العسكر يدمرون التاريخ  ..أكاديميون: بلدوزر الجيش مستمر بهدم قباب وأحواش أثرية بالإمام الشافعي

- ‎فيتقارير

 

 

قال باحثون وأكاديميون وأثاريون إن بلدوزر حكومة المنقلب  السيسي والجهاز الهندسي للقوات المسلحة مستمر بهدم قباب أثرية ومتجهة بتدمير أحواش تاريخية منها حوش أسرة محمد علي.

 

وأشاروا إلى أن الهدم جاء لشواهد مقابر غاية في الروعة والجمال وعمارة تشهد علي الفن والابداع في بلدنا وطمس مقابر شخصيات مهمة في تاريخنا الحديث (خلال 200 عاما).

 

وقال المهتمون إن محافظة القاهرة تواصل هدم المقابر التاريخية في منطقة الإمام الشافعي وسط إجراءات أمنية مشددة تمنع التصوير والزيارات، وأكد باحثون أن عمليات الهدم تتم غالبًا ليلاً، بينما يُزال الركام نهارًا وخلال الـ48 ساعة الماضية، تم هدم مقابر شخصيات بارزة، بينها زهرة فاضل، وإبراهيم أدهم الدمرداش، وعلي مير رضا يكن، صاحب إحدى أجمل المقابر في المنطقة.

 

الناشط وائل عباس @waelabbas أكد أن صور المكان حتى محظورة “اول امس تم استيقاف الصديقين الدكتور الكبير والقامة العلمية مصطفى الصادق والباحث الاثري ابراهيم طايع في منطقة الامام الشافعي وفرمتة موبايلاتهم من كل الصور الموجودة عليها والتي تقدر بتعب سنين في توثيق الآثار الاسلامية وذلك من قبل الشرطة في منطقة مقابر الامام الشافعي بعد ساعات من هدم مقبرة رب السيف والقلم الشاعر محمود سامي البارودي”.!

 

 

https://x.com/waelabbas/status/1888191818803679456

 

 

وقال الأستاذ بكلية الفنون الجميلة د. أحمد عزالعرب رسام الكاريكتير عبر @aezzarab25: “كنوز فنية نهبت من مقابر منطقة الإمام الشافعى ..مشغولات بالحديد والنحاس والخشب لوحات خط محفور على الرخام أبواب وشبابيك وزجاج ملون . و ارابيسك..   تحف فنية عديدة مالم يتحطم بالتدمير ضاع بالسرقة والنهب”.

 

 

https://x.com/aezzarab25/status/1885485706161623509

 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تداول الناشطون صور هدم واحدةٍ من أقدم قباب مقابر منطقة مسجد الإمام الشافعي، والتي يعود تاريخها إلى سنة 1849. في هذا المقال يوضح لنا الكاتب ميشيل حنا كيف تفقد القاهرة تاريخاً يتجاوز ألفَ عامٍ من أجل بناء مطاعم ومقاهٍ وفنادق ومرافق.

 

 

وقالت داليا راشد، الباحثة في تاريخ الأندلس عبر @DaliaRashed: “وداعًا قبة كلزار هانم وحسين باشا، القبة عمرها حوالي 180 سنة مكانها في مقابر الإمام الشافعي تم هدمها بالأمس ويقال التركيبات اتسرقت”.

 

 

https://x.com/DaliaRashed/status/1899922722651517091

 

 

يقول ناشطون إنه في مقابر الإمام الشافعي يوجد قبر منسوب لرسول الله “هود عليه السلام”،  وأن من استعاضوا عن وصفهم بالانقلابيين  ووصفهم بالتتار “مش بس بيردموا على تاريخ ١٠ ولا ١٥ قرن.. دول بيقفلوا على كل فرصة تستحق البحث في تاريخ مصر المنسي..”.

 

وعلق الناشط مسلم @AbwLmyn99713، “دولة الهفأ والهلفتة.. أحدهم يأخذ قراراً مع نفسه لهدم مقابر الإمام الشافعي، والآخر يبيع أصول البلد، وثالث يلغي الفرنسية والتاريخ.. بدون حتى مجلس شعب، أو حوار مجتمعي أو استشارة خبراء الأمة.. مهزلة بلد ومأساة شعب لا يعرف أن بلاده محتلة وتحتاج إلى تطهير بثمن ليس بالقليل.”.

