مع تزايد معدلات الفقر وتراجع مستوى المعيشة بسبب حالة الانهيار الاقتصادى التى تعانى منها مصر فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي ظهرت على الساحة منصات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«إكس – تويتر سابقًا»، تقوم بالنصب والاحتيال على المواطنين وتزعم أنها تقدم لهم معدلات فائدة مرتفعة لاستثمار أموالهم تصل إلى 50% .
ويطلق الخبراء على هذه المنصات "المستريح الالكترونى " وهدفها الاستيلاء على أموال الغلابة وخداعهم بالعوائد المرتفعة والخيالية، حيث تزعم بعض هذه الصفحات الوهيمة انها تقدم عائدًا شهريًا بقيمة 7500 جنيه، لمّن يدفع 50 ألف جنيه، على أن يتم صرفه بعد 52 يومًا فقط، ومن يدفع 35 ألف جنيه يحصل على عائد شهري 5000 جنيه، كما يوجد استثمار بالدولار، حيث من يدفع 10 آلاف دولار يحصل على مقابل قيمته 1500 دولار شهريًا، ومن يدفع 5 آلاف دولار يحصل على عائد شهرى 600 دولار.
كما تزعم أنها تقدم أرباحًا أسبوعية، وهو الأمر الذي دفع الخبراء إلى تحذير المواطنين من الانسياق وراء هذه الصفحات؛ خوفًا على أموالهم من النصب.
وتدعي هذه الصفحات، أنها شركات لتوظيف الأموال، لكنها في القانون يطلق عليها «المستريحين»، وكانت بداية نشاطها في السبعينيات من القرن الماضي، بهدف جمع أموال مقابل عوائد مالية مرتفعة تفوق فائدة البنوك، ما ضاعف الإقبال عليها، خاصة من العاملين في الخارج
نصب علني
في هذا السياق، حذر الخبير الاقتصادي هاني توفيق ، من انتشار إعلانات تستهدف الأفراد البسطاء باستثمارات تحقق عائدًا سنويًا يفوق الـ500% وأرباح تسدد أسبوعيًا، متسائلًا: أين قانون توظيف الأموال؟.
وقال «توفيق» فى تصريحات صحفية : هذا نصب علني وعلى الأفراد تجنبه، مطالبًا دولة الانقلاب بتطبيق القانون لإيقاف هذه الظاهرة التى انتشرت بشكل يفوق الوصف.
وأضاف: الأيام القادمة صعبة اقتصاديًا، فاحترس من إعلانات توظيف الأموال فى مشروعات تعد بأرباح وهمية، كما يجب الحذر فى تعاملاتك مع أقرب الناس إليك، ولا تستثمر -حتى مع صديقك- دون دراسة مالية وقانونية وافية؛ لأنك فى النهاية قد تخسر استثمارك، أو صديقك، وعلى الأرجح الاثنين معًا .
منصات وهمية
وقال الخبير المصرفي هاني أبو الفتوح، : ليس هناك ما يسمى شركات توظيف الأموال، والمنتشر -حاليًا- ما هو إلا منصات وهمية للاحتيال الإلكتروني، تروج للاستثمار في مجالات مختلفة مثل تجارة المواشي والعقارات والذهب.
وأضاف «أبو الفتوح» -في تصريحات صحفية -: يطلق على هؤلاء النصابين اسم المستريح وهو المحتال الذي يدعي أنه رجل أعمال كبير أو مستثمر ناجح، ويبدأ باقناع الأفراد بأرباح خيالية في حالة الاستثمار معه، بعائد يصل إلى 30% كل شهر أو مضاعفة المبلغ خلال عام .
وأشار إلى أن المستريح يلعب على «الطمع» لدى البعض، خصوصًا مع تقديم أول عائد من الأرباح في الأيام الأولى للاستثمار، موضحا انه بياخد فلوس ناس جديدة عشان يدي بيها أرباح للناس اللي قبلهم، يعني شغله كله نصب على نصب، وده اللي بيتسمى علميًا (مخطط بونزي)، وبعد فترة، لما الفلوس تخلص ومع عدم دخول ناس جديدة يختفي أو بيقع في إيد الحكومة، والناس اللي استثمرت معاه بتكون خسرت كل تحويشة عمرها .
وأكد «أبو الفتوح» أن الوقت الحالي، هو الأنسب لنشاط هذه المنصاب الوهمية للاحتيال عبر الإنترنت، خاصة بعد قرار بنكي مصر والأهلي الأخير بإيقاف الشهادات السنوية وخفض العائد على الشهادات الادخارية بنسبة 2%، لافتا الى إن القرار سيؤثر بشكل ملحوظ على أصحاب الدخول الثابتة من المدخرين وهو ما يدفع البعض منهم للبحث عن بدائل أخرى قد تكون محفوفة بالمخاطر مثل قضايا (المستريح) خاصة ان ضعف الثقافة المالية لدى بعض المدخرين يجعلهم عرضة لهذه العمليات .
قنوات استثمارية
ومن أجل تجنب الوقوع في «فخ» منصات الاحتيال، شدد على ضرورة تكثيف البنك المركزي وهيئة الرقابة المالية، حملات التوعية بعدم الانخداع والانسياق، إلى المخططات الاحتيالية التي تدعي توزيع أرباح خيالية تصل إلى 500%، والترويج للجوء للجهات المصرح لها بالتعامل مع الأموال والاستثمار.
وطالب «أبو الفتوح» حكومة الانقلاب بالتعاون مع البنك المركزي والرقابة المالية لتطوير قنوات استثمارية ملائمة لتقديم عوائد تناسب المدخرين خصوصا من ذوي المدخرات الضئيلة وتلبية احتياجاتهم لتتناسب مع الضغوط التضخمية بعد خفض الفائدة.