق حديثة الزرع”.

 

وولاية النيل الأزرق من ولايات السودان الجنوبية حسب تقسيم السودان بعد انفصال الجنوب في 2011، وتجاورها من الشمال ولاية سنار ومن الشرق إثيوبيا ومن الغرب والجنوب دولة جنوب السودان عاصمتها هي الدمازين.

 

تنقسم الولاية إداريا إلى 7 محليات هي: محلية الدمازين، الرصيرص، باو، الكرمك، التضامن، ود الماحي، وقيسان.

 

اتهامات لقوات الدعم السريع

 

وطالت اتهامات قوات الدعم السريع بأنها المتسبب الرئيسي في إغراق الجزيرة أبا، نتيجة إغلاق خزان جبل أولياء، وعدم السماح للفرق الهندسية بالوصول إليه، مما أدى إلى ارتفاع منسوب النيل الأبيض.

 

ونفت قوات الدعم السريع في تصريحات صحفية، هذه الاتهامات التي طالتها بشأن إغلاق الخزان وإغراق الجزيرة، وأضافت: “هناك جهات تسعى لتشويه صورة الدعم السريع”.

 

وخزان جبل أولياء هو سد حجري على نهر النيل الأبيض بالسودان، ويقع على بعد 44 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم، وأنشئ في عام 1937.

 

 

 

11 مليون نازح

 

ومنذ أبريل 2023 تدور حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في السودان، وقد أدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

 

والشهر الماضي، أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، وذكر التقرير “أُجبر أكثر من 7.4 مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان داخل السودان وخارجه، إلى جانب 3.8 مليون نازح داخلياً من الصراعات السابقة، يواجه السودان حالياً أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأهم أزمة نزوح للأطفال”.

 

كما يواجه نحو 26 مليون شخص، أي قريب من نصف سكان السودان، خطر المجاعة، مع توقعات بأن يتجاوز عدد المحتاجين إلى المساعدات عتبة 30 مليون مواطن نتيجة الوضع المأساوي الذي يعيشه السودانيون، العالقون منهم في مناطق القتال والنازحون داخلياً أو حتى أولئك اللاجئون الذين تمكنوا من الفرار إلى دول الجوار.

 

الإمارات ترحب بجهود تركيا لحل أزمة السودان

 

رحبت الإمارات، السبت، بجهود تركيا الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان، وأبدت استعدادها للتعاون والتنسيق معها في هذا الخصوص.

 

وقالت في بيان لوزارة خارجيتها: إنها “ترحب بالجهود الدبلوماسية لجمهورية تركيا الصديقة لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان، والتي تمثل أيضا أولوية بالنسبة إليها”

 

واعتبرت أن “هذه الجهود تعكس التزام تركيا العميق بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، والمساهمة في تعزيز العلاقات بين الدول”.

 

وأكدت الإمارات أنها “على أتم الاستعداد للتعاون والتنسيق مع الجهود التركية وكافة الجهود الدبلوماسية، لإنهاء الصراع في السودان وإيجاد حل شامل للأزمة”.

 

كما أكدت موقفها الواضح والراسخ تجاه الأزمة في السودان، إذ انصب تركيزها الأساسي ولا يزال على الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف الاقتتال الداخلي بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بأسرع وقت.

 

وأضافت الإمارات أنها تركز كذلك على معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في هذا البلد العربي، من خلال تقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل للشعب السوداني الشقيق.

 

كذلك، أكدت أنها “تعمل مع كافة الأطراف المعنية والشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي من أجل إيجاد حل سلمي للصراع سعيا لوقف التصعيد وإطلاق النار، وبدء الحوار السوداني ـ السوداني الذي يضم جميع المكونات السياسية وأطراف النزاع”.

 

وشددت الإمارات على “أهمية احترام أطراف النزاع في السودان التزاماتهم، وفق إعلان جدة ووفق آليات منصة (متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان)”.

 

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما يؤكد بحث لجامعات أمريكية أن إجمالي القتلى يصل إلى نحو 130 ألف شخص قتلوا بشكل مباشر وغير مباشر.

 

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.