 

 

https://x.com/AbwLmyn99713/status/1900822802682302848

 

وأضاف رمسيس @PIRAMIDEJOFO2، “هدم تاريخ #مصر مستمر تحت حماية الأمن ومنع التصوير! مقابر تاريخية في “الإمام الشافعي” تُزال بلا رحمة، وكأن الماضي والحاضر كلاهما عدو لهذا النظام. لكن لا عجب، فالسيسي ليس مصريًا أصلًا، لذا يكره تراثها كما يكره شعبها.”.

 

 

https://x.com/PIRAMIDEJOFO2/status/1900804473989038296

 

 

ونقلت “مدى مصر” عن باحث في التراث إن هذه الموجة من الهدم، التي بدأت في السادس من فبراير الماضي، تسير بوتيرة أسرع من موجات الهدم السابقة، واستهلتها السلطات بهدم مقبرة الشاعر محمود سامي البارودي، ثم مقبرة ومدفن محمد زكي أبو شادي، وفي نفس اليوم تواجدت أجهزة الأمن في المنطقة بكثافة، واستوقف الضباط كل من الباحث في التاريخ، مصطفى الصادق، مؤلف كتاب كنوز مقابر مصر، والباحث إبراهيم طايع، مؤسس مجموعة «جبانات مصر»، وقاموا بمسح كل الصور والفيديوهات الخاصة بالمقابر من على هواتفهما، وتحذيرهما من التواجد في المنطقة مرة أخرى.

وأضاف المصدر الثاني أنه في فجر يوم 11 مارس هدمت قبة كلزار وحسين التي يرجع تاريخها إلى عام 1849، وتعد من المقابر النادرة، وتضم عددًا من الشواهد المميزة جدًا، إضافة إلى القبة نفسها وزخارفها ورسوماتها. مشيرًا إلى أنه تم أيضًا إزالة مدرسة رابعة العدوية وهي جزء من مقبرة البرنس يوسف كمال التي يتوقع إزالتها أيضًا في أي لحظة. كما جرى إزالة السقف الخشبي للحوش الذي يضم مقبرة الإمام ورش، ما يعني أنه سيتم هدمه في أي وقت.

 

وأوضح المصدر أن أعمال الهدم والإزالة تتركز حاليًا في شارعي ابن الفارض والطحاوية في قلب منطقة الإمام الشافعي، اللذان يضمان عددًا كبيرًا من المقابر التاريخية، أضاف: “خسرنا في هذه المرحلة نوادر لا يمكن تعويضها”.

 

 

وقال الباحث مصطفى الصادق إنه يتمنى من الجهات التي تقوم بالهدم الاستعانة بالمتخصصين لمساعدتهم في الحفاظ على الشواهد واللافتات التركيبات والنقوش وغيرها، وفكها بطريقة علمية، ونقلها إلى أي مكان يحافظ عليها، مضيفًا أنه يتوقع أن تكون كل العناصر الفنية في المقابر التي هدمت في الأيام الماضية دُمرت بالكامل.

 

وكان رئيس حكومة السيسي، قال في نهاية أكتوبر الماضي، إنه حصل مشكلة في ما يخص هدم المقابر، وبالتالي كلّف كل الوزارات المعنية بوقف فوري لأعمال الهدم، واعدًا ألا يُمس أي مبنى ذو قيمة في المنطقة. وذلك بعد غضب أثاره هدم مدفن أثري لـ«نام شاز قادين» مُستولدة محمد علي، مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر مع بداية القرن التاسع عشر، وأم أولاده.

 

وأعلن وقتها وزير الثقافة، بحكومة السيسي أحمد فؤاد هنو، توقف الهدم في الجبانات مؤقتًا، لحين الانتهاء من دراسة أوضاع الأضرحة والمدافن المطلوب إزالتها، مضيفًا أن وزارته أعدت طرحًا جديدًا لمسار المحور الجاري إنشاؤه يتضمن تفادي إزالة عدد من الأضرحة، والبعض الآخر سيتم نقله والحفاظ عليه بمعرفة وزارة السياحة والآثار لأنها الوزارة المعنية بالأمر.